كان الله في عون القائمين علي صناعة السياحة المصرية.. فرغم كل التحديات والأسباب القهرية الخارجة عن إرادتهم علي مدي 18 شهرا.. إلا انهم مازالوا صامدين يمنون أنفسهم ببصيص الأمل الذي كلما بدأ يلوح في الأفق يعود ليتواري خلف السحاب مرة أخري. لقد تجرع المستثمرون والعاملون في المجال السياحي طوال هذه الشهور مرارة انحسار الحركة السياحية الوافدة وما ترتب عليها من تداعيات.. والدولة عاجزة عن تقديم يد العون لهؤلاء المتضررين وغيرهم في مختلف قطاعات الانتاج لأن طبيعة المرحلة تقتضي ذلك ولا تمكن أي مسئول من اتخاذ قرارات حازمة. لكن هذه الحالة رغم قسوتها يجب ألا تفقدنا الأمل لأن الليل مهما طال لابد ان يعقبه فجر مضييء وان الغيوم مهما تراكمت وامتدت فإنها لن تحجب فوز الشمس إلي الأبد.. فمصر كم تعرضت لأزمات كبري سواء بالاحتلال أو التآمر أو الحروب.. فماذا كانت النتيجة؟.. لقد بقيت مصر واختفي أعداؤها من المحتلين والمتآمرين. إن ما يحدث في مصر الآن مخاض ايجابي.. يقع دائما عقب الثورات الكبري.. وتكون نتيجته دائما في صالح الوطن.. لقد اقتربنا من نهاية النفق وأصبحنا علي مسافة خطوة واحدة من الأضواء المبهرة.. فمصر الجديدة ستكون أكثر أمنا واستقرارا وقدرة علي الابداع والانتاج. أقول للقائمين علي النشاط السياحي الرسمي والخاص: استمروا في أداء مهمتكم بكل تفان وإخلاص دون النظر للخلف برهة واحدة.. فمرحلة الحصاد وجني الثمار لن تتأخر كثيرا.. لكن الهروب من الميدان كما فعل البعض في يوم من الأيام سواء بإغلاق المنشأة الفندقية أو السياحية أو تسريح العاملين لن يجني صاحبه سوي الخراب أو الندم. لابد من الاستمرار في دعم مشروعات الترويج السياحي لمصر بجميع الأسواق الخارجية والسعي لفتح أسواق جديدة تتطلع لزيارة مصر بكل أمجادها القديمة والمعاصرة.. وإعادة الروح لمشروعات التنمية السياحية.. وأتمني أن أسمع قريبا عن افتتاح فندق جديد أو قرية سياحية أو استكمال مشروع كان قد توقف بسبب التمويل. لا تتركوا اليأس يتسرب إلي قلوبكم.. فالسياحة المصرية أعطتكم الكثير.. وتهون من أجلها كل التضحيات.