رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب الأحداث التي وقعت بعد ثورة 25 يناير وتعطيل عجلة الإنتاج بأيادي بعض المصريين الذين استغلوا المحنة وبدأوا مسلسل المطالب التي لا تنتهي وهي مطالب فئوية يراد منها مكاسب مالية دون النظر إلي مصلحة الوطن التي يتطلب العودة بأقصي سرعة إلي العمل لتعويض الخسائر التي لحقت بكافة مواقع الإنتاج وأصبحنا نمد أيدينا إلي الخارج لعلاج اقتصادنا الوطني. الطيران المدني المصري عاني من سنوات عجاف قبل 2002 وكان قاب قوسين أو أدني من الانهيار لكن سرعان ما تنفس الصعداء واستعاد الريادة مرة أخري ونال شهادات عالمية في مختلف الأنشطة.. وبعد ثورة 25 يناير وحالة الفوضي التي سيطرت علي الشارع المصري من تظاهرات واعتصامات ووقفات احتجاجية انعكس كل ذلك علي أداء الأنشطة الاقتصادية ومنها بطبيعة الحال الطيران المدني الذي تأثر بالأحداث التي وقعت واسفرت عن خسائر تزيد علي المليار جنيه بسبب ضعف التشغيل. صناعة النقل الجوي تواجه العديد من التحديات من بينها ارتفاع أسعار الوقود وتتأثر بالحروب والأحداث العالمية ولا نغفل حوادث الإرهاب والتي تفرض علي شركات الطيران توفير الأمن والأمان والسلامة الجوية وهو ما يمثل عبئا علي ميزانيات شركات الطيران إضافة إلي الكوارث الطبيعية والبيئية كل هذا يجعل شركات الطيران تبذل أقصي جهد من أجل التواجد في سوق النقل الجوي. بعض الشركات قررت الانسحاب من سوق النقل الجوي بعد أن تزايدت خسائرها ومن بينها شركات عالمية وقد بلغ إجمالي الشركات التي قررت الانسحاب 96 شركة طيران من بينها الخطوط اليابانية وبعض شركات الطيران في أمريكا وإيطاليا والسويد وكان آخرها شركة "سبان آير" الاسبانية التي أوقفت جميع رحلاتها ابتداء من 27 يناير الماضي لعدم تمكن الشركة من توفير النفقات المطلوبة للتشغيل في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القارة الأوروبية واضطرت الشركة إلي وقف رحلاتها الجوية انطلاقا من مسئوليتها تجاه سلامة رحلاتها وجميع عملائها. من هنا يجب أن نحيي المسئولين بالطيران المدني المصري وعلي رأسهم المهندس حسين مسعود وزير الطيران المدني الذي يبذل أقصي جهد من أجل الحفاظ علي مكانة الطيران المدني عالميا رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والتي يأوقعت خسائر مالية فادحة. مصر للطيران الشركة الوطنية مازالت تعمل ومتواجدة بقوة في سباق النقل الجوي بين شركات طيران عالمية لكن لابد أن نجد تماسكا وإصرارا من جميع العاملين علي ضرورة بقاء الشركة الوطنية وهذا لم يتحقق إلا بنبذ الخلافات وترسيخ مبدأ الحوار البناء من أجل المصلحة العامة خاصة وأننا قد أيقنا أن الخلافات وأساليب لي الذراع تؤدي إلي تصاعد الأزمة بين العاملين والإدارة وتخلق توترا لدي الجميع في الأداء وشروخا يصعب تضميدها. علي العموم مضي عام علي الثورة وبدأنا العام الثاني وعلينا أن نعوض خسائرنا ونستعيد الأرباح مرة أخري.. وهذا لا يأتي إلا من خلال التماسك ووحدة الصفوف والإصرار علي التواجد في السوق بقوة.