من من المرشحين للرئاسة تعطيه صوتك؟ السؤال أتوجه به عادة لكل من أتواصل معهم في حياتي اليومية بائع الصحف. بائعة الخضار. البقال. المنادي. بائع الخبز. المكوجي. من الصيدلية. في السوبر ماركت. للطبيب المعالج. للفني في معمل التحاليل صاحب صالة المزاد. لزبائن الصالة .. لزملاء المهنة وإن كنت أحاول تجنبهم لمعرفتي مسبقاً بمن سوف يختارونه! السؤال فعلاً يشغلني. يؤرقني حتي تحول إلي هاجس من سيحكم هذا الوطن؟! ومن سيأتي بقلب بارد بعد مشوار الدم والدموع والثورة الشبابية السلمية ليجلس علي الكرسي ويمسك بمقدرات 85 مليون مواطن وأكثر نصفهم يبحث عن خبز ومكان تحت الشمس. ودخل يكفيه وعمل يليق بجده واجتهاده وكفاح أبويه من أجل تعليمه. الاجابة أدقق عند سماعها وأحياناً. تصيبني بالكآبة. ومرات تملأنا بالتفاؤل وكثيراً ما يتحول السؤال إلي دعوة لأي مواطن يتصادف وجوده أثناء الحوار في الشارع. في السينما. في السوق .. إلخ. لا يوجد من بين المرشحين للرئاسة من يحسم لك أمرك. وينتشلك من الحيرة. وتدعو له أثناء حوارك مع الناس. دقق النظر ولن تجد وسطهم من تطمئن إليه من دون تحفظات. جميعهم بلا استثناء طلاب سلطة يحلمون بالكرسي طمعاً وطموحاً أو جوعاً لجاه ولاشياء اخري ظاهرة وخفية! من يجرؤ علي المنصب هكذا دون وجل وخوف بالغ من تبعاته وما يعنيه من مسئوليات وأعباء ثقيلة جداً. أقول من يجرؤ بهذه البساطة إما جاهل أو مغرور. أو مغامر مفتون بذاته وماله وماضيه الذي لا يدرك ربما أنه أسود أو رمادي. أو لعله يدرك ولا يهاب ولا يتردد. وحساباته تمنحه الثقة والواقع الفعلي والعملي للأمور الآتية يغريه ويغويه. الثورة كسرت الحواجز وأوهمت كثيرين أن كل شئ مباح حتي مقعد الرئاسة .. ولم لا ونحن نري ما نراه من أعضاء المجالس. والمشهد برمته بائس مرتبك وحزين والستار لم يسدل علي الفصل القديم بعد. الميزة الوحيدة أن معظم المرشحين في أعمار متقدمة وهذا يمنحني شخصياً ولسبب ذاتي تماماً وهزلي الثقة بأنه مازال في العمر بقية. وأن الحياة لسه فيها أكثر. ورئيس سابق وربما لاحق يكبرني ولديه مازال خطة وأمل ودولاب ملابس يمتلئ بما يليق بالمشهد الرئاسي .. وأنا منذ فترة أتردد عند شراء ملابس جديدة! ماذا سيفعل رئيس يحبو نحو الثمانين؟ أو تجاوز السبعين أو حتي الستين. هناك مدة صلاحية للأعمال الشاقة. وهناك عمر افتراضي للأجهزة .. جهاز التنفس. والجهاز العصبي. والبولي. وهناك دورة دموية وأنف وأذن وحنجرة فماذا سيفعل طاعن في السن. في بلد أرهقه وهد عافية شعبه التجويع والتجريف والتغييب والتجهيل والافقار الممنهج و ........ و.. من إذن سوف نختار؟ .. هل نلجأ إلي الاستخارة .. إلي ضرب الودع؟! إلي طريقه "حادي .. بادي" ليس أمامنا سوي اللجوء إلي الله .. فاللهم ولي من يصلح ومن يصوب وجهة نظرنا لو كان في هذا الكلام ظلم لأحدهم! واللهم انسف بجبروتك من يريد أن يعود بنا إلي حيث كنا .. أمين.