هل تصدق وعود مرشحي الرئاسة؟! أو هل يفي هؤلاء المرشحون بما يقولون؟! معظم المؤشرات - والتجارب السابقة أيضا - تشير إلي أن مرشحي الرئاسة في مختلف دول العالم لا يوفون بالعهود! الأسباب كثيرة ومتعددة. أحيانا يحاول الرئيس المنتخب أن يبر بوعوده.. ولكن الظروف والإمكانات لا تسمح! وأحيانا أخري.. يكون للمنصب وبريقه.. وللكرسي وصولجانه تأثير السحر فيجعل المرشح ينقلب علي وعوده 180 درجة! وأحيانا أخري يكون لزوجة الرئيس ولأبنائه تأثير كبير عليه فيضطر للخضوع لرغباتهم سواء بدافع العلاقة العاطفية التي تربطه بالزوجة أو بدافع عاطفة الأبوة التي تربطه بالأبناء.. وأعتقد ان هذا المثال بدا بوضوح من خلال علاقة الرئيس السابق بأسرته.. وما ترتب علي ذلك! الآن تتحدث الصحف ووكالات الأنباء عن تراجع سيدة فرنسا الأولي الجديدة فاليري تريفيليه عن وعودها السابقة والتي أطلقتها اثناء الحملة الانتخابية لزوجها فرانسوا أولاند الذي فاز بالرئاسة ليصبح ثاني رئيس اشتراكي في تاريخ فرنسا! ترير تريفيليه كررت أكثر من مرة خلال الحملة الانتخابية لزوجها انها لا ترغب في ترك شقتها المكونة م ثلاث غرف بأحد أحياء باريس للاقامة في قصر الأليزيه إذا فاز أولاند بالانتخابات! لكن ماذا حدث بعد أن أصبح أولاند رئيسا واصبحت هي السيدة الأولي؟! طبعا.. خطف بريق الأليزيه عيون تريفيليه فبدأت تتحدث حول ضرورة انتقالها مع أولاند إلي القصر الرئاسي مع زوجها!! المبرر جاهز.. فالانتقال إلي الأليزيه - من وجهة نظرها - ليس للوجاهة ولا للحياة المترفة.. وإنما هو لعدم تحويل حياة سكان الشارع الذي توجد به الشقة الحالية إلي جحيم بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي سوف تفرض عليهم نتيجة لاقامة الرئيس الجديد وزوجته فيه!! وقالت في حديث صحفي.. ان الحياة لن تطاق في هذا الشارع إذا استمرت اقامتها فيه مع زوجها! وكان لابد من التصديق علي ما تقوله السيدة الأولي حتي وان لم يكن صحيحا بنسبة 100% حيث قال رونيه جورج كيري أحد قيادات الحرس الجمهوري الفرنسي انه سيكون من الصعب علي سكان الشارع الحياة بشكل طبيعي في وجود رئيس الجمهورية بينهم واقامته بالشقة المتواضعة. مع ذلك عاد الرجل ليقول انه من الممكن ايضا تأمين العمارة التي تقع بها الشقة دون تحويل حياة أهل الشارع إلي جحيم لو قرر الزوجان الرئيسان البقاء في الشقة! وعلي أي الأحوال.. هناك اشخاص لا تغريهم المناصب ولا تغيرهم.. ففي احدي زياراتي لألمانيا شاهدت المنزل المتواضع الذي تقع فيه شقة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ولا توجد قوات لتأمينه سوي اثنين من الجنود علي الباب! ** أفكار مضغوطة: لا يزعجني أنك كذبت.. ما يزعجني انني لن استطيع ان اصدقك بعد اليوم! "نيتشة"