القرار الحكيم الذي أصدره اتحاد كرة القدم بإلغاء مسابقة الدوري العام قوبل بالترحاب من الشارع الكروي لأنه يتوافق مع الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد في تلك المرحلة الأخيرة من الفترة الانتقالية والتي نستعد فيها للتحول الديمقراطي واستكمال باقي أهداف ثورة يناير المجيدة ناهيك عن حالة الانفلات الأمني والأخلاقي. بينما مازالت وزارة الداخلية تعيد ترتيب ولملمة أوراقها وتغيير عقيدتها الأمنية واستعادة عافيتها وهيبتها نحن نريد اتحاد كرة قوياً يستطيع مع وزارتي العدل والداخلية اقتلاع كل مظاهر الشغب والاحتقان من الملاعب من جذورها بملاحقة ومطاردة وحبس كل من يتسبب فيها أو تسول له نفسه استغلال التجمعات الجماهيرية في الكرة في إشاعة الفوضي والرعب والفزع في البلاد مثلما حدث في كارثة بورسعيد . ولكن في نفس الوقت فإن اتحاد الكرة في قراره مع الأندية باستبعاد النادي المصري من الدورة التنشيطية وكأس مصر لأن لاعبي هذا النادي العريق ومعهم مجلس إدارتهم برئاسة كامل أبوعلي أحد رموز وقيادات الرياضة المصرية التي تحظي بحب وتقدير شعبي ورسمي أبرياء "براءة الذئب من دم ابن يعقوب" لأنه لا توجد لائحة تستبعد فريق المصري والذي يضم لاعبين سبق وان ارتدوا فانلة الأهلي والزمالك وأندية من أي نشاط رسمي أو ودي كروي لأنهم ومعهم مجلس إداراتهم ضحية الاحتقان والتعصب والتشجيع الأعمي لحفنة من المهووسين والبلطجية.. ولا يوجد نص في اللائحة يمكن ان يجعل اتحاد الكرة أو حتي الفيفا يصدر قرارا بهبوطه لأن المباراة انتهت واكتملت في وقتها الأصلي وهذا ثابت في تقريري مراقبي المباراة والحكم.. واللائحة تقول ان النادي لا يهبط للدرجة الأدني إلا إذا انسحب أثناء المباراة أو من المسابقة وهذا لا يحدث وفي مثل حالة المصري تنص اللائحة علي احتساب المباراة لصالح الأهلي ليكون فائزا 2/صفر مع نقل مبارياته خارج ملعبه وتلك أقصي عقوبات يمكن توقيعها علي فريق المصري لأن الذي يجب إدانته هنا مراقب المباراة ومراقب لجنة المسابقات وحكم المباراة لأنهم سمحوا للجماهير بالنزول قبل وأثناء المباراة وكان يجب عليهم إلغاء المباراة ولو بين الشوطين.. وأيضا المدان هنا هو أمن بورسعيد لأنه بمقدوره أولا تأجيل إقامة المباراة وبدون جماهير في وقت لاحق مثلما فعلت من قبل مديرية أمن الإسكندرية في أكثر من مباراة للاتحاد السكندري وآخرها مباراته مع الحرس فما بالنا وكل المعلومات التي سبقت لقاء المصري والأهلي تؤكد حالة الاحتقان والتوتر الشديدين بين جماهير الناديين ولم يتوقف قصور أمن بورسعيد عند هذا الحد الذي يدينه عندما أهمل في تأمين المباراة وإلغائها قبل بدايتها مع نزول الجماهير لأرض الملعب ثم أثناء المباراة وبين الشوطين وامتد أداء الأمن الهزيل إلي فشله في السيطرة علي الجماهير وتأمينها حتي وقعت الكارثة وتلك الوقائع والحقائق تدين الأمن ومراقبي وحكم المباراة ولا تدين لاعبي المصري ومجلس إدارته وبالتالي فإن عزل الفريق واستبعاده من النشاط الكروي أمر مرفوض وغير مقبول لأن القضاء المصري العادل الشامخ يسير في طريقه لكشف الجناة الحقيقيين لتلك الكارثة لتوقيع العقوبات الرادعة.. واعتقد ان إقامة الدورة التنشيطية وكأس مصر في حالة موافقة الأمن بدون جماهير أراها فرصة طيبة لأن يشارك فيها فريق المصري ليعطي اتحاد الكرة والقيادات الرياضية بالأندية درسا للجماهير بأنه لا مجال للتعصب في الرياضة وان اللاعبين في الأندية ومجلس إدارتهم تربطهم علاقات صداقة وود ومحبة وان الهدف من ممارسة الرياضة بجانب كونها صناعة واستثماراً اقتصادياً فإنها تمثل وسيلة لعشاقها للمتعة والتسلية والتعارف وتوطيد أواصر الصداقة وليس الشغب الذي وصل للقتل من حفنة مهاويس وقتلة.