بعد معاناة السنين انتظارا لوصول أموالهم من العراق في قضية عرفت باسم "الحوالات الصفراء" جاءت الأموال.. واستمرت معاناة البعض الذين دخلوا في "كعب داير" علي فروع البنوك لصرف مستحقاتهم. بينما صرفها بعض أقرانهم في غمضة عين. "محمد محمود أحد صرافي الحوالات انه جاء للبنك الأهلي فرع التوفيقية بعد أن قام بعمل جولة علي عدة فروع لبنوك مختلفة مدرجة ضمن المصارف البنكية المعنية بصرف الحوالات بقوله لقد جئت لصرف حوالة مستحقة في أغسطس 1989 وللأسف كنت أتصور أن الأمور سوف تكون ميسرة وخالية من التعقيدات والأمور الروتينية لكن العكس تماما فالمسألة كعب داير باختصار لكل أصحاب الحوالات الصفراء فكل من أعرفهم لديهم مشاكل وتسيطر حالة من عدم المعرفة بأي من الفروع يتم صرف الحوالات. يضيف لقد ذهبت لأكثر من فرع للبنك الأهلي الذي وجدت اسمي مدرجاً بالكشوف الخاصة. ويشير إلي أن الأمور بالغة التعقيد في أول يوم للصرف بسبب وجود فرعين مقسم بهما أصحاب الحوالات وهما تابعان للعراق الأول الرشيد والثاني الرافدين وتم إدراج أسماء المستحقين لصرف الحوالات الصفراء علي البنوك المصرية ولكن هناك حالة من الارتباك وعدم التنظيم أدت للشعور بنفس حالة خيبة الأمل بعد أن شعرت أن ربنا سوف يعوضنا عن أكثر من عشرين عاماً كنت أنتظر هذا اليوم. إبراهيم محمد منذ الصباح وأنا أطوف علي فروع البنوك التي نشر بالجرائد والمواقع الالكترونية انها سوف تقوم بصرف الحوالات بكل سهولة ويسر ولكنني أؤكد انه كلام جرايد فهناك حالة من عدم التنسيق بشكل جيد لإدراج الأسماء المستحقة لصرف حوالاتها بفروع البنوك الخاصة بها. عبدالحكيم عامر نائب مدير فرع البنك الأهلي التوفيقية أشار إلي أن أي معوقات حدثت لبعض العملاء لم تكن نابعة من البنك الذي تحمل دون سواه أن يخصص كل فروعه لصرف الحوالات وذلك من اليوم وحتي ثلاثة شهور. ويضيف ان مصرفي الرشيد والرافدين العراقيين قاما بإرسال الأسماء المستحقة في كشوفات لكل الفروع البنكية المعنية بصرف الحوالات وذلك لتحديد ووضع آليات وضوابط تسهل صرف الحوالات بدون مشاكل وهو ما كان أبرز ملامح اليوم الأول لصرف الحوالات العراقية. محمد زكي مراقب خزانة بأحد بنوك البنك الأهلي أكد أن هناك تعليمات بأن يتم تذليل كل العقبات من أجل راحة العملاء والذين بلغ عددهم 20 فردا علي مدار اليوم ولم تقع لأي منهم أي مشكلة وصرفوا أموالهم في غمضة عين باستثناء عدم وجود اسم أحدهم بالكشف المخصص للصرف.. وأضاف البنك الأهلي بكل فروعه مخصص فقط لصرف الحوالات التابعة لمصرف الرشيد العراقي لذا قد يتواجد أي من أصحاب الحوالات ونكتشف انه غير وارد بالأسماء الموجودة بالكشوفات المرسلة لدينا. عادل أمين مدير فرع البنك الأهلي بالتوفيقية اكد ان العدد الكبير لمستحقي صرف الحوالات والذين بلغوا ما يقرب من 630 ألف مواطن وتم تخصيص فروع البنك الأهلي جميعها وهي 258 فرعا تعمل من الرابعة عصرا وحتي السادسة مساء ولدينا تعليمات مشددة بالتسهيل بكل الطرق لصرف المبالغ المستحقة لكل المواطنين الذين عملوا في العراق عامي 89 و.90 وأشار إلي أن الزحام الشديد الذي كان متوقعا جاء مغايرا لكل التوقعات فلم يكن هناك إلا أعداد قليلة طوال اليوم وذلك يرجع لوجود أعداد كبيرة من مستحقي الحوالات الصفراء من قاطني الأقاليم والمحافظات. محمد الدسوقي يقول عشت 23 عاما انتظرت هذا اليوم طويلا إلا أنه عندما جاء شعرت بخيبة الأمل والحزن الشديد بسبب "الكعب الداير" الذي تسببت فيه البنوك المنوطة بصرف الحوالات لأناس عاشوا حياة صعبة ومريرة وحتي الآن لم أصرف مليما واحدا. وأضاف انني لدي حوالات أخري لكنها لم تكن وقت عامي 89 و90 المحدد صرف الحوالات الخاصة بها وأتساءل سوف أنتظر 23 عاما أخري لأصرف أموالي الضائعة وبالتالي لن أكون موجودا علي قيد الحياة بل سوف يصرفها الورثة. يوسف السيد أحد مستحقي صرف الحوالات قال انه جاء في وقت متأخر لأحد فروع بنك مصر ولم يجد أعدادا كبيرة كما كان متوقعا بل لم يتعد مستحقو الصرف أكثر من 50 شخصا وأضاف أن هناك حوالات مستحقة لي من سنوات ماضية غير عامي 89 و90 التي يتم صرفها هذه الأيام أتمني ألا أنتظر حتي تصرف فالحالة المعيشية كما يدري الجميع سيئة والمبالغ التي سيتم صرفها لي سوف تغلق أبواباً من اليأس الذي انتابني طيلة السنوات الماضية.