لم يمنع برد الشتاء متظاهري الإسكندرية من التوافد علي ساحة مسجد القائد إبراهيم للمطالبة بتسليم إدارة البلاد إلي سلطة مدنية ، و شهدت المظاهرات تواجد قوي للقوي الإسلامية و ذلك في ظل مشاركة جماعة الإخوان المسلمون و حزب "الحرية و العدالة" الذراع السياسي لها ، و الجماعة السلفية و حزب "النور" الذراع السياسي لها ، و شهدت المظاهرات مشاركة عدد من الأحزاب و القوي السياسية منها 'حزب الكرامة ، و حركة كفاية ، و حزب الغد الجديد ، و حزب الخضر ، و حركة دعم البرادعي ، و حزب الوسط ، و حركة 6 إبريل ' و ردد المتظاهرون بعض الهتافات المناهضة للمجلس العسكري و المطالبة بتسليم إدارة البلاد لسلطة مدنية مثل "مصر حتفضل مدنية" و "إلي ثار ممتش .. العسكر ميحكمش" ، و "يا طنطاوي قول لعنان .. الثورة لسة في الميدان" ، و "كل الشعب قلها صريحة .. إلي بيحصل عار و فضيحة" ، و "أيوه بنهتف ضد العسكر .. إحنا الشعب الخط الأحمر" ، كما رفعوا عدد من اللافتات المعبرة عن مطالبهم منها "لا للدولة العسكرية" ، و "يوم الحرية" ، و "لا لعودة أمن الدولة" و إتهم المشاركون في التظاهرات التي إنطلقت من أمام مسجد القائد إبراهيم في إتجاه المنطقة الشمالية العسكرية بمنطقة سيدي جابر المجلس العسكري بسرقة الثورة و محاولة خداع الشعب من أجل البقاء و الإستمرار في إدارة أمور البلاد ، و طالبوا بضرورة أن يتم تسليم السلطة في أقرب وقت ممكن إلي قوي مدنية لأن الثورة قامت من أجل أن تكون مصر دولة مدنية ديمقراطية بعيدا عن حكم العسكريين الذي أستمر طوال العقود الماضية و وجه المتظاهرين رسالة إلي المجلس العسكري و "المشير" طالبوهم من خلالها بأن يعلموا أن الثورة ماذالت في الميدان ، و أن صبر الثوار لم ينفذ بعد و سوف يستمرون في المطالبه بحقوقهم و المطالب التي قامت من أجلها الثورة حتي تتحقق كافة هذه المطالب ، مشيرين إلي أن إنتخابات مجلس الشعب و تنافس القوي السياسية علي مقاعد البرلمان لم و لن تشغل بال الثوار و تلهيهم عن مطالبهم الأساسية التي راح ضحيتها مئات الشهداء و من جانبه وجه الشيخ أحمد المحلاوي 'إمام و خطيب مسجد القائد إبراهيم' رسالة شديدة اللهجة إلي المجلس العسكري خلال خطبة الجمعة بمسجد القائد إبراهيم ، مشيرا إلي أن المجلس العسكري ليس أمامه سوي خياران إما تحقيق مطالب الثورة و الثوار ، و إما أن تستمر الثورة و لن تتوقف عند حد المظاهرات فقط بل سوف تتحول إلي إعتصامات ، مؤكدا في الوقت ذاتة علي أن الشعب يفرق تماما بين الجيش كضباط لا تهتز ثقته بهم ، و بين المجلس العسكري الذي لابد أن يراجع نفسه و قراراته التي معظمها ليست في صالح الثورة ولا إستقرار البلاد و طالب "المحلاوي" الثوار و المتظاهرين بألا تفطر عزيمتهم و أن يستمروا في المطالبه بحقوقهم ، لانهم جربوا حينما صمتوا ماذا فعل بهم الحكام ، لدرجه أن البعض كان يتعجب من إستسلام الشعب لأشخاص يستحي التاريخ أن يضعهم في "مزبلته" ، و إنتقد الأحزاب التي تخلت عن المشاركة في المظاهرات واصفا قرارهم بعد المشاركة بأنه "سقطة" سوف تحسب عليهم لأن الداعين لهذه المظاهرات لا يرفعون أي مطالب فئوية ، و لكنهم يرفعون مطالب مشروعة بعد أن سرقت الدولة ، و وجه كلامه إلي المتظاهرين قائلا "لقد عادوا مرة أخري لا يحسبون لكم حساب ، و لكنهم لا بد أن يعلموا أن الشعب الذي قام لن ينام مرة أخري ، و من ذاق طعم الحرية لن يعود للقهر"