وصلت الليلة الماضية ماكينة الحفر العميق "نفرتاري" محطتها الأخيرة بباطن الأرض بعد خمسة أشهر وتجاوزت الأوقات الصعبة والنقاط المنيعة لمسافة 1500 متر من محطة العتبة وحتي باب الشعرية. باشراف فريق عمل كبير من الخبراء والمسئولين بهيئة الانفاق والشركة الفرنسية المسئولة وبمتابعة مستمرة وترقب واهتمام من وزير النقل المهندس علاء فهمي. كانت الماكينة قد بدأت عملها في 28 يوليو الماضي عقب تعطل ماكينة الحفر الأولي "كليوباترا" وسقوطها في بئر المياه الجوفية أمام قسم شرطة باب الشعرية.. وهبوط التربة في 3 سبتمبر .2009 مرت نفرتاري بسنترال الأوبرا والمناطق السكنية القديمة المتهالكة بدءاً من فندق السنترال ومجمع المساكن والعمارات حتي وصلت الي شارع الجيش ثم العبور الكبير أسفل نفق الصرف الصحي.. وذلك بعد ان عقد مهندسو هيئة الأنفاق وإداراتها بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية وغرفة طواريء استمرت خمسة أيام متواصلة لمتابعة حركة عبور الماكينة أسفل نفق الصرف الصحي. كان مفاوضو هيئة الأنفاق قد نجحوا في تحميل المقاول الفرنسي تكاليف ماكينة الحفر التالفة والماكينة الجديدة والتي وصلت قيمتها إلي ما يزيد علي 200 مليون جنيه.. بالإضافة الي تكاليف إصلاح كل ما تم اتلافه بمنطقة باب الشعرية وأي أضرار أو تبعات نتجت عن الحادث.. ولم تتحمل مصر أية أعباء مالية نتيجة الحادث.. ولم يتغير برنامج تنفيذ المرحلة الأولي من الخط الثالث.. وكان لهذا التفاوض أثر كبير في الالتزام الكامل بالبرنامج للافتتاح للمرحلة الأولي في موعدها أكتوبر 2011 وعدم تحميل الدولة أية أعباء مالية نتيجة للحادث. وقد نجحت الماكينة العملاقة في تخطي أصعب مناطق القاهرة وحفر نفق المرحلة الأولي من الخط الثالث واستخراج ماكينة الحفر كليوباترا التي سقطت وتعطلت في البئر ولم يتم دفنها كما زعم الكثيرون.. بل تم استخراجها كاملة. يجري حالياً اجراءات نقل ماكينة الحفر نفرتاري لبدء عملها في المرحلة الثانية للخط الثالث والتي ستبدأ عملها في المسافة من المعرض حتي العباسية. الجدير بالذكر أن حفر هذه المرحلة سيتم بماكينة حفر وذلك لأول مرة حيث تبدأ "نفرتاري" من محطة المعرض حتي محطة العباسية بينما تبدأ الماكينة الفرنسية الجديدة من محطة المعرض حتي مصر الجديدة ممتدة الي منطقة هارون الرشيد بمصر الجديدة وعدد محطاتها خمس محطاطت هي: "المعرض الاستاد كلية البنات الأهرام هارون" بطول 7.7 كيلو متر وبتكلفة تصل الي 7 مليارات جنيه. عن أصعب مراحل حفر النفق يقول المهندس عطا الشربيني رئيس الهيئة القومية للانفاق.. واجهت الماكينة نقاطاً تعجيزية كثيرة منها أساسات سنترال الأوبرا أسفل مناطق العتبة ذات الكثافة السكانية العالية والمساكن القديمة أمام البوسطة وحتي شارع الجيش كما عبرت المساكن القديمة المتهالكة بباب الشعرية وأسفل نفق الصرف الصحي علي عمق 50 متراً. ذلك رغم التربة السيئة من حيث نوعيتها وطبيعتها وطبقات الردم المتتالية بها.