في خضم الاستغراق المهني لمتابعة الثلاثية الافريقية لأنديتنا. الأهلي والزمالك في بطولة الأبطال. وبالأمس. إنبي في الكونفدرالية.. وقع في يدي بيان من جماعة الإخوان المسلمين. يحمل عنوان "تساؤلات مشروعة" وهي في مجملها تساؤلات وردود تستهدف الالتفاف علي الرفض الشعبي الذي صاحب ترشح خيرت الشاطر عن الإخوان المسلمين. الذين سبق وأعلنوا وتعهدوا بعدم ترشيح أي من أعضاء الجماعة علي منصب رئيس الجمهورية.. ورغم الاحداث الكروية المهمة علي ساحتنا. إلا أن محتوي هذا البيان استفز لدي النزعة النقدية. ولأننا نمر بحالة تاريخية لهذه الأمة. لا يجب ان تستحوذ فيها جماعة بعينها علي عقول الناس. دون تبصرة ونقد وتحليل. وهذه هي أمانة المهنة. دون محدودية الانشغال بالنقد الرياضي. بيان الإخوان يتساءل: هل ما فعله الإخوان من تغيير موقفهم من ترشيح أحدهم. يعتبر من باب خلف الوعد... ويجيب البيان علي نفس التساؤل بأنه لا يعد من باب خلف الوعد. لأن السياسة فيها الكثير من المتغيرات. وان هذا الوعد لم يكن في أمور اعتقادية. وان المتغيرات المطروحة علي الساحة فرضت هذا الأمر. وحتي لا يضحكوا علينا.. أقول لهم. وهل ادركتم فجأة ان السياسة مفعمة بالمتغيرات التي تستوجب تغير المواقف.. فلماذا اخذتم علي أنفسكم هذا العهد من البداية. إلا إذا كان مناورة سياسية للوصول الي أهداف أخري مثل البرلمان والشوري. والجمعية التأسيسية. ويتساءلون مرة أخري. وهل في ترشيح أحدهم للرئاسة استحواذا وتكويشاً؟.. ويجيبون في بيانهم ان للإخوان الاغلبية في مجلسي الشعب والشوري. وهي مجالس رقابية تشريعية. ولكن ليس لهم أي تمثيل في السلطة التنفيذية.. ويضربون المثل بالتجربة التركية. إذ أن رئيس الدولة ورئيس الوزراء من حزب العدالة والتنمية. وحتي لا يضحكوا علينا مرة أخري.. فأنهم من أخذوا علي أنفسهم الوعد بعدم الترشح للرئاسة. بل انهم فصلوا أبوالفتوح لأنه خرج عن موقفهم.. أما بالنسبة للتجربة التركية فإن الدستور التركي يتضمن أن الجيش يضمن ويصون ويحمي "مدنية" الدولة.. أما الإخوان فإنهم يرفضون ذلك تماما من التجربة التركية.. ثم لماذا انتبهوا فجأة انهم يتطلعون للسلطة التنفيذية. إلي جانب التشريعية والرقابية. فمن الذي سيحاسب من.. يبدو انهم معجبون جدا بتجربة "الحزب الوطني المصري". في تساؤل آخر.. يجيبون بالتحديد علي هذه النقطة. والذي يقول: كيف يكون الرئيس من الإخوان وكذلك الأغلببية في مجلسي الشعب والشوري والحكومة أيضا.. ويختتمون السؤال بسؤال آخر: "من سيحاسب من"؟! ويجيبون: أليس الشعب الذي انتخب هذه المؤسسات قادراً علي محاسبتها؟ وأقول لهم: أنتم تضحكون علي من.. شعب ايه الذي سيحاسب. والذي تزيد أميته علي 70%. وهذا الشعب يرفض هيمنتكم علي تأسيسية الدستور. ومع ذلك مستمرون في لعبتكم لرسم الدستور بفكركم وحدكم وهل تريدون ان يعيش الشعب كله في ميدان التحرير ليرفض قراراً أو يستعصي علي قانون.. نية التكويش ظاهرة ومفضوحة ومرفوضة. ولكن هذا الشعب لن يقبل ان يسخر منه أحد. كما سخر منكم فور توزيع هذا البيان علي المصلين عقب صلاة الجمعة في أغلب المساجد.. فكان تعليق الأغلبية منهم: هذا بيان جديد من الإخوان الكاذبين.