خيم الهدوء علي منطقة وسط البلد بعد بناء الجدار الخرساني العازل علي رأس الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية بعد الاشتباكات التي شهدتها الأيام الماضية وبعد أن هدأت العاصفة أزاحت الستار عن حجم المأساة التي تعرض لها أصحاب المحلات التجارية من حوادث سطو وسرقات ودمار وتخريب شامل. رصدت عدسات "المساء" في جولة للوقوف علي حجم الخسائر والتقت مع بعض أصحاب المحلات بمنطقة باب اللوق وشارع محمد محمود الذين أكدوا أنهم يريدون عودة الأمن والاستقرار بعد آثار التخريب وحوادث السرقة المستمرة التي تهدد مصدر رزقهم دائما. أكد أصحاب المحلات أن الخسائر بالملايين والتعويضات "ملاليم" قال طلعت راشد صاحب محل لقطع غيار السيارات خسائري تعدت المليون جنيه بسبب الحرائق التي ألمت بمحلي الأحد الماضي حيث كنت أساعد في إخماد حريق نشب في الطابق الذي يعلو "المحل الخاص بي" وبعدها ذهبت إلي منزلي بمنطقة عابدين وبعد مرور نصف ساعة تلقيت اتصالاً من جيراني بنشوب حريق في "منشآتي" هرولت بسرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكني عندما وصلت وجدت النيران التهمت كل البضاعة وهي "قابلة وسريعة للاشتعال" أصبت بصدمة وذهول لم أتحملهما فسقطت علي الأرض "مغشيا" علي وعندما أفقت أسرعت بتحرير محضر بالحادث وانتظر حتي الآن المعاينة. أضاف أن هذا "المحل" هو رأسمالي في الحياة و"قوت أولادي" وما حدث نتيجة الاشتباكات الدامية ليس له فيها "ناقة أو جمل". أما محمود زوام صاحب شركة للمصنوعات الجلدية.. قال: بعد أن تعرضت منشآتي لحريق بسبب الاشتباكات الأخيرة.. فوجئت بنشوب النيران في منشآتي وقمت بمساعدة الأهالي بإخمادها ومع ذلك تسلل بعض البلطجية وقاموا بسرقة ما لم تمتد إليه النيران. أضاف: الوقت الراهن يحتاج إلي العمل والدفع بعجلة الإنتاج والنظر إلي مصلحة البلد.. مشيراً إلي أن الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية أصبحت مرتعاً للبلطجية الذين ينشطون وسط الزحام ويقومون بالتخريب والسرقات.. لافتاً إلي أن مصر الآن تنزف ولا نسعي للتعويض في مثل هذا الوقت ونريد فقط الاستقرار وعودة الأمن حتي نستطيع العودة للعمل حتي يجد العمال "قوت يومهم". وأشار جمال محمد صاحب شركة إلي ان "مول بباب اللوق" تعرض بأكمله للسرقة والنهب والتخريب من قبل بلطجية.. وإن ما شاهدناه في تلك الآونة لم يكن عملاً ثورياً.. الليلة الأولي للحدث عندما تحدثنا مع الثوار بضرورة العودة إلي الميدان استجابوا علي الفور ولكن حل محلهم الآن بلطجية استغلوا الأحداث وقاموا بعمليات تخريب بالمنطقة كلها. قال محمد سيد عبدالفتاح صاحب محل إنترنت كافيه: تعرضت منشآتي لأعمال سلب ونهب حيث قام البلطجية بسرقة 10 أجهزة كمبيوتر وتدمير أجهزة التكييف الخاصة بالمحل ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتحطيم واجهة المحل بالكامل. أما أحمد الدمياطي صاحب محل ألبان فقال: حضرت لحماية منشآتي بنفسي والتصدي لهؤلاء البلطجية الذين يرتعون بالشارع ويقومون بالسرقة والتخريب. أكد أعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية أنه سوف يتم عقد اجتماع عاجل بمجرد استقرار الأوضاع الأمنية بالبلاد لمناقشة كيفية حصر جميع المحلات التجارية التي تعرضت للحرائق بسبب الأحداث الأخيرة وضمها إلي المجموعة السابقة علي أن يتم تعويضهم من صندوق الكوارث بالغرفة التجارية. أشار أعضاء مجلس إدارة الغرفة.. إلي أن هذه التعويضات رمزية بالنسبة لحجم الخسائر التي تكبدها أصحاب المحلات. أكد إبراهيم العربي رئيس غرفة تجارة القاهرة أن الغرفة سوف تبحث الشكاوي المقامة من التجار علي أن يتم صرف التعويضات للمتضررين من الأحداث ما بين 3 إلي 5 آلاف جنيه حسب تقدير اللجنة.