لا يستهويني حضور رسائل الماجستير والدكتوراة في الجامعات لأن المناقشات تكون أكاديمية لا يفهمها تماماً إلا المتخصص ولكن عندما تلقيت الدعوة من صديقي وزميلي العزيز خالد توحيد مساعد رئيس تحرير الأهرام لحضور مناقشة رسالة الماجستير الخاصة به في كلية الإعلام حرصت علي أن أكون في مقدمة الحاضرين لأنني كنت واثقاً من أن رسالته وكانت عن تأثير الإنترنت في تطوير الأداء المهني للإعلاميين الرياضيين في مصر ستكون مفيدة وممتعة لأن خالد مهني محترف ومتمرس قدير وسيقدم أرقاماً ومعلومات وبيانات من أرض الواقع العملي وهو ما حدث بالفعل فقد استمتع كل من حضر المناقشة من كوكبة من كبار الصحفيين الرياضيين في مصر ولم يشعر أحد بالملل علي الاطلاق. والأجمل أن الدكاترة المناقشين وهم الأساتذة عدلي رضا وعادل عبدالغفار ومحمد نبيل طلب قدموا رؤيتهم العلمية الواضحة في الإعلام الرياضي ومشاكله وتجاوب معهم كل من في قاعة المحاضرات وجميعهم أجمع علي وجود انفلات في الإعلام الرياضي وأن نمط الملكية يؤثر علي شكل وأداء القنوات والمؤسسات الصحفية الخاصة وأن عدم وجود تأهيل حقيقي للإعلام تسبب في أزمات عدة منها أزمة مباراة مصر والجزائر ومأساة استاد بورسعيد وأنه من غير المقبول أن يتجه أي لاعب معتزل إلي الإعلام الرياضي وكأنها ليست مهنة لها أصول خاصة ومن غير المقبول أن يجري الإعلامي وراء لاعب أن ذلك يقلل من قيمته وكرامة مؤسسته الخاصة. وقال المتخصصون الكثير من المشاكل التي يعاني منها الإعلام الرياضي ولكن استوقفتني كلمة مهمة منهم بأنه يجب علي الصحفيين والإعلاميين الحقيقيين أن يتحلوا بالصبر والاصرار لمحاربة الدخلاء للحفاظ علي أصول المهنة وآدابها وأخلاقياتها التي نساها الكثيرون..!! في نهاية المناقشة حصل خالد توحيد علي الماجستير بدرجة امتياز.. وهو يستحقها عن جدارة لجودة بحثه ونلنا نحن الحاضرون جرعة رائعة من الثقافة والمعرفة وجعلتنا أكثر اصراراً وحباً لمهنة البحث عن المتاعب.