في محاولة جديدة من جانب مجلس إدارة النادي المصري المؤقت لتحقيق المصالحة مع النادي الأهلي وإعادة الهدوء للوسط الكروي حرص المجلس في اجتماعه الأول والذي ترأسه عاطف مبروك نائب الرئيس لسفر رئيس النادي كامل أبو علي إلي سويسرا في رحلة علاجية اتفق أعضاء المجلس بالتنسيق مع رئيس النادي علي التمسك بالمبادرة التي أعلن عنها قبل وبعد صدور قرار التعيين والتي تهدف للمصالحة والتهدئة انطلاقا من حرصهم علي انه لا بديل عن تلك الخطوة حتي تعود الحياة إلي طبيعتها للكرة المصرية وقناعتهم بأن الاعتذار لجماهير الاهلي وتعويضها ماديا كما سبق وأعلن كامل أبو علي بأنه مستعد لصرف تعويض من جيبه الخاص لأسر الشهداء بالإضافة الي تبرعات رجال الاعمال والجماهير والمستثمرين في بورسعيد بجانب مساندتهم لأسر الشهداء وتأييدهم بضرورة القصاص من الجناة الذين ارتكبوا تلك الجريمة البشعة في مجزرة مباراة الموت.. كلها خطوات علي أرض الواقع تؤكد رغبة مجلس المصري وشعب بورسعيد في التهدئة والمصالحة ونظراً لأنه علي الجانب الآخر لم تجد هذه المبادرة استجابة سريعة لدي مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة حسن حمدي.. الذي يري أن الوقت لم يحن بعد للرد عليها فإن مجلس المصري في المقابل قرر اللجوء لبعض نجوم الأهلي ممن تربطهم علاقات جيدة جدا بإدارة النادي في مقدمتهم محمود الخطيب نائب رئيس الأهلي والذي تربطه علاقة صداقة وطيدة بكامل أبو علي منذ ربع قرن وأعتقد أن تلك الخطوة من جانب إدارة المصري تمثل باب أمل كبيرا وجديدا لما يتمتع به الخطيب اسطورة الكرة المصرية من ثقل داخل الوسط الكروي كافة ومجلس إدارة الاهلي خاصة وكلمته مسموعة وتقدير لدي الجميع وهو ما يؤهله لاقتحام تلك الأزمة المعقدة خاصة وان إدارة المصري قررت ايضا فتح خطوط اتصال مباشرة مع طاهر أبو زيد نجم الأهلي ومارادونا الكرة المصرية والساحر محمد أبو تريكة ليدلو كل منهم بدلوه من أجل إزالة تلك الغمة التي فرضت نفسها علي أجواء الكرة المصرية وأصابتها بالشلل التام وباتت تهدد مستقبلها اذا لم ينجح اصحاب صوت العقل في التهدئة وتحقيق المصالحة بين جماهير الاهلي والمصري ووضع حلول جذرية لكل الكارثة التي حلت عليها ولابد ان يضع الجميع نصب اعينه ان قضاء مصر العادل الشامخ سوف يقتص للشهداء من الجناة في مباراة الموت.. وأن الجبلاية من جانبها طبقت اللوائح في معاقبة الناديين فنيا طبقا لتقريري حكم ومراقب المباراة وأن باب التظلم والطعن علي تلك العقوبات مفتوح لمناقشة تظلم الناديين باتحاد الكرة والفيفا والمحكمة الرياضية الدولية وانطلاقا من هذا الواقع يجب أن يضع الجميع المصلحة العليا للكرة المصرية فوق اعتبارات العند والرغبة في الثأر والانتقام والتصعيد لأن انتهاج هذه السلوكيات سوف يضر بمصلحة اللعبة والأندية ويضعها دائما علي صفيح ساخن وفي حالة من التوتر والقلق وعدم الاستقرار وعلينا أن نتذكر ان كارثة مباراة الموت هو محصلة طبيعية للانفلات الاخلاقي والامني الذي يسود منذ الثورة وتزايد مظاهر الاحتقان والصراع والعنف بين تنظيمات ألتراس الاندية الجماهيرية حتي سالت الدماء علي الملاعب الخضراء ولذلك كان القرار الحكيم والتاريخي لوزارة الداخلية بمنع الجماهير من حضور المباريات وإلغاء النشاط المحلي حتي تعيد الدولة حساباتها وتضع الحلول الجذرية لاقتلاع ظواهر العنف والبلطجة في الملاعب من جذورها واتخاذ كافة التدابير والاجراءات القانونية التي تمنع تنظيمات الألتراس من تهديد أمن المجتمع المصري وليس استقرار الرياضة فقط مثلما نشاهد حاليا في اعتصامهم بقلب العاصمة وقطع الطريق بكوبري 6 أكتوبر.. ولذلك فإنني أشيد بتلك الخطوة الرائعة من مجلس المصري برئاسة كامل أبو علي وثقتي كبيرة في رجاحة عقل وخبرات نجوم الأهلي ومصر الكبار الخطيب وأبو زيد وأبو تريكة في تحقيق المصالحة الكبري للكرة المصرية ووضع نهاية سعيدة لتلك المأساة التي تعيشها منذ وقوع احداث مباراة الموت.