ألقت الشرطة البريطانية "اسكوتلاند يارد" القبض علي الاسترالي جوليان أسانج. مؤسس موقع "ويكيليكس" الإلكتروني في لندن بينما قال الموقع: إنه سيواصل العمل علي النحو المعتاد بعد اعتقال مؤسسه. وجاء اعتقال أسانج بناء علي مذكرة الاعتقال الأوروبي الصادرة بحقه علي خلفية اتهامه في قضية اعتداء جنسي بالسويد. وأعلنت اسكوتلاند يارد أنه تم اعتقاله عندما وصل إلي لقاء متفق عليه بمركز شرطة العاصمة لندن. وبحسب البيان فقد تم عرض أسانج أمام قاض في محكمة وستمنستر ليواجه عدة تهم من بينها الاعتداء الجنسي والاغتصاب في وقائع تعود إلي أغسطس الماضي في السويد وسيكون قرار تسليمه للسويد بيد المحكمة. كان التسريب الهائل وغير المسبوق للرسائل السرية الدبلوماسية الامريكية عبر موقع ويكيليكس قد أثار ردود افعال كبيرة علي مستوي العالم. مما تسبب في حرج كبير لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. لدرجة جعلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تتوعد المتورطين والضالعين في هذه القضية الخطيرة. نظرا لحجم التسريب الذي بلغ مئات الآلاف من الرسائل التي تتعلق بأشخاص مازالوا علي قيد الحياة مما يعرض حياة الكثيرين للخطر!! نحن اذن بصدد قضية خطيرة ربما نري لها تداعيات أخري بعد افشاء اسرار دبلوماسية علي قدر كبير من الاهمية. رغم ان بعض المحللين يحاولون التقليل من أهميتها علي اعتبار ان بعض هذه التسريبات لم يقدم جديدا . لكن كيف وصلت مثل هذه الرسائل التي يجب ان تحاط بقدر كبير من السرية الي موقع ويكيليكس والقائمين عليه.فهذا ما سوف تجيب عنه الادارة الامريكية اذا ما تمكنت من التقاط طرف الخيط الذ ي يدلها علي المتورطين في هذه القضية.والسؤال الاخر : من هو مؤسس موقع ويكليكس الذي حظي بكل هذه الاسرار وكأنه خزينة اسرار تابعة للخارجية الامريكية. أو ارشيفها؟! "جوليان أسانج" هو مؤسس موقع ويكيليكس وهوفي نظر جمهوره داعياً باسلاً إلي الحقيقة. لكنه في نظر منتقديه باحث عن الشهرة عرّض حياة كثيرين للخطر عبر عرضه هذا الكم الهائل من المعلومات الحساسة علي العموم. ويوصف أسانج من قبل من عملوا معه علي أنه مندفع وفائق الذكاء. ويتمتع بقدرة استثنائية علي خرق شفرات الكمبيوتر.. وهو كثير الحركة والتنقل. يدير ويكيليكس من مواقع مؤقتة وأماكن مختلفة. وقد تردد أسانج في الكشف عن خلفياته. لكن اهتمام الاعلام به منذ ظهور ويكيليكس أعطي فكرة عنها. ولد جوليان اسانج في تاونسفيل بكوينزلاند شمال أستراليا عام 1971. وعاش طفولته في ترحال مع والديه اللذين كانا يديران مسرحاً جوالاً. رزق بطفل وهو في ربيعه الثامن عشر. وسرعان ما بدأت المشكلات ليخوض معارك قضائية من أجل حق الحضانة. وفر له تطور الانترنت فرصة لاستخدام تفوقه في مجال الرياضيات. لكن ذلك بدوره تسبب له بمشكلات حيث اتهم عام 1995 مع صديق له بارتكاب عشرات العمليات في مجال القرصنة الالكترونية. ألقي القبض علي أسانج وأقر بذنبه. دفع كفالة وبقي خارج السجن بشرط ألا يكرر فعلته.. وأمضي بعد ذلك ثلاثة اعوام يعمل مع الأكاديمية سويليت دريفوس فيما كانت تبحث بالمجالات الناشئة للانترنت. وأعد معها كتاباً بات من الأكثر مبيعاً. وأعقب ذلك دورة للرياضيات والفيزياء التحق بها في جامعة ملبورن. أطلق موقع ويكيليكس عام 2006. مع مجموعة من أصحاب أفكار مماثلة لأفكاره. مبتكراً "علبة رسائل ميتة" علي الانترنت. كمشروع للتسريبات. وفي تحول آخر في مسيرته المهنية المثيرة للجدل. أصدر الادعاء السويدي مذكرة اعتقال دولية في حقه. بتهم تتعلق بالاغتصاب وبالتحرش الجنسي. وبرزت التهم هذه بعدما زار أسانج السويد في أغسطس2010. وهي تتعلق بامرأتين أقام علاقة معهما. يؤكد محاميه أنها تهمة مدبّرة. ويقول اسانج إن التهم هذه تندرج في إطار حملة لتشويه سمعته علي خلفية موقعه الالكتروني. وأجري تحقيق في القضية. لكنه اسقط بعد أيام. ليعيد الادعاء السويدي وفتح الملف في سبتمبرالماضي. وفي 24 نوفمبر2010. رفضت محكمة سويدية استئنافاً تقدم به أسانج ضد مذكرة اعتقاله. وتنظر المحكمة العليا حالياً في المسألة.
