شهدت قاعة طه حسين بنقابة الصحفيين أمسية كبيرة لتكريم أسرة خالد سعيد ومينا دانيال كرموز لشهداء ثورة يناير الذين أعادوا اللُُحمة بين الشعب كما أعادوا الكرامة المهدرة.. نجحت هذه الأرواح فيما فشلنا فيه لسنوات زادت علي الأربعين عاماً. من هذا المنطلق كانت بداية فكرة كتاب "مصر إلي أين؟!" للكاتبة مريم توفيق والذي ناقشته جماعة الجيل الجديد في نقابة الصحفيين من خلال ندوتها الأسبوعية والذي جاء رداً علي محاولات إشعال نار الفتنة الطائفية غير الموجودة إلا في أذهان من يرغبون في وجودها ويسعون للتكريس لها. وفي حضور مكثف لكبار الكتاب والنقاد والادباء والفنانين وكذلك السيدة ليلي مرزوق والدة خالد سعيد. وماري دانيال ود. رشاد عبداللطيف. محمد قطب. نبيل عبدالحميد. سامي فريد. د. رمضان الحضري. أسعد رمسيس . سيد فراج. أحمد رشاد أغا. سعيد الصاوي. مصطفي الشيخ. عبدالحكيم عبدون. محمد مصطفي زيدان. جلال عابدين. محمود رمضان. محمود شريف. وغيرهم وبمشاركة عازف العود الشاب رامي عدلي. وعازف العود والمطرب سيد عبدالمطلب. علق محمد قطب علي كتاب مصر إلي أين قائلا: مريم توفيق واحدة ممن سجلن إبداعاتهن تجاه هذا الأمر الجلل وهو ثورة يناير.. فحسها الوطني العالي جعلها ترصده في كتابين الأول "الثورة والزمن المسروق" وهو عنوان دلالي لسرقة هذا الزمن من عمر مصر. وفي الكتاب الثاني تتساءل "مصر إلي أين؟!" ولأن النور خرج من رحم الليل كما قالت في كتابها الأول. فالغيم يحجب الأفق كما عبرت عن ذلك في الكتاب الثاني فهي تري أن الإنشغال بالغرض الخاص ونسيان الوطن وتسلل الخوف جعل من المتحولين الذين ظهروا من جديد في شكل طائفي سواء كان سياسياً أو دينياً.. مصدرا للخوف والانزعاج والغيم الذي حاصر الوطن.. ثم تطرح سؤالها المهم: يا مصر متي نفيق؟! وهو سؤال استنكاري لأنها تقول بعد ذلك أننا في غفلة وتسأل سؤالها الثاني متي يعمل المصريون بروح الفريق الذي قامت به الثورة؟.. لقد تجلت مريم توفيق في نصوصها وألغت الفوارق بين الأديان.. كتبت كأنسان عن الإنسان. رفض وفي إطار الجزء الخاص بتكريم الشهداء خالد سعيد ومينا دانيال رفضت ماري دانيال شقيقة مينا دانيال مسمي احتفاليات للشهداء لأن الثورة لم تكتمل بعد ولم تحقق أهدافها التي قامت من أجلها.. ثم قالت لن نحتفل إلا بعد نجاح الثورة كما العادات في الصعيد لا عزاء إلا بعد القصاص للشهداء من قتلتهم وعلي كل صاحب قلم وكل مواطن من منصبه ومكانه أن يؤدي مهمته بفكره بوجوده بروحه المهم أن نؤدي الدور نحو وطننا يجب أن نترابط معاً ونكون كتلة حتي لا نتهم بالبلطجة نريد تأثيراً للمفكرين والكتاب في الشارع المصري وأنا أشكر جماعة الجيل الجديد التي كرمت هذين الرمزين من شهداء مصر وأشكر مريم توفيق لكتابها. رسالة أم وبحضور دافيء ووجه مضيء تحدثت السيدة ليلي مرزوق والدة الشهيد خالد سعيد قالت .. لست شاعرة ولا كاتبة.. لكنني قارئة جيدة وقد جذب انتباهي كتاب مريم توفيق "مصر إلي أين؟!" وهي تتحدث عن خالد ومينا بوطنية صادقة وبحب حقيقي وقد كتبت كلمة أريد طرحها عليكم مستلهمة فيها قصيدة مريم توفيق: خالد سعيد/ مينا دانيال مسيحي مسلم/ في السما إخوان شهيدان أسقطا/ بالحق عار السنين وأصبحا نبضا للأوطان قبل أن تهب علينا طيور الظلام لماذا ترحل عني يا من وهبتك عمري وحياتي.. لماذا وأنا أبحث دوماً عن شطآني. إن فؤادي يتواري وتخنقني العبرة.. سأشتاقك يا من أعدت لي فرحة وطن. ما أروع أن أحتضن ملامح وجهك. آه لو تقطفني من أعماق الوحدة. لتزهر من فيض حنانك أزهاري تملأ بالحب شراييني. لو أحظي بجوارك يوماً كي أحيا. لو أحظي بعناق حديثك وحدي فتغرد روحي.. تسكن أنفاسي يا أروع من راودني ظنا ويقينا بدونك يهجرني سكني.. وأهيم يغادرني وطني بقربك تزهر أيامي ويحلو لي وطني بقيت أنا في صمت الروح.. أجلس وحيدة.. أنزوي في غرفة باردة والعصفور يتأملني كأنه يبكي معي. أعدك لن يطول غيابي عنك يا صغيري سوف نلتقي قريباً. بهذه الكلمات العذبة الموجعة اختتمت الأمسية والتكريم وسؤال يطرح من الحضور من الثكالي من الأمهات اللاتي فقدن حبات قلوبهن؟! وقد مر يوم الشهيد دون إلتفاتة غير وقوف دقائق الحداد من يمسح دمعاتهن ويهدهد قلوبهن.. وهل يكفي دقائق الحداد أو هدايا للأمهات في عيد الأم؟! هل من الممكن أن يهدي القضاء المصري لجميع الأمهات الحكم في قتلة الشهداء؟! وقد تخلل الحفل أغنيات وطنية عن ثورة يناير من المطرب والملحن سيد عبدالمطلب.. بينما عزف رامي عدلي عدة مقطوعات ومنها مقطوعة مستوحاة من قصيدة "أم الشهيد" لمريم توفيق التي أهدت لوحتين تذاكريتين لوالدة خالد سعيد وشقيقة مينا دانيال. وقدمت جماعة الجيل الجديد شهادات تقدير لأسر الشهداء.