في جلسة مجلس الشعب المسائية التي انعقدت يوم الثلاثاء الموافق 28 ابريل من 1981 وقف الشيخ صلاح أبوإسماعيل عضو مجلس الشعب "مستقل" والذي أصبح وفديا ليعلن استقالته من عضوية المجلس وكان هذا الاعلان مفاجأة للجميع وان كان الدكتور صوفي أبوطالب رئيس المجلس يتمني أن يكون الشيخ صادقا في استقالته واصدر علي الفور قرارا باحالة موضوع الاستقالة إلي لجنة الشئون الدستورية والتشريعية لاتخاذ قرار فيها. والحكاية ان الشيخ أبوإسماعيل قدم ثلاثة استجوابات علي مرات متقطعة. الاستجواب الأول موجه إلي وزير السياحة والطيران المدني وكان تاريخه ديسمبر 1980 بشأن مجافاة الوزير للحقيقة في ردوده علي ثلاثة اسئلة كان الشيخ قد تقدم بها من قبل بخصوص تدريس مادة المشروبات من الخمور المحرمة علي طلبة المدرسة الفندقية والاستجواب الثاني كان موجها لوزير الاعلام في شهر فبراير 1981 عن الفساد المستشري في برامج الاذاعة والتليفزيون. أما الاستجواب الثالث فكان في شهر مارس 1981 موجها لوزير النقل والمواصلات عن الفساد والاعطال في التليفونات وفي السكك الحديدية والمواصلات عموما بالاضافة إلي تأخر طبع الدليل لأكثر من 10 سنوات ولكن الدكتور صوفي أبوطالب لم يتقيد باللائحة وادرج الاستجوابات الثلاثة في جلسة واحدة. وعندما نودي علي الاستجواب الموجه لوزير السياحة.. رد وزير شئون مجلس الشعب بأن الحكومة تعترض لأن الاستجواب تضمن كلمة نابية بأن الوزير كاذب وعندما نودي علي الاستجواب الثاني الموجه لوزير الاعلام قال وزير شئون المجلس ان الحكومة ترفض لأن الاستجواب لم يتضمن وقائع محددة فرد الشيخ أبوإسماعيل بأن هناك آلافا من وقائع الفساد ولم ينظر الاستجواب ثم نودي علي الاستجواب الثالث.. لم يعترض الوزير وأيد النواب نظر الاستجواب ولكن الشيخ أبوإسماعيل اعتلي المنصة وقال عندما رشحت نفسي كان ترشيحي تحت شعار اعطني صوتك لنصلح الدنيا بالدين وكنت اظن انه إذا دعي المجلس إلي حكم الله ورسوله.. فإنه سيقول لله سمعنا واطعنا ولكني وجدت المجلس يقول سمعنا وعصينا فينصر الخمر ضد الإسلام وينصر الرقص ضد الإسلام فإذا كان هذا هو موقف مجلس الشعب من القضايا الإسلامية الواضحة فهل سينصفني المجلس في الأمور الدنيوية المتمثلة في النقل والمواصلات لذلك استرد استجوابي الثالث. المهم ان الشيخ أبوإسماعيل عدل عن استقالته بعد ضغط نواب الشعب معارضة وأغلبية كما ذكر الكاتب جمال عبدالسميع في مؤلفه المواقف تتكلم ومضت سنوات علي هذه الواقعة وظهر بعد ثورة 25 يناير ابنه حازم أبوإسماعيل وكرر نفس اقوال والده من ضرورة اتباع الشريعة الاسلامية ولكن كان له اتجاه آخر غير والده.. فهو فضل الترشح لرئاسة الجمهورية من مجلس الشعب وبالفعل أعد مستندات الترشيح وفي سابقة قد تكون هي الأولي عن نوعها. ان ذهب إلي مقر لجنة الترشيح لرئاسة الجمهورية في مسيرة قيل عنها ان طولها بلغ خمسة كيلو مترات ولكن ظهرت مشكلة لم تكن علي البال أو الخاطر وهي انه ربما تكون والدته الدكتورة نوال قد حصلت علي الجنسية الأمريكية الأمر الذي يقف حجرة عثرة في سبيل اتمام عملية الانتخاب ولكن هل سيظهر عكس ذلك!! الله وحده يعلم الحقيقة.