السفير الذي يعمل لبلده في بلد آخر مهمته الأولي أن يقرب المسافات بين البلدين ويدعم علاقاتهما في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية.. لا أن يعمل ضد هذا البلد ويعمق الفجوة فتزداد العلاقات سوءاً وبالتالي يصبح وجوده غير مرغوب فيه. والسفيرة الأمريكيةبالقاهرة مارجريت سكوبي نحن نعتبرها شخصاً غير مرغوب فيه من قبل أن تتسلم عملها كسفيرة لبلادها في القاهرة.. فقد سبقت وصولها إلي مصر تصريحات عدائية ضد بلدنا وكأنها جاءت لتحكمنا وتتحكم فينا رغم محاولاتها بعد ذلك التخفيف من هذه التصريحات والتراجع عن إبداء المواقف العدائية. سكوبي هذه التي تحاول الاندماج في الشعب المصري فتذهب إلي الموالد. وبعض التجمعات الشعبية لتظهر أنها "بنت بلد" وأنها قريبة من كل الطبقات إنما تفعل ذلك لتغطي مواقفها العدائية لمصر والتي كشفها موقع "ويكيليكس" فيما يتعلق بمحاربة فاروق حسني وزير الثقافة وعدم حصوله علي منصب مدير عام منظمة اليونسكو. لقد كان فاروق حسني الأقرب إلي المنصب في كل مراحل الاقتراع وبفارق كبير بينه وبين أقرب منافسيه. فقد حصل في الجولة الأولي علي 22 صوتاً مقابل 8 أصوات للذي يليه مباشرة وظل متقدماً حتي الجولة الأخيرة حيث تدخلت أمريكا بكل قوتها وضغطت لإسقاطه وإنجاح منافسته البلغارية!! والسؤال هنا: ماذا كان دور مارجريت سكوبي في هذه المؤامرة الدنيئة.. ولصالح من لعبتها؟! قال موقع "ويكيليكس" إن السفيرة أرسلت رسالة إلي وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون قالت فيها: إن أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري يتطلع إلي لقائك وربما يطلب منك أن تقوم الولاياتالمتحدة بدعم ترشيح فاروق حسني وزير الثقافة المصرية لمنصب مدير عام اليونسكو. أو علي الأقل ألا تنشط أمريكا في معارضته. أضافت سكوبي في رسالتها إلي هيلاري: لقد سبق أن أبلغت الولاياتالمتحدة مصر بأنها لن تستطيع تأييد وزير الثقافة. وأن سبب اعتراضها علي ترشيحه أن الوزير أدلي بتصريحات قال فيها إن إسرائيل ليست لديها ثقافة وأنها سرقت ثقافات الآخرين ونسبتها إلي نفسها.. إلي جانب بعض تصريحات أخري للوزير ضد تل أبيب. إذن.. السفيرة الأمريكية لم تأت إلي مصر لتمثل بلادها في القاهرة. وإنما جاءت لتمثل إسرائيل. وكل ما يهمها الدفاع عن إ سرائيل. ولو كان ذلك علي حساب بلدها!! وهذا يفسر لنا سر التصريحات العدائية لسكوبي ضد مصر عندما تم ترشيحها لمنصبها وقبل أن تصل إلي القاهرة. نحن ندرك تماماً أن هناك زواجاً كاثوليكياً بين أمريكا وإسرائيل. وأن الأخيرة توجه سياسة الأولي لمصلحتها.. لكن أن تتعامل سكوبي بكل هذه الفجاجة مع البلد المبعوثة إليه فهذا خارج عن أي حدود للياقة والدبلوماسية. أيتها السفيرة سكوبي: اعتبري نفسك شخصاً غير مرغوب فيه.. فأنت سفيرة لإسرائيل وليس لأمريكا.