أكد أغلبية رؤساء الأحزاب وأساتذة السياسة وممثلو القوي السياسية والعمل العام رفضهم لفكرة تشكيل مجلس رئاسي مدني لقيادة البلاد في المرحلة القادمة والتي طرحها الشباب في ميدان التحرير. أوضحوا ان هذا الاقتراح يزيد الموقف تعقيداً واضطراباً وأن إلغاء نتائج الانتخابات سيؤدي إلي العنف والفوضي وفراغ سياسي وأمني.. وأن علينا أن نسير في خارطة الطريق التي وافقت عليها أغلبية الشعب بالملايين في استفتاء شعبي انتهي إلي إعلان دستوري تقدم بتنفيذه طوال الشهور الماضية وتم بناء عليه إجراء انتخابات برلمانية شارك فيها الجميع ثم انتخابات رئاسية شارك فيها الجميع أيضاً ولم يتبق سوي أيام قليلة ويكون لدينا رئيس جمهورية منتخب. أضافوا انه لا يمكن إهدار كل ذلك من أجل فكرة كانت جيدة بعد قيام الثورة مباشرة أما الآن فهي نابعة من أشخاص خرجوا من السباق ويريدون أن يكون لهم دور علي حساب استقرار البلاد وأمنها. الأقلية أكدت ان مجلس الرئاسة هو الحل الوحيد للخروج من المأزق الحالي وتقسيم البلاد. "المساء" رصدت الآراء فكان هذا التحقيق: يزيد الموقف تعقيداً * د. جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس: اقتراح مرفوض يزيد الموقف تعقيداً واضطراباً.. الفكرة كانت مقبولة في بداية الثورة أما الآن فإن إلغاء نتائج الانتخابات سيؤديد إلي العنف وفراغ سياسي وأمني ولن يقبل بها أحد سواء من القوي التي أصبحت قاب قوسين أو أدني من السلطة مثل الإخوان أو المجلس العسكري.. ثم من سيقوم بتشكيل هذا المجلس الرئاسي ومن فوضه في الأمر ومن يضمن الإجماع عليه وهل سيكون مثل الشريك المخالف ويعظم كل عضو من شخصية علي حساب مصلحة البلد واستقرارها.. علينا المضي في الطريق الذي قطعنا أكثر من ثلاثة أرباع مسافته ونمضي في الانتخابات الرئاسية حتي لو أفرزت السيئ أو الأسوأ بدلاً من تلك الفكرة الهزيلة التي لن تؤدي إلا إلي مزيد من الحمي والتخبط. خارج التاريخ * ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل وعضو مجلس الشوري: انه مطلب خارج التاريخ.. يطرحه أناس لا يعترفون بخارطة الطريق التي نسير عليها طوال حوالي خمسة عشر شهراً.. انه مطلب ضد إرادة المصريين الذين وافقوا علي الإعلان الدستوري وقطعوا كل مراحل الطريق الذي يصل إلي محطته الأخيرة بجولة الإعادة الرئاسية خلال أيام. وأري انه يصب في مصلحة المخطط الأمريكي الذي يريد تقسيم الوطن وفرض الشرق الأوسط الجديد. ردة للخلف * أحمد الفضالي رئيس حزب السلام الديمقراطي: اقتراح مخالف لخارطة الطريق التي اتفقت عليها كل القوي السياسية ودخلت بمقتضاها وشاركت في السباق حتي وصلنا إلي الرئاسة انه ردة للخلف.. أنا مع تشكيل مجلس استشاري عن طريق رئيس الجمهورية المنتخب أما غير ذلك فلا وألف لا.. علينا احترام الشرعية الدستورية والشعبية ورأي المواطنين وليس علينا الاستماع لأناس خرجوا من المنافسة ويبحثون عن دور في المرحلة القادم علي حساب استقرار الوطن وإرادة المواطنين والشرعية الثورية والدستورية.. لا يجوز القفز علي شعب مصر وإرادته.. لو استمعنا إلي ذلك الاقتراح ونفذناه لن نعرف الاستقرار أبداً وسيخرج علينا كل يوم بعض الأشخاص بمشروع جديد. الدستور .. أهم * د. إبراهيم زهران رئيس حزب التحرير: طالبنا في البرلمان الموازي قبل تنحي مبارك بتشكيل مجلس رئاسي ثم تجنبنا المطلب في الجمعية الوطنية للتغيير بعد الثورة وأرسلناها للمجلس العسكري ولن نتلق رداً.. واليوم أقول لا للفكرة وأتمني ألا يعمل البعض علي إجهاض قوي الشباب في التحرير وغيرها من الميادين في مطالب مستحيلة التحقق.. لقد قطعنا مشوار الانتخابات وخلال أسبوعين سيكون لدينا رئيس منتخب فلماذا نصر علي مطلب غير قابل للتنفيذ.. أقول للجميع اجعلوا مطلبكم الدستور وتشكيل اللجنة التأسيسية قبل 9 يونيو.. الدستور أهم لأنه يحدد مستقبل البلاد.. أنا ضد تشتيت الجهود في أشياء خيالية اضغطوا من أجل تشكيل اللجنة التأسيسية من كل الفصائل السياسية بشرط ألا تتجاوز نسبة أي فصيل عن 10%.. عن مطلب منطقتي واحذروا من الدعاوي التي تريد إسقاط الدولة فهناك فرق بين إسقاط النظام والدولة.. الشعب قام بثورة لإسقاط النظام.. والنظام سقط.. سقط الرئيس وأدواته مجلسا الشعب والشوري والحزب الوطني والشرطة التي كانت تخدم النظام ولكن بقيت الدولة وهناك من يرغب في عدم أركانها الجيش والقضاء بعد هدم الضلع الثالث الشرطة وهذا سيؤدي إلي التقسيم مثلما فعلت أمريكا في العراق. استكمال المشوار * د. كمال الهلباوي أمين عام منتدي الوحدة الإسلامية حالياً والمتحدث باسم الإخوان في الغرب سابقاً يري أن هذا ليس الحل الوحيد المطروح فهناك حلول أخري مشيراً إلي أن المجلس العسكري لا يمكن أن يوافق علي المجلس الرئاسي إلي جانب طرفي الإعادة في الانتخابات الرئاسية واللذين لن ولم يفقدا الأمل في الفوز بالمنصب.. والسؤال الذي يفرض نفسه هل يستمر التحرير علي صورته الحالية وتواصل الجماهير خروجها إلي الميادين الأخري وتعترض علي استمرار المسار الثوري سابقاً وتصر علي أن يبقي للثورة دور في صناعة القرار أم لا؟! وعن رأيه الشخصي قال أنا ميال لاستكمال المشوار الحالي وإجراء جولة الإعادة وذلك استكمالا للمسيرة الديمقراطية بشرط ألا يحدث تزوير مضيفا ان الأزمة الجديدة سببها ان الحكم علي مبارك والعادلي وأعوانهم لم يقنع الشعب نفسه وليس القوي السياسية فقط وجاء متناقضا بين المقدمة التي ألقاها رئيس المحكمة والنتيجة فقد أدان النظام إدانة بالغة في النصف الأول وأعطاه براءة في النصف الثاني وعموماً ساهم هذا الحكم في إحياء المسار الثوري من جديد وضخ الدماء فيه. اختتم حديثه بقوله "الكتل الوطنية الثورية وأنا واحد منهم تميل إلي مرسي بشروط وضمانات.. والأمر لم يحسم بعد". كان من الأول * اللواء محمد علي بلال قائد القوات المصرية في حرب الخليج: كان من البداية.. وإلا لماذا أجرينا انتخابات برلمانية ورئاسية.. لماذا لا نترك الشعب يختار من يريد أن يحكمه.. الفكرة ردة للخلف يطلقها بعض الأشخاص الذين لم يوفقوا في الجولة الأولي.. نحن في سنة أولي ديمقراطية ويجب أن نعلم أن الرئيس القادم لن يختاره كل الشعب بل الأغلبية ولن يستطيع شخص واحد أن يحوز علي إجماع الكل.. لا تنسوا أن الناس لم تجمع علي رسول أو كتاب مقدس. تضييع وقت * د. حسام عبدالرحمن رئيس الحزب الجمهوري: طالما ارتضينا بالديمقراطية نبراساً فلا نستطيع أن نغير من توجهاتنا كلما جد ظرف جديد.. لقد أجرينا انتخابات شارك فيها 23 مليون مواطن ووصل طرفا الإعادة إليها بعد حصولهما علي أعلي الأصوات بحوالي 11 مليونا فهل من حق الأقلية الموجودة في التحرير أن تفرض رأيها علي تلك الملايين.. وهل سيقبل طرفا الإعادة ذلك وهل ستقبل جماعة الإخوان الأمر بعد أن اقتربت فرصتهم كما يتخيلون من الفوز بالكرسي وهل سيقبل حمدين صباحي وعبدالمنعم أبوالفتوح أن يكونا نائبين لمحمد مرسي وهما اللذان رفضا الأمر من قبل.. هذا الطرح تضييع وقت فالاقتراح لن يقبل به أحد وأعتقد اننا يجب أن نترك الكلمة للشعب. انتظروا "4 سنوات" * حسن أبوالعينين محامي أسر الشهداء: نحن نؤسس دولة القانون وهناك إعلان دستوري ارتضينا به جميعاً وبناء عليه جرت انتخابات شعب وشوري والجولة الأولي للانتخابات الرئاسية فهل بعد كل ذلك نتراجع لأن هناك بعض الأشخاص سقطوا في الجولة الأولي ونهدر إرادة شعب متمثلة في الصندوق.. لابد أن نكمل المشوار طبقاً للقانون والإعلان الدستوري.. نتيجة الانتخابات أفرزت اثنين في جولة الإعادة في انتخابات شهد الجميع بنزاهتها لذا لا ينبغي الانسياق وراء الأهواء مع التركيز بأنه عند فتح باب الترشيح للانتخابات ارتضي الجميع ذلك بل وشارك فيها وبالتالي علي من يرغب في ترشيح آخرين غير طرفي الإعادة الانتظار 4 سنوات ويجهزوا أنفسهم للانتخابات الرئاسية المقبلة. ضد الاستقرار * الخبير الإعلامي هشام صيام: الفكرة ضد مصلحة البلاد واستقرارها.. هناك من يريد عدم وجود رئيس منتخب لهذه البلاد أو دستور.. هذه الفكرة كانت تصلح بعد أسبوع من الثورة أما اليوم فلا.. باق أيام قليلة ونختار رئيس جمهورية من بين اثنين مرشحين بل بدأت الانتخابات فعلاً بالتصويت في الخارج علي جولة الإعادة فهل يصح بعد ذلك أن نعيد الكرة من البداية.. ثم أي مجلس رئاسي ومن أي الأشخاص.. حرام أن نضيع كل هذه الشهور هباء.. لقد تحمل الشعب الكثير وآن الأوان أن يذوق الناس طعم الراحة ويجنوا ثمار ثورتهم المجيدة.. ان الأوضاع الاقتصادية متردية للغاية.. والمرحلة القادمة خطيرة وتحتاج للتكاتف والوحدة لإنقاذ مصر. المؤيد الوحيد * د. علاء رزق الخبير الاستراتيجي والاقتصادي: المجلس الرئاسي هو الحل الوحيد والعبقري للخروج من الأزمة الحالية والمأزق الذي وضعتنا فيه نتائج الانتخابات في المرحلة الأولي من انقسام في الشارع المصري وانشقاق كبير يقودنا إلي مرحلة خطيرة. يضيف لقد طرحت هذا الطرح بعد المرحلة الأولي من الانتخابات الرئاسية علي أن يتم تشكيل المجلس من الخمسة الحاصلين علي أعلي الأصوات في الجولة الأولي علي أن يكون رئيس المجلس هو الحاصل علي أعلي الأصوات والثاني نائبا والثلاثة الآخرون أعضاء.. ويتولي هذا المجلس قيادة البلاد لمدة لا تقل عن عام ولا تزيد علي عام ونصف العام يتم خلالها وضع الدستور علي ألا يخوض أي من أعضاء هذا المجلس الانتخابات التالية ويمكن لهم خوض الانتخابات بعد القادمة. أكد أن هذا هو السبيل لاحتواء الموقف وتحقيق استقرار حقيقي لأن هناك شريحة كبيرة لن تقبل شفيق أو مرسي في حالة فوزهما وستعاني البلاد أزمة حقيقية وفوضي خلاقة يريدها الأعداء لتقسيم البلاد.