* لم نفقد الأمل بعد ومازلنا نحلم بوطن محترم نعيش فيه او يعيش فيه أولادنا واحفادنا.. نعرف اننا خرجنا للتو لنشم بعض الهواء النظيف ولكن ندرك اننا مازلنا غارقين حتي رقابنا في عفن وفساد نظام جبان فاسد لن نتطهر منه بسهولة. * اعتقد ان التيارات السياسية التي استطاعت الوصول الي البرلمان وعلي رأسها حزب الحرية والعدالة والتي ستصل قريبا لتشكيل حكومة وسيكون لها ضلعا كبيرا في اختيار رئيس البلاد تعرف جيدا ان اكبر مصيبة في هذا البلد هي "الفساد" واذا لم تحجم هذا الفساد وتسيطر عليه فانها لن تستطيع باي شكل من الاشكال تحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة لأن الفساد يأكل أي تنمية واي استثمارات واي تقدم.. لن يحدث اي نهضة او نهضة في مصر مالم يتم السيطرة التامة والسريعة علي الفساد. * ولذا أدعو مجلس الشعب والتيارات الاسلامية المتقدمة باحزابها السياسية سواء كانوا أخوان او سلفيين او غيرهم ان يبادروا ويسارعوا بقمع الفساد ولن يكلفهم هذا الفعل الا قليلا من الحكمة وقليلا من الجهد فمصر بلد كبير ولديه واحد من اكبر واضخم واقوي الاجهزة الرقابية القادرة علي محاصرة الفساد في أقصر وقت ممكن الا وهو الجهازالمركزي للمحاسبات الذي تمتد اذرعه الي كل ركن فيه مال عام في مصر ولكن للأسف تم ابطال فاعلية اذرعه واكتفي باكتشاف الحرامية والفاسدين ولم يصبح في مقدوره الا ان يقول "امسك حرامي" لكن يمسكه لأ. * لو كان اصحاب السلطة الجدد لديهم نية صادقة وعزيمة سياسية في محاصرة الفساد ومحاسبته فعليهم تفعيل دور الجهاز المركزي للمحاسبات ومنحه استقلالية جادة فلا يتبع رئيسا ولا حكومة ولا برلمان استقلالية تجعله قادرا بلا خوف او موارية في محاسبة ومراقبة كافة أجهزة الدولة وكافة المنشأت التي تدخل في نطاق عمله يجب ان توضع له قوانين تمكنه من ضبط الفاسدين وناهبي المال العام ومعاقبتهم ايضا بتقديمهم الي القضاء للنظر في امرهم. * لكن ان يكون لدينا مثل هذا الجهاز الكبير العتيق القوي المليء بالخبرات والذي يصل الي كل مكان في مصر ولديه ملايين التقارير التي تخص كل كبيرة وصغيرة ولا نلتفت اليه ولا تفعل دوره ليكون بالفعل أقوي جهاز رقابي وان نعامله نفس معاملة النظام السابق الذي جعله كخيال مآتة يكتب ويسجل ويحلل ويكشف ثم يتم دفن كل ما يفعله في مقبرة النسيان.. ان يصبح من جديد مثل خيال الظل الذي لا يخشاه أحد ولا يعتبره الفاسدون موجودا فهذه هي الكارثة وما لم يتحرك المسئولون الجدد لاعادة هيبة هذا الجهاز فورا فلن يصدق أحد اي حديث لهم عن محاربة الفساد وسيعتبرهم الجميع انهم يضيعون الوقت والوطن.