الثراء.. حلم يراود الجميع. لا فرق بين شخص وآخر.. لكن البعض يبحث في طرق غير مشروعة حتي أنه يبيع أهله ووطنه وكل عزيز وغال لمن يدفع الثمن.. حتي لو كان الشاري هو "الموساد". "طارق" مثل غيره من الشباب يعيش في أسرة بسيطة. فوالده بالمعاش ويعمل فرد أمن بشركة خاصة وأمه مثل آلاف السيدات المكافحات.. لكنه قرر التمرد علي هذا الواقع. فأنشأ شركة للتصدير والاستيراد بتمويل من الموساد وقاطع أسرته فلم يجر أي اتصال بها منذ عام. لقد راودت "طارق" أحلام كثيرة.. كان يتخيلها عندما يخلو بنفسه تحدثه بها شياطينه.. مال وفير وجاه وسلطان ولن تسقط أبداً ف "أنت تعمل مع جهاز مخابرات علي أعلي مستوي من الكفاءة. تلك العبارة التي يجند بها "الموساد" أي جاسوس جديد للتغلب علي الخوف بداخله.. لكنه يستيقظ دائما كما استيقظ طارق وكابوس كبير في انتظاره حيث يكتشف بعد فوات الأوان أن رحلة الصعود قادته إلي الهاوية. انتقلت "المساء" إلي منزل اسرة الجاسوس "طارق" والكائن في 18 شارع محمد عمر بحدائق القبة.. شقة الأسرة لا تزيد علي 70 متراً مربعاً بالطابق الأرضي. وهي مكونة من حجرتين وصالة.. الأب كان موظفا بشركة المياه. وبعد إحالته إلي المعاش التحق بإحدي شركات القطاع الخاص للعمل فرد أمن.. لأن قيمة المعاش بسيطة. "محمد" شقيق الجاسوس 32 سنة يعيش مع أسرته في شقة مجاورة في المنطقة نفسها. ويعمل بشركة للكمبيوتر. وتقيم شقيقتاه مع والديهما.. والجاسوس هو أكبر اشقائه. الأم كانت قد أصيبت بانهيار عصبي وإغماء فور علمها بالقبض علي نجلها الأكبر بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.. وذلك من خلال وسائل الإعلام التي توافدت عليها لإجراء لقاءات معها. أكدت الأم ل"المساء" وهي في حالة انهيار وغير مصدقة لما فعله نجلها أنها لم تشاهده منذ أكثر من عام بعد آخر زيارة قام بها لمصر هو وزوجته الصينية. وكانت زيارة سريعة لم تستغرق سوي اسبوعين.. مؤكدة أن جميع الاتصالات مقطوعة بينه وبين الأسرة منذ تلك الزيارة.. وأن ابنها لا يمكن أن يرتكب مثل هذا الجرم الفظيع في حق وطنه.. مشيرة إلي أنه إذا ثبت خيانته للوطن رغم استبعادها التام لهذا فإنه يستحق أشد العقاب. أضاف سعد قاسم عم المتهم والذي يعمل سائقاً أن الصلة بينه وبين ابن شقيقه "طارق" منقطعة تماماً ولا يكاد يتذكر ملامح وجهه لأنه لم يشاهده منذ أكثر من 8 سنوات وكان يطمئن عليه من حين لآخر من خلال والدته التي ذكرت له أنه سافر إلي الصين وحالته مستقرة هناك ولا يرسل إليهم أي أموال. أضاف أنه علم بهذه الاتهامات الموجهة إلي ابن شقيقه من خلال وسائل الإعلام وكل معلوماته عنه أنه كان يهوي الرياضات العنيفة مثل "الكونغ فو" وكان يمارس هوايته بنادي الحدائق ورغم ذلك كان انطوائياً ولا يحب الاختلاط بالآخرين ولا يوجد له أي أصدقاء بالمنطقة. أكد أنه لا يصدق ما يدور حول ابن شقيقه المتهم ولكن إذا كان ذلك صحيحاً وهذا أمر مستبعد فتعتبر من أشد المصائب لأن خيانة الوطن لا يعلوها أي جرم آخر.. وتساءل أين مقابل الخيانة؟! مشيراً إلي أنه لم يظهر أي تحسن علي أوضاع أسرته المادية منذ سنوات.