تعتبر الدائرة الثانية بمحافظة قنا ومقرها مركز شرطة قفط من أكثر الدوائر صعوبة لأن عنصر المفاجأة هو المتحكم دائما وأبدا في نتائج هذه الدائرة التي تأتي دائماً علي عكس التوقعات. فالدائرة التي تضم ما يقرب من 160 ألف صوت انتخابي داخل خمسة مجالس قروية هي الكلاحين والبراهمة والقلعة واللقيطة والشيخية. تجدها خلال الأربع دورات الماضية تدعم المستقلين للوصول إلي المقعدين. ورغم نجاح الحزب الوطني في جعل الدائرة مفتوحة في انتخابات دورة 2010 إلا أن عنصر المفاجأة أبي إلا أن يظهر ويطيح بنائب الدائرة في الدورة الماضية "محمود الغزالي" من الجولة الأولي لينافس بدلا منه المرشح المستقل "محمد طايع". "المساء" كانت قد أكدت هذا الكلام في عدة تقارير سابقة وأشارت أيضا إلي أن "طايع" هو أقوي المرشحين المستقلين. وهذا ما تحقق فعليا بعد وصوله لجولة الإعادة ليصبح المرشح المستقل الوحيد بدائرة قفط الذي يخوض انتخابات المرحلة الثانية في مواجهة شرسة مع ثلاثة مرشحين للحزب الوطني هم نائب الدائرة المنتهية مدة نيابته أبوالحسن الجزار "عامل" واللواء ابراهيم عبدالمقصود "فئات" والنائب السابق مصطفي النحاس "عمال".يتجلي الصراع داخل الدائرة الثانية "قفط" بين قبيلتي العرب والأشراف. حيث ان التعصب القبلي تجده قد اشتد بصورة كبيرة وكل قبيلة تسعي للتمثيل النيابي خاصة الأشراف التي فقدت كافة مقاعدها تباعا سواء بمجلسي الشعب أو الشوري. مرت الأيام سريعا ولم يبق علي موعد إجراء الاعادة سوي ساعات محدودة. ولعل بدء العد التنازلي جعل المرشحين الأربعة المقرر خوضهم جولة الإعادة يكثفون من تواجدهم داخل القري والنجوع وعقد المؤتمرات الجماهيرية من أجل كسب تأييد الناخبين في القري التي خرج مرشحوها من السباق بعد أن كان من الصعب الوصول اليهم في الأيام الماضية بسبب تأييدهم لمرشح القرية. فمنذ إعلان نتائج الجولة الأولي والجميع "مرشحين وناخبين" في حالة ترقب شديد لحين ظهور نتيجة انتخابات الإعادة التي يتحدد بعدها نائبا الدائرة لمدة خمس سنوات قادمة. ينافس في جولة الإعادة بدائرة قفط النائب أبوالحسن الجزار "فلاح وطني" وهو ابن مدينة قفط التي تضم ما يقرب من 25 ألفاً و245 صوتاً انتخابيا وكان قد حقق الفوز في الدورة الماضية مستقلا. وحصل في الجولة الأولي التي جرت يوم الأحد الماضي علي 6430 صوتا معتمدا علي ما حققه للدائرة من خدمات خلال الخمس سنوات الماضية. وينافس علي مقعد "العمال" النائب السابق مصطفي النحاس مرشح الحزب الوطني الديمقراطي وهو ابن مجلس قروي البراهمة الذي يمتلك كتلة تصويتية تتجاوز ال 27 ألف صوت وذلك بعد حصوله علي 5572 صوتا في الجولة التي جرت يوم الأحد الماضي. ورغم منافسة ثلاثة مرشحين للحزب الوطني داخل دائرة قفط إلا أن المرشح المستقل محمد طايع يمثل مركز قوة لايمكن انكارها علي الإطلاق. فهل ينجح الوطني في اقتناص المقعدين أم سيتقاسم الناخبون الأصوات لصالح أحد مرشحي الوطني والمرشح المستقل.. هذا ما يتأكد خلال ساعات محدودة.. وإن يوم الأحد لناظره قريب.