هل تنعكس نتائج انتخابات رئاسة الجمهورية في الخارج والتي اعلنت حتي الآن علي سير الانتخابات في الداخل التي ستجري بعد عدة أيام ويكون لها تأثير لصالح بعض المرشحين علي حساب البعض الآخر؟ هناك رأيان.. أحدهما يقول إن نتائج انتخابات الخارج ليست مؤشراً حقيقياً وصحيحاً لانتخابات الداخل التي سيكون لها شأن آخر يتعلق بالمزاج العام للناخب من جهة وقوة الحشد والتعبئة للمرشح من جهة أخري.. ومن أنصار هذا الرأي السيد منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري السابق والدكتور كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم جماعة الاخوان المسلمين. أما الرأي الآخر فيؤكد أن لها تأثيرا علي انتخابات الداخل لأنها تعطي مؤشرات لتوجهات المصريين عامة.. كما تعطي دفعة معنوية للمرشحين الذين حصلوا علي نسبة الأصوات العالية من المصريين في الخارج.. ومن أنصار هذا الرأي الدكتور عماد جاد رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري الاجتماعي الديمقراطي. والسؤال: ماذا تقول مؤشرات انتخابات المصريين في الخارج؟ لقد اكدت هذه المؤشرات انحصار المنافسة بين خمسة مرشحين فقط من بين ال13 مرشحا الموجودين في ساحة الانتخابات. وهؤلاء الخمسة بدون ترتيب هم: د. عبدالمنعم أبوالفتوح والسيد حمدين صباحي والسيد عمرو موسي والفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسي. وأقول بدون ترتيب لأنهم يتبادلون المراكز من الأول إلي الخامس في الدول التي تم اعلان النتائج فيها حتي كتابة هذه السطور. فعلي سبيل المثال جاء أبوالفتوح الأول في كل من أسبانيا وبريطانيا وايرلندا والنمسا وليبيا وواشنطن وبرلين ودبي وكندا والنرويج. وجاء الدكتور محمد مرسي الأول في كل من سلطنة عمان والسودان والبحرين.. وجاء عمرو موسي الأول في كل من اليونان ولبنان ومرسيليا.. وجاء حمدين صباحي الأول في كل من أثيوبيا والسويد وباريس رغم أنه حصل علي المركز الثاني في دبي ومرسيليا والنرويج وبرلين وهولندا واسبانيا وبريطانيا وايرلندا.. والمركز الثالث في عمان وواشنطن ولبنان واسبانيا والسودان واليونان والنمسا وليبيا والبحرين. وجاء الفريق أحمد شفيق الأول في هولندا فقط بينما حصل علي المركز الثاني في اليونان وباريس ومالطه وكندا. واذا كانت هذه النتائج تعطي الأولوية للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح فان نتائج انتخابات المصريين في اكبر ثلاث دول لتجمعاتهم لم تعلن بعد حتي كتابة هذه السطور وهي المملكة العربية السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة. وهذه الدول الثلاث هي التي ستحسم نتائج الانتخابات الخارجية واعتقد أن كلا من الدكتور محمد مرسي والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح سيكونان فرسي السباق فيها نظرا لتواجد المؤيدين للتيار الإسلامي بكثافة.. وإن كان السيد حمدين صباحي سيكون مشاركاً ومنافساً بقوة. وقد تنبأ المهندس الاستشاري ممدوح حمزة الأمين العام للمجلس الوطني أن يكون صباحي هو رئيس مصر القادم من الجولة الأولي وبدون إعادة. لكننا نعتقد أن هذا التنبؤ سابق لأوانه في ظل الحشد الإخواني الهائل للدكتور محمد مرسي والتنافس الشديد من الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وكذلك في ظل التصريح الذي أدلي به صلاح يوسف المنسق العام لاتحاد رؤساء الجاليات المصرية في الخارج الذي أكد أن النتائج الأولية لعملية فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة تشير إلي تقدم الدكتور أبوالفتوح يليه عمرو موسي ثم أحمد شفيق يعقبه حمدين صباحي ثم محمد مرسي. إننا نعتقد أن المرشحين الخمسة يسبحون في بحر متلاطم الأمواج كل منهم ترفعه موجه وتخفضه موجة أخري. والتوقعات والمؤشرات تؤكد أنه لا أحد منهم سوف يحسم النتيجة من الجولة الأولي. بل لابد من جولة إعادة لنعرف من هو رئيس مصر القادم.