اذهب إلي لجنتك الانتخابية.. ولا تتقاعس عن الإدلاء بصوتك. صوتك هو الفيصل.. وهو الذي سيحسم نتيجة الانتخابات لصالح هذا المرشح أو ذاك. لا تقل إن النتيجة محسومة مقدماً.. عليك أن تكون إيجابياً.. أن تقوم بواجبك.. وبعد ذلك فليكن ما يكون! مصيبتنا تتجسد في السلبية واللامبالاة.. ومرضنا المزمن هو ترك الشأن العام والانكفاء علي الذات والشأن الخاص.. مع أن أمورك الخاصة تتأثر إيجاباً وسلباً بالشأن العام وبالمناخ العام! لقد نجح النظام البائد في غرس السلبية واللامبالاة والانصراف عن المشاركة السياسية سواء بالانتخاب أو الترشح لكي يفعل ما يشاء ولكي تخلو الساحة أمام المزورين والمرتشين واللصوص! الآن.. نحن في عهد الثورة.. الأوضاع تغيرت.. المصريون استيقظوا من سباتهم العميق والطويل.. وأصبحوا يشاركون في الانتخابات تصويتاً وترشيحاً.. ولأول مرة رأينا الملايين يتوجهون إلي صناديق الانتخابات.. ورأينا ثلاثة عشر مرشحاً يتسابقون علي مقعد الرئاسة في الجولة الأولي! الآن.. أصبح الخيار سهلاً. ما عليك سوي أن تختار واحداً من اثنين! لن يجبرك أحد علي اختيار مرشح بعينه.. فاختر من تري أنه الأفضل والأصلح لحكم مصر. ربما كانت الحملات الانتخابية لكلا المتنافسين قد وضعت الناس في حيرة من أمرهم وأثارت فيهم البلبلة وجعلتهم مترددين في الاختيار! لكن.. تلك هي الديمقراطية.. وتلك هي بعض آثارها السلبية.. فكل دواء فعال له آثار جانبية! وعلي أية حال.. ليس من الضروري أن يفوز من أعطيته صوتك! معظم أو كل من يذهبون للإدلاء بأصواتهم. يفعلون ذلك وهم واثقون بأن الفائز هو من يؤيدونه! لكن.. في النهاية لن يفوز سوي واحد فقط من المرشحين الاثنين.. فلا تبتئس وتقبل النتيجة بصدر رحب.. ولا تندم علي التصويت لمرشحك المفضل فهناك غيرك ممن يريدون المرشح الآخر.. وما ينطبق عليك يسري عليهم! نريد للرئيس الجديد.. ألا يكتسح الأصوات.. وأن يكون نجاحه بنسبة 50%«1 فقط.. حتي لايتغول.. وحتي يكون كمن يسير علي حد السكين.. حتي يفكر جيداً قبل الإقدام علي أية خطوة وقبل اتخاذ أي قرار. حكم ضميرك.. وضميرك فقط.. قبل أن تضع القلم أمام اسم مرشحك علي ورقة الإدلاء بالصوت! ومرة أخري.. عليك بتقبل النتيجة أياً ما كانت.. ويكفيك شرف الإيجابية بالمشاركة. ** أفكار مضغوطة: البحَّار لا يشكو من الريح أبداً.. بل يرفع أشرعته بما يتناسب معها! د.فهد العودة