هل يفعلها الدكتور محمد البرادعي والفريق أحمد شفيق ويتفقان علي العمل معاً في المرحلة القادمة. بحيث يكون الأول رئيساً للحكومة والثاني رئيساً للجمهورية؟! إن الدكتور مصطفي البرادعي هو الأب الحقيقي للثورة المصرية. ولولا قدوم الدكتور البرادعي إلي مصر. وحديثه العلني عن التغيير ووقوفه ضد التوريث والمساندة الدولية التي ساعدته علي ذلك لما كان حديث التغيير ممكناً. ولما كانت جماعات الشباب قد وجدت المناخ والأرضية المناسبة للتحرك عبر "الفيس بوك".. والدكتور البرادعي لم يحصل علي ما يستحقه من تقدير محلياً. فقد ظل في معارك لتبرئة ساحته في ظل حملات الافتراء والتشهير التي نالته قبل الثورة وبعدها.. فقبل الثورة كان الهجوم ضده ضارياً من رؤساء تحرير الصحف القومية الذين أمطروه بكل الاتهامات والصفات حتي أحالوه خائناً وعميلاً للأمريكان!! وبعد الثورة لاحقه أئمة المساجد والتيار الديني بالعديد من الاتهامات الأخري التي ربما كانت دافعاً وسبباً رئيسياً في أن يبتعد عن معركة انتخابات الرئاسة. فقد كان واضحاً أن فرصه ضعيفة في الشارع السياسي نتيجة لعوامل كثيرة. ولكنه رجل ذو رؤية ويحمل فكراً وضميراً وطنياً مخلصاً. وقيمة لا يجب إهدارها في المرحلة القادمة.. وربما تكون الفرصة قد جاءته الآن بعد إشارات شفيق الإيجابية تجاهه لأن يتقدم للمشاركة في صياغة وصناعة مستقبل مصر. وإذا فعل البرادعي ذلك فإن هذا لا يمكن النظر إليه علي أنه خروج علي مسار الثورة والثوار في الوقوف ضد شفيق بقدر ما هو محاولة لإنقاذ وطن تمزقه الخلافات والصراعات والشعارات. ويجب أن يسارع كل قادته وخبرائه إلي السمو فوق هذه الصراعات بالمشاركة الجادة في رسم معالم وملامح الطريق. ونحن لا نتحدث عن ذلك من منطلقات انتخابية بهدف دعم الفريق شفيق. فالواضح أن كل المؤشرات تؤكد أنه في سبيله للحصول علي منصب الرئاسة إذا سارت الأمور علي ما هي عليه. ولم يحدث في الأفق ما يعكر ويوقف انطلاقته نحو قصر الرئاسة. فالفلول في أزهي مراحلهم منذ قيام الثورة. ولم يعد هناك من يخجل من أن يوصف بأنه من الفلول. والبرلماني السابق عبدالرحيم الغول وقف في مؤتمر بالصعيد ليعلن أنه يفخر بأنه زعيم الفلول.. وأصحاب القوائم السوداء من الفنانين والرياضيين أعلنوا تأييدهم علناً للفريق شفيق بعد أن صوتوا له سراً في الجولة الأولي. والشارع المصري أصبح مهيئاً لاستقبال شفيق. فحوادث العنف واحتجاجات ما بعد المرحلة الأولي من انتخابات الرئاسة وحرق المقر الانتخابي لحملة شفيق. كانت كلها عوامل جديدة تصب في مصلحة المرشح الذي بدا أكثر هدوءاً وثقة. والذي ابتعد عن إثارة معارك جانبية أو استفزاز منافسيه. ويملك شفيق قاعدة عريضة من الناخبين يمكن أن تكون عامل الحسم في جولة الإعادة. وهي قاعدة غير قابلة لتغيير مواقفها في وقت قصير. فهناك أقباط مصر. ورجال الأعمال والذين يعملون في قطاع السياحة وسيدات المجتمع المخملي. وعائلات العسكريين والمتقاعد.ن منهم. كما أن شفيق الذي حقق أرضية هائلة في صعيد وريف مصر. يعتمد علي أنه الرجل القوي الذي وعد كل هؤلاء بالأمن والأمان. وحل مشكلاتهم العالقة. وتسوية مخالفاتهم. وتجاوزاتهم المتعلقة بالأراضي والبناء. ولكن ذلك لا يعني أن الطريق أمام شفيق مفروش بالورود.. فالإخوان والتيارات الدينية وعلماء الدين قوة وركيزة أساسية في الشارع المصري. وصحيح أن حملات التشويه والإعلام المضاد قد أضرت بمصداقيتهم كثيراً. وأن سلوك بعض الأفراد المحسوبين علي التيار الديني قد ساعد في ذلك كثيراً. إلا أن هذا لا يعني تراجعهم في الشارع. وإلا ما كان الدكتور محمد مرسي والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح قد حصدا كل هذه الملايين من الأصوات في الجولة الأولي. ويدرك الإخوان أنهم أمام فرصة تاريخية للرئاسة لن تتكرر. ولذلك فهم في معركة "يكونوا. أو لا يكونوا".. وهي معركة تعني أنهم لن يترددوا في استخدام كل الأساليب للفوز بها. وهم يتبعون الآن تكتيكاً هادئاً. بأن يتركوا أحمد شفيق يعتقد بأنه سيحسم المعركة لصالحه ويحتفل مبكراً بأنه قد أصبح الرئيس كما فعل عمرو موسي وعبدالمنعم أبوالفتوح من قبل. ووجدا أن التصويت في الصناديق له رأي آخر. فمعركة الدعاية الحقيقية لا تدور رحاها بين الانتهازيين في الفضائيات وعبر وسائل الإعلام. وإنما في الأزقة والحواري والنجوع والكفور. والمساجد. وحيث الناس التي لا تستوعب ولا تريد أن تفهم ما يقال في هذه الفضائيات. وما يدور في شبكات التواصل الاجتماعي. ولا تبحث إلا عن لقمة العيش والحق في الحياة! إن اتفاق البرادعي وشفيق ولو سراً قد يكون مفيداً لمصر إذا ما نجح شفيق. ولكنه لن يكون حاسماً لمعركة الرئاسة!! ملحوظة: هشام البسطاويسي بعد خسارته في انتخابات الرئاسة عاد إلي وظيفته قاضياً بالكويت!! مبروك.. والله ارتاح!!