كما توقعت من رد فعل مقالي بالأمس بعنوان "الكبير كبير في بورسعيد" عندما اتصل رجل الأعمال المحترم كامل أبو علي مؤكداً ان ما قرأه أمس في المقال هو ذاته ما يعبر عما بداخله وما يرجو ان يصل اليه وهو ما أوضحه لي في عدة نقاط. قال رئيس النادي المصري أطلب التسامح ومستعد أن أذهب مع مجموعة من عقلاء وكبار بورسعيد الي النادي الأهلي وتقديم كامل العزاء لأسر الشهداء وتقبيل رؤوسهم جميعاً مع المساهمة في دعم صندوق شهداء المباراة بمبلغ خمسة ملايين جنيه ونتعهد بعودة الوفاق بين الأهلي والمصري كما اتعهد بأن تكون ايرادات النادي المصري لمدة ثلاث الي خمس سنوات لصالح أسر الشهداء مشاركة في فجيعتهم. وقال كامل أبو علي ان هبوط النادي أو تجميده لعدة سنوات لن يضير أحد ولكنه في المقابل سوف يزيد الاحتقان ويؤجج الكراهية بين أبناء بورسعيد والأهلي أكثر وأكثر حيث ان طبيعة هذه المدينة اعتبار النادي حياتهم وحرمانهم من مشاهدة المباريات بمثابة الحكم بإعدامهم علي خلاف اقررنا التسامح والتآخي وعودة الوفاق الحقيقي ونبذ أي خلاف ونسيان أي عداء. وأعلن كامل أبو علي تضامنه مع الأهلي وأهالي الشهداء في الوقوف ضد المعتدين القتلة بكل الوسائل وبأي يعدد من المحامين لينالوا جزاءهم جراء ما اقترفوه من جريمة شنعاء حتي ينالوا عقابهم ويكون هو القصاص الحقيقي. وحول لجوء المصري الي الفيفا والتفاوض مع محامي سويسري قال كامل أبو علي لم يحدث ولن يحدث حيث انه لا عقوبة علينا حتي الآن وهو ما أرجو ألا يحدث وأن يكون التسامح هو هدفنا الأول ولنأخذ من رسول الله الأسوة الحسنة عند فتح مكة عندما سألوه ماذا أنت فاعل بنا فقال لهم عليه أفضل الصلاة والسلام "اذهبوا فأنتم الطلقاء" في قمة التسامح فعادت مدينة الكعبة وعاد شعبها إلي الإسلام.. وعم السلام. وإذا كان من تعليق علي كلمات رئيس النادي المصري الذي لم يبرر أو يتوعد أو يهدد ومعرفاً بجرم وخطأ مع ما حدث فإنه عين العقل الذي يجب أن يسود المجتمع المصري الآن وإذا كان كامل أبو علي قد قدم مبادرة السلام والتسامح فإن علي الجميع في المجتمع القاهري والنادي الأهلي دراستها جيداً والوصول الي حل توافقي لانهاء الخصام والاحتقان بين جماهير الناديين نهائياً بعد أن ظل لسنوات طويلة كان فيها الجميع خاسراً حيث يكون الداخل مفقوداً والخارج مولوداً ويتحول الذهاب الي بورسعيد أو الحضور الي القاهرة نزهة تنتظرها الجماهير مرتين كل عام بعد درس الأول من فبراير القاسي والاستفادة منه. بالقطع لا أستطيع أن أفرض وجهة نظر الرجل العاقل كامل أبو علي علي الجميع غير أني شخصياً مقتنع جداً بهذا الاتجاه والذي أعتقد ان كل العقلاء في مصر وهم كثيرون قد رضوا بكلمات رئيس النادي المصري الذي يري وكأنه يقدم كفنه إلي أسرة الأهلي وشهداء الموقعة اعترافاً بجرمهم مساهماً بكل التعويضات المطلوبة وحقناً لمزيد من الدماء ومزيد من الاحتقان والخصام ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة.