أكد الدكتور إسماعيل سراج الدين أمين مكتبة الإسكندرية.. اننا نعيش في عالم متغير بفضل ثورة المعلومات أو ثورة المعرفة.. مشيراً إلي أن الاكتشافات والقفزات العلمية أصبحت تسابق الزمن.. وأصبحت المعلومات أشبه بتفجير نووي ناتج عن تفاعل متسلسل وذلك بفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعلوم التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية وثورة الليزر. قال إننا في هذا العصر.. لا يمكننا الفصل بين علوم بيولوجيا الخلية والصحة والزراعة والغذاء والبيئة والصناعة. حيث أصبحت هذه العلوم متشابكة ومترابطة وكل منها تؤثر في الأخري وتتأثر بها. أشار إلي ضرورة الجمع بين الحكمة والمعرفة.. فأحياناً ما يكون لدينا العلم ونفتقد للحكمة وأحياناً العكس أي تكون لدينا الحكمة ونفتقد إلي العلم والمعرفة. أعرب سراج الدين في افتتاح مؤتمر بيو فيجن بمكتبة الإسكندرية عن تفاؤله بمستقبل مصر بعد الثورة وقال إن هذه الثورة جاءت ببرلمان ذي أغلبية إسلامية.. والحضارة الإسلامية هي تراث هذه الأمة وأنجبت علماء عظاما أمثال جابر بن حيان وابن خلدون وابن سينا وغيرهم كثيرون في مختلف مجالات العلم.. وهذه الحضارة التي أعلت قيمة العقل ورفعت شأن العلم نحن في أمس الحاجة إليها حالياً.. مشيراً إلي أن الخليفة المأمون كان يعطي منحة لكل مترجم تساوي وزن ما ترجمه ذهباً. وأكد أن الدولة العباسية أقامت دار الحكمة لجمع الكتب والمخطوطات العلمية.. وأن هناك علاقة وثيقة بين الإسلام والعلم والقيم. أكد علي وجود علاقة لا تنفصم بين الإبداع والعلم والصناعة والتكنولوجيا ضارباً المثل بأجهزة الاتصالات والكمبيوتر وما بها من مهندسين ومبتكري البرامج ورجال أعمال. وكانت الجلسة الافتتاحية قد بدأت بكلمة للدكتور سراج الدين رحب فيها بالحضور وتحدث ديدييه هوش المدير التنفيذي لمنتدي علوم الحياة في فرنسا مشيراً إلي أن رسالة المنتدي هي نقل العلوم من العمل إلي الواقع العملي.. وضرورة تبني سياسة طويلة المدي لتحقيق هذا الهدف. وقال كوجي أومي مؤسس منتدي العلم والتكنولوجيا في المجتمع باليابان.. إن كارثة تسونامي التي ضربت اليابان وما ترتب عليها من تسرب إشعاعي في مفاعل فوكوشيما لا يجب أن يثنينا عن استغلال الطاقة النووية في الأغراض السلمية.. مؤكداً أن اليابان فقيرة في مواردها الطبيعية. لكنها غنية بمواردها البشرية والعلمية. أشار إلي ضرورة الربط بين العلم والأخلاق من أجل ضمان سلامة البشرية فالعلوم البيولوجية رغم أهميتها الكبري في إسعاد البشرية ونجاحها في حل مشكلات كثيرة في مجالات الصحة والغذاء وغيرها إلا أنها يمكن أن تستخدم في الحروب وإهلاك الجنس البشري. وقال رومين مورونزي المدير التنفيذي بأكاديمية علوم العالم النامي بإيطاليا.. إن الدول النامية يجب أن تجد الدعم والمساندة من العالم المتقدم لمواجهة المشكلات المتعلقة بالفقر والمرض والجوع ومواجهة الكوارث الطبيعية.. مشدداً علي ضرورة سد الفجوة العلمية بين الشمال والجنوب. أشار إلي أن الطالب والباحث والعالم في الدول النامية يعانون من ظروف غاية في الصعوبة نظراً لضعف الإمكانات وقلة الموارد وعدم الاهتمام بالبحث العلمي.