منذ سنوات ظهرت علي شواطيء استراليا وفي مناطق الاستحمام اسماك القرش الشرسة وهاجمت الذين يسبحون في أماكن قريبة من الشاطيء وغير عميقة واصابت من اصابت من السابحين وتكررت هذه الحوادث لدرجة ان آخر رؤساء الوزارة في استراليا لقي حتفه علي فم وأسنان واحدة من هذه الأسماك المتوحشة ولهذا فقد اهتمت الحكومة الاسترالية بهذه الحوادث وأحاطت سواحلها بحواجز قوية تمنع اختراق هذه الأسماك واقترابها من الشواطيء. تذكرت هذه الوقائع عندما هاجمت سمكة من أسماك القرش سائحتين روسيتين أثناء سباحتهما في مياه البحر القريبة من شاطيء أحد المنتجعات بشرم الشيخ وهربت السمكة ثم عادت في اليوم التالي وهاجمت اثنين آخرين من السياح واصابتهما اصابات بالغة حدثت هذه الأحداث فجأة وبدون أي سوابق لوجود هذه الأسماك في بحر شرم الشيخ. ولأن أسماك القرش لها مناطق معروفة في البحر الأحمر والتي تتميز بعمقها الشديد فلم يكن هناك أي توقع لظهور هذا النوع المتوحش بالذات في هذه المنطقة الأمر الذي يثير علامات استفهام هل حدث تغير في طبيعة هذه الأسماك جعلتها تترك مناطق المياه العميقة وتأتي الي شرم الشيخ؟ أو انه حدث تغير في طبيعة حرارة البحر جعلها تتنقل من مكانها الأصلي الي هذه الأماكن أو ان هناك شيء جذبها الي شرم الشيخ. طبعا هذا الحادث يشكل واقعة فريدة وغريبة ولهذا فإنه يلزم إجراء دراسات واقعية ميدانية حول الأسباب التي جعلت هذا النوع من الأسماك المتوحشة يأتي الي هذه المنطقة التي لا تعرف هذه الأنواع وأن يؤخذ الموضوع مأخذ جد خصوصا وان المتوقع سماع من يقول ان هذه حادثة فردية ولم تحدث من قبل وان هذه السمكة تاهت في البحر حتي وصلت الي هذه المنطقة اقول هذا الكلام حتي لا يتكرر مرة أخري بالإضافة إلي هذه الدراسات لابد من اتخاذ اجراءات واحتياطات جدية كما فعلت استراليا حتي لا تتسلل هذه الأسماك الي مناطق الترفيه والاستحمام. صحيح ان هذا الحادث لن يؤثر في حركة السياحة المتنامية حاليا لكنها بالتأكيد ستتأثر اذا تكرر وقد ارجع أحد الباحثين في تصريح له نشر بجريدة الجمهورية الحادث الي اختلال المنظومة البيئية نتيجة الصيد الجائر في مناطق الغوص مما نتج عنه قلة في الأسماك التي تتغذي عليها أسماك القرش ولهذا تقترب من الشواطيء بحثا عن غذائها فتهاجم السائحين والسابحين ومعني هذا الكلام ان الحادث ممكن أن يتكرر ومعني تكراره بأن ذلك سيصيب السياحة بآثار سلبية. ولهذا فإن الدراسات الجادة يجب أن تتم في أسرع وقت وأن تأخذ نتائجها وتوصياتها سبيلا الي التنفيذ مع ضرورة اتخاذ الاجراءات الوقائية والحقيقة انني شعرت بخوف شديد من تأثر السياحة بعد هذا الحادث لأن السائح سواء كان مصريا أو أجنبيا يذهب الي المناطق الترفيهية للاستمتاع والاسترخاء لا ليصاب في حادث من حوادث الطرق التي اصبحت تشكل كارثة ولنا أن نتخيل وقوع حادثين لحافلتين سياحيتين في اسبوع واحد ونتج عنهما وقوع عدد من السياح ضحايا بين قتلي ومصابين.. أو أن يذهب الي البحر فتخطفه سمكة من أسماك القرش. لقد قامت وزارة السياحة بجهود جبارة لتنمية الحركة السياحية ونجحت هذه الجهود نجاحا فاق المتوقع وحرام أن تضيع هذه الجهود نتيجة اهمال سائق أو هجوم سمكة تائهة.