لاشك ان المرأة المصرية شاركت بقوة في ثورة 25 يناير حتي نجحت في اسقاط النظام السابق ورغم ذلك فإن مستقبل المرأة المصرية مازال غامضا في ظل الدعوات التي أطلقها البعض بضرورة عودة المرأة الي بيتها وترك العمل العام للرجل وحده.. بل ان البعض يتحدث عن ضرورة الغاء كل القوانين التي صدرت في عهد النظام السابق والخاصة بالمرأة بدعوي انها قوانين باطلة ومخالفة لاحكام الشريعة الاسلامية. ويتوقع الكثيرون ان يقود حزب "الحرية والعدالة" بلسان الإخوان البلاد اعتبارا من شهر يوليو القادم التقت "المساء" بالدكتورة منال ابوالحسن امينة المرأة بحزب الأغلبية واجرينا معها هذا الحوار . في البداية سألناها: لماذا ترفضون المجلس القومي للمرأة.. هل السبب يرجع الي انه من ميراث سوزان مبارك؟! * المجلس القومي للمرأة لم يفعل شيئا ونظرة واحدة الي الشارع المصري تؤكد ذلك فهناك ملايين الأطفال في الشوارع هائمون علي وجوهم لأسباب كثيرة علي رأسها التفكك الأسري وقوانين الأحوال الشخصية .. كما ان نسبة الأمية بين السيدات زادت الي 60 في المائة وهناك حالة طلاق كل 3 دقائق.. ماذا فعل المجلس القومي لمواجهة هذه المشاكل أو حلها؟! لقد كان هذا المجلس جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل .. وعندما حاولوا اعادة تشكيل هذا المجلس كانت نصف عضواته من العهد البائد!! حكاية التكويش * البعض يتهم الإخوان بأنهم يريدون "التكويش" علي كل المواقع الأساسية مثل مجلس الشعب ومجلس الشوري والحكومة والرئاسة؟! ** حزب الحرية والعدالة جاء الي مجلس الشعب ومجلس الشوري بأغلبية شعبية كبيرة ولابد من احترام ارادة الشعب وفي كل دول العالم الديمقراطية من حق الحزب الحاصل علي الأغلبية ان يقوم بتشكيل الحكومة وهو ما لم يحدث!! أما الذين يتحدثون عن التكويش فأقول لهم انه ليس هناك وزير ومحافظ واحد من الإخوان وهناك مئات الدبلوماسيين ليس بينهم اخوانيا واحدا وكذلك لا يوجد اخواني بين رؤساء البنوك او رؤساء المدن والأحياء أو رؤساء شركات القطاع العام ويؤسفني جدا محاولات البعض تشبيه حزب الحرية والعدالة بالحزب الوطني الذي كان يزور الانتخابات لصالح أعضائه!! مواثيق بديلة * ما هي أهم المراحل والمحطات التي مرت بك وكيف دخلت العمل السياسي؟ * كنت ضمن عضوات اللجنة الاسلامية العالمية للمرأة والطفل التي كان من أهم أولوياتها الحفاظ علي الأسرة من التفكك وصيانتها من كل ما يهددها من الداخل والخارج واتاح عملي من خلال اللجنة حضور العديد من المؤتمرات الخاصة بالمرأة والطفل في قطر والسودان واسطنبول والأممالمتحدة مما جعلنا كعضوات نلم بكثير من القضايا الدولية وتوسيع رؤيتنا لكيفية تعامل المجتمع الدولي مع هذه القضايا وكيف نفرض علي الدول الموقعة علي هذه الاتفاقات ما يتعارض مع قيمها وثوابتها من خلال مجالس قومية للمرأة تتبني هذه القضايا كأولوية للعمل داخل البلاد وكان للجنة الشرف في اصدار مواثيق بديلة علي ايدي علماء مسلمين تمثل مواثيق بديلة لمواثيق الأممالمتحدة ومنها ميثاق الطفل في الاسلام الذي أقرته بعض الدول العربية وميثاق الأسرة في الاسلام ثم بدأت العمل في جانب آخر يمثل بالأساس دور دعوي خاصة بالمشاركة في اعداد منهج الأخوات المسلمات ثم عملت كمسئولة حملة اعلامية للدكتورة مكارم الديري مرشحة الإخوان عن شرق 2010 ثم دخلت الانتخابات البرلمانية لعام 2005 القاهرة كمرشحة للأخوان المسلمين عن شرق القاهرة مما دعا النظام البائد للدفع بوزير البترول للدخول امامي في الترشح لمجلس الشعب في الوقت الذي ترك فيه دائرته كنائب شوري فكأن الأمر كان صراعاً بين النظام والأخوان المسلمين الفصيل الوحيد الذي واجه النظام بكل ما اوتي من قوة ولكنه فشل فشلا ذريعا حتي بعد دخول كل اعضائه البرلمان بالتزوير فقد كانت من بواعث التزوير الفاضح المخزي الذي أهان النظام وتابعه قيام ثورة 25 يناير. * ما هو موقف امانة المرأة بالحزب من مجلس الشوري هل تري استمرار المجلس أم إلغاءه؟ ** شارك حزب الحرية والعدالة في الترشح لمجلس الشوري وكان له الصدارة في عدد الأعضاء وممثلون المجلس وهو يمثل في الوقت الحالي ضرورة لتكوين نظام الدولة الجديدة لاستكمال مراحل بنائها ووضع دستور للبلاد . المساواة مع الرجل العديد من السيدات يطالبن بمساواة الرجل بالمرأة هل ترين ان هناك مساواة بين الرجل والمرأة في مصر؟ ** حزب الحرية والعدالة ينظر للمرأة باعتبارها عضواً فاعلاً في المجتمع سواء داخل اسرتها أو في العمل الوظيفي أو العمل المجتمعي والسياسي والدعوي اما عملية المساواة فهي مطلب أساسي وضروري لابد ان تحققه دولة الثورة خاصة ان المرأة المصرية نصف المجتمع عدديا وأكثر من نصفه عمليا لذلك وجب علي الدولة وضعها في الاعتبار جنبا الي جنب الرجل كشريك أساسي في التنمية ونهضة البلاد وأعيب كثيرا علي منظمات المجتمع المدني التي تعمل ضمن اجندة معدة مسبقا نظرتهم للمرأة المصرية باعتبارها مسلوية الارادة وتم استخدامها في العملية الديمقراطية لصالح الرجل وانها متواطنة مع الرجل ضد مصلحتها في شكل اتهام صريح بالغباء والهوان .. كما أعيب عليهن نظرتهن للمرأة المسلمة صاحبة التوجه الاسلامي بدعوي انها سترجعهم لعصر الحريم وأري ضرورة الحديث عن المرأة المصرية!! والعصور الوسطي من واقعها وليس من واقع من يضلل الناس من أجل دولارات زهيدة. كما أري ضرورة توعية الجمهور بشأن استخدام مصطلح المساواة التامة بين الرجل والمرأة من وجهة النظر الغربية ذلك المصطلح الذي يخالف بشكل أساسي الشريعة الاسلامية حينما يتعرض للمساواة في القوامة والولاية للطفل والانفاق والخلع بدون موافقة الزوج أو حضوره وتعدد الأزواج والزواج من صاحب ديانه أخري واشتراط عدد الأولاد ونسب الأولاد لأمهم وغيرها من الحالات التي تتعارض حتي مع الفطرة.