واضح أن الاتحاد الأوروبي سيواجه أزمة حقيقية من قبل الدول الكبري وعلي رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب القرار الذي اتخذته بفرض ضرائب علي شركات الطيران التي تسبب تلوث البيئة وهو ما يسمي بتجارة الانبعاثات الكربونية.. شركات الطيران خاطبت السلطات في الدول الكبري باتخاذ موقف واضح تجاه قرار الاتحاد الأوروبي الذي تم تطبيقه اعتباراً من يناير الماضي والذي ايدته محكمة العدل الأوروبية وهذا يعني إصرار الاتحاد الأوروبي علي تنفيذه وعدم الرجوع عن القرار رغم الخسائر الفادحة التي ستلحق بشركات الطيران التي تهبط وتقلع رحلاتها بالمطارات الأوروبية وتحذير الاتحاد الأوروبي بحظر الهبوط والاقلاع علي الشركات التي لم تمتثل بالقرار أو تتسبب في تلوث البيئة. الصين أرجأت صفقة شراء طائرات من شركة ايرباص الأوروبية تكلفتها 12 مليار دولار وهذا يعد من تداعيات قرار الاتحاد الأوروبي.. لذلك كان لابد من موقف حاسم من قبل المنظمة الدولية للطيران المدني "الايكاو" خاصة وأنها قد وضعت برنامجاً لتجارة الانبعاثات الكربونية وقبل تنفيذه سارع الاتحاد الأوروبي بتنفيذ القرار حتي يضع شركات الطيران أمام الأمر الواقع. واضح أن هناك حرباً ستدار في الطيران المدني تتقدمها أمريكا والصين وروسيا من أجل الحفاظ علي شركات الطيران التي أصبحت مهددة اما بالافلاس أو الخسائر الفادحة خاصة وأن الرحلات إلي المدن الأوروبية ضرورية ولا يمكن لأي شركة طيران أن تستبعدها من جداول التشغيل لزيادة الحركة الركابية من وإلي هذه المطارات. صناعة النقل الجوي أصبحت مهددة فهي دائماً وأبداً تواجه صراعات وتحديات سواء كانت محلية أو اقليمية أو عالمية واستثماراتها بالمليارات وأرباحها لا تتعدي 3 في المائة أي باختصار الأرباح لا تجدي لكن المهم التواجد في سوق النقل الجوي.. ولذلك نري مخالفات من أجل الحصول علي المساندة والدعم والبقاء في السوق فنحن نري مخالفات "ستار" ألا ينز وون وورلد وسكاي تيم.. كل تحالف يضم عدداً من شركات الطيران.. الكل يساعد ويدعم من يستحق الدعم طالما أن شركة الطيران تلبي كافة متطلبات التحالف.. من هنا لابد من وقفة جادة من قبل التحالفات تجاه قرار الاتحاد الأوروبي وليس من قبل شركات الطيران علي حدة.. والعمل علي تراجع الاتحاد عن قراره اذا أردنا فعلا الحفاظ علي شركات الطيران المهددة بالانسحاب من السوق. ولكن السؤال هل تنجح الدول والتحالفات في اقناع الاتحاد الأوروبي بالتراجع عن قراره؟ أما أن الأمر أصبح صعبا لأنه يري ان قراره سيأتي عليه بمكاسب مادية تساعده علي استغلالها في مجالات شتي اضافة الي ضمان سلام البيئة من الانبعاثات الكربونية. لقد عادت بي الذاكرة عندما وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001 بالولاياتالمتحدةالأمريكية قامت المنظمة الدولية للطيران المدني "الايكاو" بعقد مؤتمر وزاري يحضره وزراء النقل بالدول الأعضاء استجابة لدعوة أمريكا حتي تقرر اقامة الكبائن المصفحة بالطائرات التي تهبط بمطارات أمريكا تجنبا لخطف الطائرات المدنية واستخدامها في تنفيذ عمليات ارهابية.. وبالفعل وجدت استجابة فورية للطلب الأمريكاني واليوم نري الاتحاد الأوروبي يزيد الأعباء علي شركات الطيران التي تهبط طائراتها بالمطارات الأوروبية بفرض الضرائب. لكن تري هل ينجح الاتحاد الأوروبي في قراره وسط رفض أمريكا ودول أخري؟ علي العموم كان الله في عون شركات الطيران