شهدت ميادين الإسكندرية احتفالات مختلفة بعيد ثورة يناير الأول الاحتفالات تباينت ما بين عسكرية وعائلية وشبابية واختلفت معها ايضا الشعارات المطروحة إلا أن الجانب الأهم هو سلمية المظاهرات التي احتشد فيها الآلاف. الاحتفالات العسكرية بدأت منذ العاشرة صباحاً شاركت فيها 28 وحدة بحرية باستعراضات مائية جذبت الأسر المصرية علي الكورنيش الذين رفعوا الأعلام المصرية وقامت القوات البحرثة بتوزيع الأعلام والتي شيرتات والأكواب الزجاجية وعليها كلمة "بحبك يامصر" كما تم تنظيم رحلات مجانية من نادي الكشافة البحرية كل نصف ساعة للأسر داخل احدي القطع البحرية وقامت القوات البحرية بإطلاق الصواريخ الضوئية للاحتفال ليلا مما جذب الاسر لمتابعتها علي الكورنيش مع عزف مستمر للموسيقي العسكرية بميادين المنتزه والجندي المجهول ومحطة مصر. وقامت مديرية الأمن خلال ضابطات الشرطة بتوزيع الأعلام المصرية علي السيارات علي الكورنيش وبمنطقة رشدي وسموحة. أما المظاهرات الأخري فكانت بمثابة وجه آخر للاحتفال حيث اقامت القوة الليبرالية بمسيرة من محكمة الحقانية بالمنشية وأخري من أمام الجامعة وهي مسيرة طلابية وثالثة من أمام كنيسة القدسين وقامت حركة كاذبون ولازم و6 أبريل وكفاية والاشتراكيون الشيوعيون والحزب العربي الديمقراطي الناصري والمصريين الاحرار وكلنا بالتوجه إلي المنطقة الشمالية حيث احتشد مئات الآلاف وهم يرددون "ثورة ثورة حتي النصر" "عهد منا يا شهيد بكره حيطلع فجر جديد" و"ثورتنا ثورة شعبية" وغيرها من الشعارات. ومع طول فترة الوقوف أما المنطقة الشمالية للتنديد بحكم المجلس العسكري والمطالبة بتسليم السلطة لمجلس الشعب وكل اللافتات المعادية للمجلس العسكري لجأ البعض للجلوس علي الارصفة المواجهة للمنطقة الشمالية حيث تم إغلاق احد الشوارع الرئيسية المواجهة إلي المنطقة الشمالية بالمتظاهرين وهو ما أدي إلي ارتباك مروري كبير بالإسكندرية ومنع المتظاهرون أي مظاهر احتفالية في هذا المكان مؤكدين علي أن الاحتفال للراغب في ذلك يكون أمام مسجد القائد إبراهيم. كما حرصت القوي الليبرالية المتظاهرة عن التوجه إلي منزل خالد سعيد ايقونة الثورة وتجمعوا بمنطقة سكنه بكليوباترا وهي قريبة من المنطقة الشمالية العسكرية. التظاهر أمام مسجد القائد إبراهيم كان مختلفا بكافة المقاييس سواء بالاعداد الأكبر أو الجو الاحتفالي حيث انتشر باعة الأعلام المصرية بأسعار تتراوح ما بين عشرة إ لي خمسة عشر جنيها وايشاربات بعلم مصر وغطاء للرأس بعلم مصر وانتشر الرسامون برسم علم مصر بالريشة مجانا علي وجوه الاطفال.. واقامت اللجنة التنسيقية للاحتفال بالثورة منصة كبيرة حيث شارك في الاحتفالية كل من نقابتي المعلمين والمهندسين والتمريض والعلميين ونادي اعضاء هيئة التدريس وائتلاف شباب بيحب مصر وشباب ومحامي الحرية وحركة من أجل مصر والإصلاح والنهضة والتحالف الديمقراطي وغيرهم. قام الشيخ أحمد المحلاوي بإلقاء خطبة بين الآلاف من المتظاهرين الذين حضر الكثير منهم مع افراد اسرته ومكثوا في حديقة الخالدين حيث اكد علي أن أرواح الشهداء تنعم في سلام بما حققته من انجاز ثوري بتضحياتهم من أجل شعب مصر بأكمله.. وأكد للمتظاهرين علي أنه إذا لم نأت المحاكمات بما تريدون بالقصاص العادل فإن النواب سوف يقتصون بالحق الذي ضيعه غيره.. وقال لسنا في عجلة من أمرنا بل نحن لا نريد محاكم هزلية.. وأكد المحلاوي ان المتظاهرين لهم الحرية في الذهاب للتحرير والهتافات كما يشاءون ولكنهم لم يكونوا يستطيعون ذلك قبل 25 يناير فمن يدعي أن الثورة لم تقدم شيئا فهو جاحد بفضل الله ونعمته وأننا أصبحنا الآن طمعانين وغير صابرين. طالب المحلاوي المتظاهرين بالأ يسمحوا لأحد بتخريب المؤسسات بمصر وأكد علي مطالب الثوار المشروعة وأنه يأمل في أن يحقق المجلس العسكري ما وعد به بتسليم السلطة بعد انتخابات الرئاسة ودستور متفق عليه وحذر اعضاء مجلس الشعب من ان تفتنهم المقاعد التي يجلسوا عليها وان يحققوا آمال الشعب فيهم. بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم وأغنية بلادي ثم قراءة الفاتحة علي روح الشهداء وجلست أسر الشهداء في الصفوف الأولي حاملين صور ابنائهم الشهداء كما أقيم معرض لذكريات الثورة منذ بداياتها حتي التنحي ونزول القوات المسلحة بحديقة ابن خلدون المجاورة للمسجد. قام بعض نواب مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة منهم مصطفي محمد وصبحي صالح ومحمود عطية بأداء القسم ليمين مجلس الشعب وسط المتظاهرين. شهدت احتفالية مسجد القائد إبراهيم بعض المناوشات والاختلافات كانت احداها عندما طالب أحد مصابي الثورة بألا يقوموا بتشغيل الاغاني احتفالا بالثورة لأن هناك أرواحاً زهقت وآخرين لم يتم علاجهم وثار عدد من شباب الثورة عندما تحدث شاب علي المنصة مؤكدا أنه منسق عام ائتلاف الثورة وهو ما رفضه مجموعات من الشباب مؤكدين أنه لا يمثلهم. قام المتظاهرون بوضع قفص رمزي ووضعت داخله عرائس عليها صور حبيب العادلي ومبارك وجمال مبارك وهم منفذ ضدهم حكم الاعدام. طالب مدحت الحداد رئيس المكتب الإداري للإخوان المسلمين في كلمته المجلس العسكري بالعودة لثكناته للتفرغ للإسرائيليين الذين يتأهبون لنا وضرورة تطهير مؤسسات مصر من الفاسدين. شهد احتفال مسجد القائد إبراهيم توزيع لمنشور "دعوة اهل السنة والجماعة علي طريق احياء الأمة" وتم من خلاله العودة بالمطالبة بكل مطالب الثورة المعروضة كما تم توزيع بيان للحزب العربي الديمقراطي الناصري يطالب فيه المجلس العسكري بتسليم السلطة لمجلس الشعب ومحاكمة رموز النظام السابق وقامت ائتلافات الثورة بتوزيع بيان بعنوان "احنا الشعب خط أحمر" يروي تفاصيل ما تعرض له الثوار منذ بداية الثورة.. وتم توزيع بيان عن "ميثاق الميدان" يطالب فيه المتظاهرون والمعتصمون بالسلمية وعدم التخوين وعدم جمع التبرعات المالية والنظافة للخيام وعدم دخول الباعة الجائلين والتنسيق بين المعتصمين في بناء الخيم وحرص المتظاهرون علي ترديد شعارات "عيش حرية وكرامة إنسانية" وتم عرض نماذج تمثيلية لانتخابات مجلس الشعب وللاحداث التي شهدتها الثورة وقام الفنانان "حامد موسي" و"مصطفي محمود" بترديد أغان وطنية مع حمل صور خالد سعيد وسيد بلال شهيدي الثورة. مسجد القائد إبراهيم شهد انضمام موكب المؤسسات المنتخبة وموكب للمطالب وموكب النقابات وموكب آخر طالب بإعدام مبارك ونظامه. ومع إقامة صلاة العشاء سارت مسيرة من مسجد القائد إبراهيم خلفها سيارة تذيع أغاني وطنية وسارت باتجاه شارع أبو قير حيث وضعت أمام قسم باب شرقي وردد المشاركون الشرطة والشعب إيد واحدة لعدم انضمام المغرضين وقام مأمور قسم باب شرقي بتوزيع أعلام مصر علي المتظاهرين. قامت مجموعة من شباب الثورة بتوزيع بيانات تطالب بمقاطعة "المحمول" يوم 28 يناير ردا علي مشاركة شركات المحمول في قتل الأبرياء كما يقولون وأعلن مجموعة من شباب الثورة عن الاعتصام بميدان فيكتور عمانويل حتي يوم 28 يناير لحين استجابة المجلس العسكري لمطالبهم ومالعودة إلي ثكناتهم. من ناحية أخري شهدت العديد من المناطق الشعبية حالة من الهدوء التام واغلق عدد كبير من المحال التجارية أبوابها في وقت المظاهرات. رفع العمال المشاركون في عدد من المطالب العمالية والتي اعتبروها جزءا من مطالب الثورة جاءت في مقدمتها المطالبة باستكمال مطالب الثورة والتأكيد علي تحقيق الاهداف التي قامت من أجلها ورفض الاحتفالات الرسمية التي تنظم احتفالا بذكري الثورة التي لم تكتمل بعد. طالب العمال بإعادة النظر في قانون العمل الموحد خاصة المادة 22 التي تعطي صاحب العمل الحق في فصل العاملين في أي وقت وكذلك إلغاء برنامج الخصخصة وتسوية الشركات والتأكيد علي حق العامل في التظاهر وإلغاء قانون تجريم التظاهرات العمالية. كما دعوا إلي إطلاق الحريات النقابية ووضع الحد الأدني للأجور بما يحفظ كرامة العامل فضلا عن هيكلة وتطوير المصانع لتعود إلي العمل بطاقتها مع تثبيت العمالة الموسمية وتحقيق التأمين الصحي المحترم للعاملين. كما شارك اعضاء اتحاد شباب ماسبيرو - مكتبة الإسكندرية - وأكد جوزيف محفوظ أحد منسقي الاتحاد علي تجديد عهدهم كخدام للوطن ومواطنيه أيا كانت ديانتهم وعقيدتهم وفكرهم وميولهم وايدلوجيتهم السياسية وأن الاتحاد قد اتخذ من قضايا الوطن وقضايا الاقليات هدفا لن يحيد عنه وخرج بالقضية القبطية للنور من كونها قضية كان النظام السابق يحولها لقضية أمنية وطائفية إلي قضية وطنية تهم كل مصري محب لوطنه وشريف.