يا سبحان الله.. وكأنه مكتوب علي هذا الشعب أن يعاني ويدور في حلقات مفرغة تستنزف قواه وموارده.. وكأنه مكتوب علي هذا الوطن أن يظل يدفع ثمن جرائم ارتكبها ويرتكبها اناس للأسف ينتمون اسماً لهذا البلد ويفلتون دائماً من العقاب ويدفع الثمن البسطاء والغلابة الشرفاء المهمومين بهذا الوطن. قلنا منذ البداية إن ثورة 25 يناير قامت لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة.. وقلنا إن ضرورات الثورة تحتم الإطاحة بكل رموز النظام الفاسد مثلما يحدث في كل الثورات ولكن لم يستمع أحد ومع مرور الوقت طمع الفلول في الفوز برئاسة الجمهورية وإعادة استنساخ النظام السابق الفاسد.. ولما لا وهم الذين ظلوا بعيدين عن المحاسبة والعقاب ويملكون المال والثروة والسلطة فلماذا لا يعاودون الكرة ويستولون علي السلطة مرة أخري. قلنا من البداية لابد من وضع دستور جديد يحدد الاختصاصات والنظام والحقوق والواجبات لم يستمع أحد وانشغل الكثيرون بالبحث عن المكاسب الشخصية التي سيحصلون عليها علي حساب مصلحة الوطن. قلنا من البداية إن من حق هذا الشعب أن يحصل علي حقه في الكرامة والعيش والحرية والرخاء لكن البعض للأسف استغل الوقت في خلق الأزمات.. الأزمة تلو الأزمة حتي يظل المواطن محروماً من الحرية والكرامة والرخاء رغم أن هذه البلاد تمتلك إمكانات وموارد وبشراً قادرين علي وضعها في مصاف الدول العظمي فعلاً لا قولاً. قلنا منذ البداية اقطعوا رؤوس من يعرقلون المسيرة ويعطلون أهداف الثورة بأحداث مثل محمد محمود.. ومذبحة استاد بورسعيد.. وحريق المجمع العلمي.. وأحداث ماسبيرو.. وغيرها ولم يتم حتي اليوم عقاب أحد علي جراء ما فعله من جرائم بحق هذا الوطن ومواطنيه. لماذا أضعنا حوالي العام وثلاثة أشهر منذ ثورة 25 يناير.. لماذا أهدرنا دماء الشهداء.. لماذا أهدرنا احتياطي النقد الأجنبي حتي وصلنا إلي مرحلة ما يشبه الإفلاس الاقتصادي.. لماذا لم تتوحد الصفوف ولم يتم تجاوز الخلافات.. لماذا الإصرار علي سياسة النظام السابق في العناد وعدم تحقيق أي شيء مفيد للعباد.. لماذا يعاقبوننا علي الثورة.. لماذا يشوهون صورتنا في الداخل والخارج.. لماذا يحاولون أن يجعلوا الجميع يكفر بالثورة.. لماذا ولماذا ولماذا. من أجل ذلك عادت الثورة من جديد وأتمني ألا نهدر الوقت في تكرار سيناريوهات قديمة مملة.. لأن الوقت ببساطة ومن آخر السطر لم يعد يسمح بذلك. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء