اوداخل قرية السعديين التابعة للوحدة المحلية لسواده مركز فاقوس بالشرقية.. خيم الحزن علي اهالي القرية بعد وفاة الشابين علاء بغدادي وعادل الشافعي اللذين راحا ضحية الرحلة المشئومة للسفر الي إيطاليا بطريق الهجرة غير الشرعية وغرق القاربين, حيث تو جهت اسرتا الشابين الي كفرالشيخ لتسلم جثمانيهما ليدفنا في القرية التي غادراها قبل ايام دون أن يعلما بأنهما سوف يعودان سريعا محموين بأكفان. وقد سادت حالة من الحزن أهالي القرية الذين ابدوا سخطهم علي كل مادفع ابناء قريتهم للسفر في هذه المغامرة المشئومة, حيث كانت المرة الاولي التي يعيش اهالي سواده مثل هذا الحادث, رغم ان الكثيرمن اهل وشباب القرية في دولة المانيا منذ سنوات طويلة الا ان السفر الي ايطاليا عبر البحر وبهذا الشكل المخالف كان جديدا علي اهالي وشباب القرية والذين غرر بهم افراد العصابة الشيطانية الذين صوروا لهم الدنيا وردية وفرشوا لهم الارض مالا وذهبا وهميا بعض شباب القرية تحدثوا للاهرامعن ظهور الوسطاء او السماسرة منذ عدة اشهر بين أزقة قريتهم ويقومون بالاتفاق مع شبابها واقناعهم بالسفر الي ايطاليا حيث حلم الثراء السريع وكانوا يأخذون منهم مبالغ مالية مجملها يصل الي50 او55 الف جنيه ويضمنون حقوقهم من خلال استكتاب افراد اسرة الشاب وتوقيعهم علي اقرارات او إيصالات امانة علي بياض بباقي المبالغ. وبرر احد الشباب بالقرية واسمه عبده خاطر39 سنة اسباب السفر إلي ايطاليا وغيرها من دول اوروبا بشكل غير شرعي بأنه لافرصة اخري حاليا ولامفر من المخاطرة في ظل مانعيشه من روتين عقيم ومعوقات ويضرب المثل بمحاولته توفير مصدر د خل ورغم عمره لم يوفق في الحصول علي وظيفة حكومية ولم ينتظر ينعي حظه في فواته الميري, فكر في مشروع خاص اقد م علي شراء سيارة صيني فوجيء بمقدم ستة الاف جنيه وقسط شهري100 جنيه قرر شراء انابيب وتوزيعها فطلب منه5 آلاف جنيه مقابل20 أنبوبة, حتي التوك تو ك ترخيصه الف جنيه, ولم يكن له خيار بعدما استدان ثمن المقدم. اما عن الضحيتين عادل و علاء فقداكد الجميع ان السبت كان آخر يوم رأوهما فيه مع نحو30 آخرين من شباب القرية غادروا بعدها الي المجهول, يقول احمد عم عادل الشافعي ان عادل كان يعاني من ضيق ذات اليد فهو متزوج ويعول طفليه شهد عامين وسامح3 اشهر ويعيش مع شقيقه في منزلهم داخل شقة واحدة بها ثلاث حجرات بعد وفاة والديه شقيقه الاكبر سامح غير متزوج وقد جرب حظه عدة مرات في السفر المانيا لكنه عاد بخفي حنين سنوات طويلة امضاها بلا عائد واخيرا قرر التغيير والسفر للنمسا مافعله هو بناء بيته الذي يقيم به مع اخويه واسرتيهما. اما شقيقه الاصغر بهاء فهو متزوج وله طفل لم يكمل العام وعادل كان يعمل سائقا لسيارة نصف نقل ويؤكد شقيقه والحزن يعتصره ان كل ماكان يتقاضاه لم يكن يكفي قوت يومه واحتياجات اطفاله كان عازما علي السفر بشدة ليجرب حظه وامام اصراره لم نملك الا الرضوخ بعدما فشلنا في منعه وهو ما أكده أصدقاؤه علي أن آخر كلماته كان هسافر يعني هسافر حتي لو هاموت لازم اسافر فقد كان اكثر مايشغله مستقبل صغيريه وكان يتمني بناء منزل صغير لهما مستقل لهما. اما زوجته فقد ظلت واجمة تنساب دموعها علي وجهها غير مصدقة فقدان زوجها للابد ولم تقو علي الحديث وان ظلت تحتضن طفليها. وفي منزل علاء الضحية الثانية كان الجو مشوبا بالقلق في انتظار وصول الجثمان حاولنا الحديث لكن جلال الموت وهيبته سيطر علي الموقف فقد ذهبت الاسرة بأكملها لكفر الشيخ بينهم من كان يبحث عن قريب او اخر مقبوض عليه واخر مفقود لكن الوضع بدا اكثر اختلافا فعلاء النجدي لم يكن رقيق الحال بل يتمتع بحالة ميسرة ومنزل اسرته يرتفع ل4 طوابق شاهقة ويحتل مساحة كبيرة الا ان المغامرة كانت الدافع وراء سفره ورغبته في الاستقلال كان يرفض أن يكون تابعا كما اكد اصدقاؤه اراد ان يبني مستقبله بنفسه فهو لم يتزوج بعد ذهب ليحقق حلمه الذي يراود معظم الشباب بالقرية خاصة وان شقيقه كان مثله الاعلي وكان يود ان يكون مثله والننتظر طويلا بعد حصوله علي الد بلوم حيث نجح في اقناع اسرته بالسفر بصعوبة.