القرارات التي اتخذها مجلس إدارة النادي الأهلي بمقاطعة الأنشطة المحلية التي تقام في ظل اللجنة التنفيذية المكلفة بإدارة شئون الجبلاية حالياً برئاسة أنور صالح في أول رد فعل للقلعة الحمراء برئاسة حسن حمدي علي العقوبات التي أعلنتها الجبلاية ضد الأهلي المصري علي خلفية أحداث كارثة مباراة الموت ببورسعيد.. أري أنها اتسمت بالتسرع والعصبية ورغم أنها تعكس حالة الغضب الشديد لإدارة الأهلي بعد صدور هذه القرارات.. ولكنني أري بحكم موقع النادي كأحد قطبي الكرة والرياضة المصرية مع قلعة الزمالك البيضاء ليس بمصر وحسب بل علي مستوي قارتنا الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط يعد ناديا الأهلي والزمالك من أهم وأعرق أنديتها وأكثر شعبية وكان يجب انطلاقاً من هذا الواقع أن يتعامل مجلس الأهلي بما يضم من قيادات محترمة تتمتع بالخبرة والحنكة برئاسة حسن حمدي أحد رموز الرياضة وعقوبات الاتحاد بهدوء وبدراسة متأنية ولأن الوسط الرياضي ينظر دائماً للقطبين الأهلي والزمالك علي أنهما القدوة والنموذج الذي يجب أن يحتذي بهما أي ناد يريد النجاح والتطور فنياً واقتصادياً وإدارياً والصعود للقمة.. ولذلك كنت أنتظر بدلاً من هذا القرار الانفعالي أن يلجأ مجلس الأهلي للمنافذ الشرعية للاعتراض وتقديم تظلمه وعرض وجهة نظره سواء داخل اتحاد كرة القدم نفسه أو اللجوء للفيفا.. وأن ينتظر ردهما علي التظلم والذي لن يخرج بالطبع عن اللوائح.. مثلما فعلت اللجنة التنفيذية باتحاد الكرة حينما أعلنت أن عقوباتها ضد الأهلي والمصري جاءت بناء وطبقاً للوائح الاتحاد.. ومهما كان الرد يجب أن تسير الأمور في مجراها الطبيعي بتقبل نتائج التظلم والعقوبات والتعامل معها بمرونة.. أقول ذلك رغم علمي وثقتي بأن النشاط الكروي المحلي في مصر لن يعود هذا الموسم لأن قرار إلغاء الدوري جاء بمثابة واجب وطني لإنقاذ مستقبل الأمة في ظل حالة الانفلات الأخلاقي والأمني الذي يعاني منه الشارع المصري وملاعبنا الخضراء والتي سالت عليها الدماء بسبب كرة القدم مظاهر العنف والاحتقان والتعصب التي باتت تسيطر علي سلوكيات جماهيره وهو ما استغله الكارهون والمتآمرون والحاقدون سياسياً لإحداث مزيد من الاضطرابات والفوضي داخل المجتمع المصري.. وبالتالي لم يعد هناك مجال لإقامة الدورة التنشيطية أو كأس مصر.. وجاءت الشروط التي طلبها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية لتأمين الملاعب قبل استئناف أي نشاط كروي منعاً لتكرار كارثة مباراة الموت لتؤكد هذا الواقع الجديد بأن هناك استحالة لإقامة نشاط كروي هذا الموسم.. ومن هذا المنطلق كنا ننتظر أن يتعامل الأهلي بأسلوب أكثر حكمة.. لأن المطلوب هو عودة التهدئة للكرة المصرية وهنا أنتهز الفرصة لأتوجه برسالة لممدوح عباس رئيس قلعة نادي الزمالك وأحد رموز الرياضة والذي كان له موقف رائع مع قيادات ونجوم الزمالك في التضامن مع النادي الأهلي بعد أحداث مباراة الموت والتي أسفرت عن استشهاد 74 من جماهيره وأطالبه فيها بأن يضطلع بدوره في تقريب وجهات النظر بين مسئولي ناديي الأهلي ومجلس إدارة المصري برئاسة كامل أبوعلي وتحقيق المصالحة الكبري التي من شأنها أن تعيد الهدوء والاستقرار لملاعب الكرة والقضاء علي حالة الاحتقان والتعصب بين جماهير الأندية. أعتقد أن ممدوح عباس بحكم خبراته يستطيع أن يقوم بدور "حمامة السلام" وأن يتحمل مسئولية تلك المهمة والتي أعلم أنها شاقة.. ولكن لا بديل عنها لأن كرة القدم المصرية لن تعود إلي حالتها الطبيعية إلا إذا تحققت المصالحة والتهدئة وهذا يتطلب أن يتحلي الجميع بروح التسامح لأن من ارتكبوا تلك الجريمة وخططوا لها أصبح مصيرهم في يد عدالة القضاء المصري الشامخ الذي سوف يقتص منهم بعقوبات رادعة حتي نقضي علي ظاهرة العنف والبلطجة في ملاعبنا والتي تسببت في مأساة إنسانية ورياضية.. ولن ينقذ مستقبل الكرة المصرية إلا إذا تحققت المصالحة والتهدئة بين الأهلي والمصري وكل عناصر اللعبة فكل الأمنيات الطيبة لممدوح عباس أن ينجح في مهمته.. وثقتي كبيرة في قدرته علي النجاح.