اكتب حكايتي بكل صراحة وأنا اعلن انني اخطأت كثيرا لكني اتمني أن اجد لديك الكلمات التي تدفعني لابدأ حياتي من جديد مستعيدة ثقتي بنفسي وبكل من حولي. عمري 20 سنة.. طالبة بالفرقة الثالثة باحدي الكليات من أسرة متوسطة المستوي والداي موظفان يعملان بكل طاقتهما ليوفرا لي ولاخوتي حياة كريمة.. تعرفت منذ عامين تقريبا علي زميل لي بالجامعة وكان وقتها يدرس بالسنة النهائية. اقترب مني وأكد لي حبه وعشقه ولا أدري لماذا صدقته رغم أنني رفضت محاولات شباب كثيرين من قبله.. لكنني هذه المرة لم اقاوم.. عشت معه قصة رومانسية تستحق أن تتحول الي فيلم سينمائي. باختصار اصبح هو كل حياتي.. وكان يتكلم معي عن مستقبلنا وكيف اننا سنتزوج ونكون أسرتنا الصغيرة وكنت واثقة من كل كلمة ينطق بها.. كانت علاقتنا في البداية داخل أسوار الجامعة أما بعد تخرجه.. اضطررت للخروج معه وأنا واثقة انني لا أفعل خطأ.. هو سيكون زوجي بعد شهور قليلة ونتوج حبنا الكبير بنهاية سعيدة ودائما يتكلم معي أنه سيتقدم لي رسمياً بعد التخرج.. وبعد تخرجه كان الكلام أنه سيفعل بعد عثوره علي عمل مناسب.. لم أشك لحظة في كلامه فكيف افعل ذلك ونحن نبدأ يومنا معا وننهيه ايضا! ثم جاءتني الصدمة التي مازلت اتجرع مرارتها حتي الآن.. ففي أحد الأيام فوجئت بحبيب القلب يحمل لي خبر الفراق بحجة أنه لايريد أن يظلمني معه وان مشواره مازال طويلاً في تكوين نفسه والاستعداد للزواج. لم اصدق ما سمعته منه منذ شهر تقريبا ويتردد صدي كلامه بداخلي بشكل يومي ورغم أنه اغلق هاتفه وهجر الايميل الخاص به لكنني طاردته بقوة في الأيام الأولي لصدمتي لكنه كما يقولون "فص ملح وداب" وكأنه لم يكن موجوداً في حياتي من قبل.. لا اصدق هذه النهاية واشعر أنني أعيش داخل كابوس لن ينتهي أبداً.. فكيف اعبر هذه الأزمة وهل يمكنني التحكم في قلبي ليدير كفته ناحية أخري في لمح البصر.. لقد أصبحت أكره كل شيء خاصة الجامعة التي احتوتنا معاً من قبل وأشعر أن الجميع يتكلم في قصتي ويخرج لي لسانه تشفياً.. فهل أجد لديك كلمات تساعدني في محنتي؟ الإسكندرية ....M-I نعم أخطات ما في ذلك من شك لكن دائما هناك شيء ايجابي في الموضوع فاعترافك بالخطأ وتحملك مسئوليتك عن هذه الأزمة هما في رأيي بداية الخروج من هذا النفق المظلم الذي تعيشين بداخله. لقد تلاعب بك هذا الشاب بشكل مباشر وتسلي معك وبك فترة غير قصيرة.. وأكيد أنه كانت هناك شواهد تؤكد هذا التلاعب ولكنك تعاميت عنها جميعا واتبعت مبدأ الثقة العمياء وأهم بنوده "لا أري.. لا أسمع.. لا اتكلم" انها استسلام للحبيب فقط مع اعطاء العقل اجازة مفتوحة. أما هذا "الشاب الناصح بسلامته" فينسي أنه سيكون له بعد زواجه بنات ويمكن أن يكون له شقيقة أو اكثر وأنه كما تدين تدان وأن الله عز وجل حرم علي نفسه الظلم ولن يرضاه ابداً وهو سبحانه المنتقم الذي يمهل ولا يهمل. لقد أن الآوان لنسيان هذه القصة بجميع سلبياتها لكن اياك وان تنسي دروسها وعبرها لتكون لك دستورك الخاص مع نفسك ومع ابنائك في المستقبل بإذن الله.. وتأكدي انك الان في تحد خاص مع نفسك وليس امامك سوي الانتصار في معركتك. استعيدي عقلك واجعليه طرفاً اساسيا في تصرفاتك فالقلب وحده لايستطيع اتخاذ القرارات.. عليك استعادة حبك للحياة فإن انسانا خذلك فتأكدي أن هناك الكثيرين يحبونك بصدق ويهتمون بأمرك.. استعيدي حياتك لتكوني بحق ثمرة كفاح والديك اللذين وهباك مع اشقائك كل حياتهما وأنا كلي ثقة بانك ستتجاوزين هذه الأزمة وستكونين اكثر قوة من ذي قبل. استعيني بالله ولاتعجزي ابدا فقط ضعي نفسك علي بداية الطريق الصحيح وتأكدي أن الله عز وجل لن يخذلك أبداً.. وسيتغير طعم المرار الذي تتذوقينه الي حلاوة الانتصار عندما تستعيدين ثقتك بنفسك وتواصلين مشوارك بكل همة وكفاح ودائماً وابداً التوفيق من الله عز وجل مع تمنياتي لك بالهداية والاستقرار والله معك.