"حريق السويس بفعل فاعل" هكذا كان لسان حال العاملين بشركة النصر للبترول بالسويس اثناء القيام بعملية اخماد النيران التي نشبت بأربعة صهاريج بترولية لتحول سماء السويس إلي نهار طوال الليل.. واسفر الحريق عن مصرع شخص واصابة ما يقرب من 55 عاملا بالشركة وضباط وجنود الحماية المدنية والجيش الثالث بحروق واختناقات والحقت خسائر مالية كبيرة تقارب 10 ملايين دولار. كشف العمال أن اشتعال النيران بصهاريج البترول هو أمر غاية في الصعوبة نظرا لحجم التأمين الكبير الذي يحيط بهذه الصهاريج والتانكات مؤكدين ان هناك عمليات صيانة دورية تتم بشركة النصر للبترول. اضاف عمال الشركة ان الصهاريج لايمكن ان تشتعل إلي هذا المدي إلا في حالة واحدة وهي اقتراب النار منها بشكل مباشر وهو ما يزيد الموقف غموضا وأكدوا ان الحادث بدأ بصوت انفجار ثم اشتعل الحريق وهو أمر غير عادي في حرائق البترول.. أما حول ما يتردد عن وجود غازات قابلة للاشتعال حول الصهاريج ادت لاشتعال النيران فهو أمر مستبعد هو الآخر. - كما كشفوا ان موقع الحادث لم يسبقه وجود أي أعمال صيانة أو وصلات كهربائية حول الصهاريج. واشاروا إلي ان اللهو الخفي وصل عندهم. كانت السويس قد عاشت لحظات صعبة ومريرة وهجر كثير من المواطنين منازلهم خوفا من ان يحول الحريق السويس إلي كتلة من النيران بعد ان ارتفعت ألسنة النيران بشكل كبير وخشي المواطنون ان تصل النيران إلي كرتين من غاز النيتروجين تبعدان عن الصهاريج حوالي 400 متر قد تتسببان في حالة انفجارهما إلي ابادة السويس بشكل كامل حيث تسبب انفجار علي قطر 25 كيلو متراً مربعاً. قام فريق من النيابة العامة بالسويس بإشراف المستشار أحمد عبدالحليم المحامي العام لنيابات السويس بزيارة لموقع الحريق اثناء القيام بعملية الاطفاء وقاموا بتصوير موقع الحادث. وقرر المحامي العام تشكيل لجنة من اساتذة كلية هندسة البترول لفحص موقع الحريق بعد ان يتم اخماده بشكل كامل والسعي لبيان وجود شبه جنائية من عدمه. قرر التصريح بدفن جثة الشهيد بشير سعد والذي يعمل سائقا بالشركة حيث لقي مصرعه عند قيامه بقيادة سيارة الاطفاء ومحاولة السيطرة علي الحريق.. ومن المفارقات انه شقيق أحد العاملين الذين استشهدوا منذ شهر في حادث مشابه بشركة السويس لتصنيع البترول. قام اللواء محمد عبدالمنعم هاشم محافظ السويس واللواء عادل رفعت مدير الأمن وبصحبتهما الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في حرب اكتوبر بزيارة لمنزل الشهيد وقدموا التعازي لأسرته.. معلنين ان هيئة البترول سوف تصرف 50 ألف جنيه لاسرته تكريما وتقديراً للشهيد علي تفانيه وتقديم حياته من أجل انقاذ السويس. نظم تكتل شباب السويس وقفة حداد بميدان شهداء 25 يناير بحي الاربعين علي شهيد الحريق مؤكدين ان الحادث مدبر ولابد من محاسبة المسئولين عن الشركة.