مشكلتي انتهت، لكن آثارها مازالت قائمة، تسبب لي متاعب وتطرح أمامي تساؤلات حائرة، فأنا فتاة أتممت عامي العشرين منذ أيام، كنت مخطوبة الي شاب بطريقة تقليدية، تلك التي يسمونها »زواج الصالونات«. كان يحبني - أو هكذا تظاهر - في البداية، وكان يعمل كل شئ من أجل راحتي، وكنت أنا كل حياتيه ،ورغم أنني لم أكن أعرفه من قبل فإن حبه لي جعلني أحبه، بل وأتمسك به حبيباً وخطيباً وزوجاً. وفي وسط أحلامي الوردية اصطدمت بكابوس، كانت بوادره أن معاملته لي تغيرت، وبدأ يكذب علي لأسباب لا أعلمها، ثم استمر في مسلسل عصيانه وكان يتهرب مني كلما حاولت أنا الاقتراب منه، هكذا دون مقدمات، مماوضعني في حيرة شديدة، فما الذي حدث خلال تلك الفترة؟ لماذا يعاملني بهذا الجفاء بعد الحب والاحتواء؟ بدأ يفتعل معي المشكلات من لا شئ، وبدا أنه يريد إنهاء الامر برمته ويتخلص من خطبتي بأي شكل، وبالفعل كلف والدته بالقيام بالمهمة، فما كان منها إلا ان دخلت معه طرفاً في لعبته الدنيئة، ووضعت حواجز بيني وبينه، ثم بيني وبينها، حتي وجدتها تصارحني بأن كل شئ قسمة ونصيب، وبأنني لا أناسب ابنها. بعد فترة وجيزة لا تزيد علي شهرين، عرفت ان خطيبي السابق سيتزوج، ما المشكلة في ذلك؟ لا مشكلة فهي حياته وهو حر بها، وقد قطع معي بالفعل كل الصلات، لكن المشكلة هي أنني تأكدت من أن تلك الفتاة التي سيتزوجها كانت مخطوبة له إبان فترة خطبتي! نعم، خطب فتاة وأنا خطيبته، ما أثار اشمئزازي منه ومن عدم احترامه لوجودي في حياته، وبعد ان تعافيت من الأزمة النفسية التي حلت بي بعد ان انفصلنا عاد الجرح يؤلمني من جديد، بل وأكثر مما كان. والآن - سيدتي - بعد ان انتهت مشكلتي الشخصية معه لتبرز أزمة جديدة في الأفق، لي سؤالان لك، أولا: ماذا أفعل لكي أستعيد توازني كإنسانة مقبلة علي مرحلة مهمة من حياتها؟ وثانياً: ماذا تقولين لأمثال هذا الشاب من الذين يتلاعبون ببنات الناس ولا يولون مشاعرهم أي اهتمام؟ الجريحة »ع« الكاتبة: أقدر تماماً ما تمرين به من متاعب نفسية فأصعب شئ أن يصدم الانسان في شخص كان قريباً منه ويعتقد انه جزء من حياته ومن أحلامه للمستقبل. خطيبك السابق بكل أسف كان إنساناً بلا ضمير لم يقدر مشاعرك ولم يراع الله في تصرفاته معك فقد تظاهر بالحب والوله في البداية وعندما تمسكت بحبه وبنيت قصوراً في الخيال لأحلامك معه فاجأك بالتهرب منك ثم بإعلان إنهاء الخطبة علي لسان أمه وبتفويض منه! أما الأسوأ فيما فعله فهو النصب والإحتلال الأخلاقي الذي مارسه معك فكيف يكذب ويخادع ويجعلك خطيبة هامشية بينما هناك خطيبة أخري في حياته لا تعلمين عنها شيئاً وهي التي أكمل معها المشوار بينما تخلي عنك - فجأة - وكأنك خطيبة إحتياطي أو »استبن« سيارة يصنعها في الباب الخلفي ليستعملها عندما يفسد الاطار الأصلي! إنها أزمة أخلاق، وتربية، وضمير. وهذا الانسان لن يري خيراً في حياته لأنه لم يتعامل بإنسانية وضمير معك، ولن يكون كذلك مع أي إنسان آخر، فهي طبيعة لا تتغير. لكنك يا صديقتي الان مطالبة بأن تستعيدي نفسك وتستجمعي قوتك، وتبدأي من جديد أقوي وأكثر ثقة في نفسك فأنت لم تخطئ ولم تتعاملي مع الدنيا بوجهين ولا يجب ان تصبح أخطاء الآخرين سبباً في إضعافنا أو النيل منا. أنت مطالبة بأن تفلسفي ما حدث وأن تنظري اليه باعتباره إنسانا فاسدا أخلاقياً لا يستحق منك الحزن عليه أو الأسي من أجل فقدانه علي العكس من ذلك المفروض ان تفرحي لأن الله كشفه لك وأمامك في وقت مبكر حتي لا تضيعي عمرك مع إنسان مخادع وقد تكون الصدمة الان محتملة حيث أنكما لازلتما علي البر بلا بيت أو أولاد.احمدي ربنا أنه أنقذك من هذا الوغد وابدأي حياتك من جديد بأمل وثقة.