عندما اصدر قداسة الأنبا شنودة الراحل قراره بمنع زيارة المسيحيين إلي القدس قيل إنه قرار سياسي لايمت للدين بصلة. إلا انه كان يهدف في المقام الاول إلي منع الانشقاق بين ابناء الوطن الواحد بمسلميه ومسيحيه. كان الهدف الا يدخل المسيحيون القدس إلا مع اخونهم المسلمين وحتي وان كان قراراً سياسياً. إلا انه يحسب تاريخياً للأنبا شنودة والكنيسة المصرية صاحبة التاريخ الوطني الذي لايمكن المزايدة عيه وبعد وفاة البابا شنودة ظن البعض أن هذا القرار سيدفن معه وسيتم فتح صفحة جديدة في هذا الملف الشائك تحت دعاوي واهمية مفادها ان زيارة القدس سواء كانت للمسيحيين أو المسلمين هي دعم للاخوة الفلسطينيين وأول من روج لهذه الفكرة محمود عباس أبومازن إلا انه لم يكن يجرؤ علي طرح مثل هذه الدعوة في حياة الأنبا شنودة وإذ بالبعض يشد الرحال إلي القدس سواء للحج أو الزيارة مما دفع الكنيسة المصرية ان تذكر مؤمنيها بقرار الانبا شنودة وسمعنا وقرأنا عن القس الارثوذكسي الذي رفض أداء مناسك الحج للاخوة المسيحيين لذين سافروا إلي القدس مخالفة لقرار البابا. وفوجئنا بأن من خالف هذا القرار ومضي في طريقه إلي آخر الشوط هو المفتي . مفتي الديار المصرية الشيخ الدكتور علي جمعة الذي وصل إلي القدس وصلي ركعتين بالمسجد الاقصي أمس "الاربعاء" وتوجه لزيارة قبر النبي موسي وزار بطريرك كنيسة القيامة ثم أم المصلين في صلاة الظهر داخل مسجد البراق بالحرم القدسي. وظهر من ظهر ليؤكد أن سيادة المفتي ذهب إلي القدس دون تأشيرة اسرائيلية تدنس جواز سفره وأن من رتب لهذه الزيارة السلطات الاردنية وانها زيارة علمية وليست زيارة رسمية. المشكلة هي ان المفتي يؤكد رفضه لأي شكل من اشكال التطبيع ويدعو إلي دعم المقدسيين في مقاومتهم للمخططات الاسرائيلية لتهويد القدس. ومضي الشيخ علي جمعة ذهب إلي اسرائيل ومن يقول إنه زار القدسالمدينة العربية. فهي تقع تحت الاسر والاحتلال الاسرائيلي وانه دخل المسجد الاقصي في الغالب الاعم تحت الحماية الاسرائيلية حتي وان كان المنظم لهذه الزيارة الديوان الملكي الاردني وإن ملك الأردن عبدالله بن الحسين قد بارك هذه الزيارة. كل ذلك يجعلنا نترحم علي الأنبا شنودة.