يخطيء من يظن أن 25 يناير هو العيد الأول لثورة الشباب وحدهم نعم هم الذين فكروا.. ونعم هم الذين خططوا.. ونعم هم الذين نفذوا.. وتمسكوا بهدف رحيل نظام ظل جاثما علي صدور المصريين طوال ثلاثين عاما أفسدوا في البلاد.. وافقروا شعب مصر بكل ملايينه إلي بضع مئات نهبوا كل الثروات.. ورموا للشعب الفتات.. أحمد الله أن أمد في عمري لأعيش الثورة الثانية والحكم الثالث في ظل الجمهورية بعد أن عشت بضع سنوات في ظل الملكية.. إذا كان الشباب هم الذين قاموا بثورة 25 يناير وخططوا ونفذوا كما قلت.. ولكن يصبح من العيب.. والعيب الكبير والظلم أن نغفل دور من حافظ علي هذه الثورة.. وعلي من حمي هؤلاء الشباب.. وفرضوا الأمان لها حتي أعلنت وأصبحت حقيقة بطرد عناصر الفساد والطغاة. لا يمكن ونحن نحتفل بذكري عزيزة علينا.. ذكري الثورة بعد عامها الأول.. لا يمكن أن نغفل دور القوات المسلحة والمجلس العسكري الذي حمي هذه الثورة ورعاها رغم أنه كان في امكانه أن ينحاز لقادته في المؤسسة الرئاسية ويحدث كما حدث في ليبيا وكما حدث في اليمن وكما هو حادث الآن في سوريا كان يمكن أن يحدث كل ذلك لتتحول مصر إلي بؤرة العراك وبؤر من المظاهرات والدمار الشامل تنتهي بهزيمة الشباب وعودة أو استمرار حالة الفساد ويصبح الثوار هم المتآمرون وتعلق المشانق ويزيد الضحايا إلي الآلاف من الشباب الذي نفخر به الآن.. ونفخر بنجاحه. كل ذلك كان يمكن أن يحدث ولا يجب ان ننساه ونعقله لولا الجيش.. ولولا العسكر الذين يتشدقون عليهم الآن ولولا حكمة رجاله في المجلس العسكري.. الذين انحازوا لثورة الشباب وهم الذين أجبروا رأس الفساد بكل رجاله علي الرحيل رغم انه كان يمكن ألا يفعل ويتمسك بقيادته السابقة كما أزال.. أؤكد. لكن ولأنهم مصريون حقيقيون عاشوا نفس الظلام الذي عاشه الشعب فقد انحازت القوات المسلحة إلي الشعب وإلي الشباب وثورته وحماها حتي نجحت وسيظل هو حامي الشعب المصري. من هنا ونحن نحتفل بذكري الثورة وعيدها الأول لأبد أن نحتفل أيضا بالقوات المسلحة وقادتها ومجلسها العسكري ونترك الأمور تسير في ظل ديمقراطية جديدة تطبق في مصر عمادها الحرية.. والصراحة.. والاختيار الصحيح لكل قواعدها من برلمان ومجلس شوري ودستور ورئيس جديد دون تدخل فوقي .. أو فرض وضع يرفضه الشعب أو يحدث دون ارادته. تأكدوا يا شباب مصر أنكم أصحاب الثورة وأن قواتكم المسلحة هي درعكم التي لن تتخلي عنكم وأن المجلس العسكري هو المفكر والحافظ لكم.. وتأكدوا كذلك أن وجودهم في المرحلة الحالية هام.. وهام جداً إلي أن يتم تنظيم الصفوف وتعود كل أجنحة البلد إلي وضعها الطبيعي في ظل ديمقراطية وعدالة ويعود حكم الشعب بالشعب.. وقتها سوف يعود الجيش إلي ثكناته ويتفرغ لمهامه الرئيسية في الدفاع عن الوطن.. ويظل شعارنا الذي اطلقناه منذ 25 يناير 2011 "الجيش والشعب إيد واحدة" هو دستورنا إلي الأبد.