حسناً فعل رؤساء أندية الدوري الممتاز في اجتماعهم باتحاد كرة القدم حينما اتفقوا من حيث المبدأ علي الغاء الدوري هذا الموسم فيما يمثل اعترافاً وتقديراً منهم لصعوبة استكمال المسابقة هذا الموسم بعد أحداث مباراة الموت ببوسعيد والتي خلقت أجواء غير طبيعية يتعذر معها استكمال الدوري لأسباب عديدة سواء نتيجة للظروف السياسية التي تمر بها البلاد في تلك الفترة الانتقالية التاريخية حيث تستعد للتحول الديمقراطي وتحقيق باقي أهداف ثورة يناير المجيدة بوضع دستور دائم وجديد وانتخاب رئيس جمهورية وتسليم السلطة لحكم مدني وإعادة الاستقرار لأرجاء الوطن والتخلص من كل مظاهر الانفلات الأمني والأخلاقي واعمال القانون مع كل من يحاول اشاعة الفوضي وتعطيل عجلة الانتاج.. وفي الوقت نفسه فإن المساحة الزمنية المتبقية من الموسم الحالي بعد توقيف الدوري عقب أحداث بورسعيد جعلت استكمال المسابقة مستحيلاً حتي نحافظ علي فرص منتخبا مصر الأول والأوليمبي في تحقيق أهدافهما في الوصول لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2013 والمنافسة علي ميدالية في أوليمبياد لندن 2012.. وهذا القرار الذي توصل اليه رؤساء الأندية سبق وأكدت عليه وطالبت به في أكثر من مقال بأن إلغاء الدوري هذا الموسم اصبح واجباً وطنياً نتيجة لكل هذه الأسباب مجتمعة وأعتقد ان تنظيم دورة تنشيطية ودية بهدف تعويض بعض الخسائر المالية واتاحة الفرصة للاعبين بالمحافظة علي فورمتهم الفنية والبدنية ليكونوا جاهزين للانضمام للمنتخبين الأول والأوليمبي ومن الطبيعي ان تلك الدورة عاملاً مساعداً لكل من برادلي الأمريكي المدير الفني لمنتخب الفراعنة وهاني رمزي المدير الفني للمنتخب الأوليمبي حيث انها لن تعوق برنامج المعسكرات التدريبية المعلنة والمباريات الدولية الودية التي سيخوضها كل فريق داخل مصر وخارجها استعداداً للمنافسات الرسمية.. ولكنني في نفس الوقت عاتب علي رؤساء الأندية والجبلاية لاتخاذ قرار باللجوء للفيفا لتحديد العقوبات علي النادي المصري لأن المفروض أن جميعهم من الخبرات الرياضية التي لها باع طويل في الشارع الكروي وأيضاً لجنة تسيير الأعمال بالاتحاد برئاسة أنور صالح لديها نفس المقومات وكان يجب ان يخرج القرار من خلالهم وعبر الجبلاية فالقضية واضحة ولدينا اللوائح المنظمة لمسابقة الدوري وبالتالي فلا مبرر علي الاطلاق للجوء للفيفا.. وقبل هذا وذاك كنت أنتظر منهم وكان يجب عليهم ان يخرجوا علينا بمبادرة تحقق المصالحة الكبري بين مجلس ادارة وجماهير ناديي الأهلي والمصري من أجل اعادة الهدوء والاستقرار للشارع الكروي.. مبادرة تقضي علي مظاهر الاحتقان وتؤكد علي روابط الصداقة والأخوة التي تربطنا جميعاً كأبناء وطن واحد ورياضيين ولاعطاء الجماهير درساً أن الرياضة لا تعرف التعصب وتلك المبادرة كان ولابد من اطلاقها بينما تسير اجراءات معاقبة النادي المصري رياضياً طبقاً للوائح الدوري في بلدنا.. وفي الوقت نفسه فإن قضاء مصر العادل الشامخ يسير في اجراءاته لكشف المجرمين الذين ارتكبوا تلك المؤامرة ومن يقف ورائهم والقصاص منهم بتوقيع العقوبات الرادعة والتي من شأنها ان تخفف من أحزاننا وتهدأ معها أرواح الشهداء وتجف دموع أسرهم.. وتضع نهاية لتلك الكارثة ولكل من تسول له نفسه من الآن فصاعد اثارة الشغب والعنف داخل الملاعب الرياضية.. وفي مقدمتها كرة القدم التي استغلها المتآمرون والكارهون لهذا البلد سياسياً لاشاعة الفوضي بها وضرب استقرارها حتي وصلوا بنا للمأساة كارثة استاد بورسعيد والتي تهدف لاثارة الفتنة والوقيعة بين جموع الشعب المصري في محاولة مفضوحة لمشروع تقسيم مصر الي عدة دول وصور لهم خيالهم المريض ان في مقدورهم تحقيق أهدافهم.. لأن مصر الحضارة ستبقي شامخة ومتماسكة وشعبها الواعي العظيم قادر علي تخطي أزمة مباراة الموت بأقل الخسائر بل وبأفضل النتائج التي ستقضي علي البطلجية والمجرمين في مختلف ربوع البلاد وتوحد عشاق الرياضة وجموع الشعب المصري وتعيد السلوك والمظهر الحضاري لملاعبنا.. وأعتقد ان الشرارة يجب ان تبدأ من قيادات الكرة والأندية والاتحاد باطلاق مبادرة المصالحة الكبري.