خرجت آخر مجموعة من الجنود الأمريكيين من العراق ملتحفة بظلام الليل وفي سرية تامة متجهة إلي الحدود الكويتية لتعلن انسحاب الجيش الأمريكي من العراق بعد ثماني سنوات من الاحتلال. عدد افراد المجموعة 500 جندي وقد حرصوا علي كتمان خبر سفرهم ورحيلهم من العراق عن زملائهم الجنود العراقيين الذين كانوا يعملون معهم. أين هذا الظلام وتلك السرية مما حدث قبل الفجر ويوم 20 مارس 2003 عندما هاجمت الطائرات الأمريكيةجنوب بغداد بدعوي ان الرئيس العراقي صدام حسين يملك اسلحة الدمار الشامل واسفر احتلال العراق عن عدم وجود هذه الأسلحة وان صدام لا يمتلكها وبذلك كان احتلال العراق بغير مبرر علي الاطلاق. وحتي الآن فإن كلا من أمريكا وبريطانيا يجدان انه لم يكن هناك داع لاحتلال العراق وان الديمقراطية لم تتحقق في بغداد وان الاحتلال لم يسفر إلا عن تقسيم العراق بين الشيعة والسنة ومازالت العراق منقسم رغم وجود القوات الأمريكية في العراق ثماني سنوات كاملة. ولم يستطع الرئيس الأمريكي وهو يتحدث بمناسبة انسحاب قواته من العراق انه يزعم انه حقق انتصارا فيه. وقد استغرقت رحلة آخر مجموعة من القوات الأمريكية من بغداد إلي الكويت 5 ساعات كاملة ولكن بعد ان كلف الاحتلال القوات الأمريكية أرواح 4500 من الجنود الأمريكيين واكثر من 100 ألف عراقي و800 بليون دولار أمريكي وتركت أمريكا العراق وقد أصبح حليفا لتنظيم القاعدة. وقد سقط نظام صدام حسين بعد أسابيع قليلة من الاحتلال الأمريكي واعتقل صدام حسين نفسه في نهاية العام الأول للاحتلال واعدمه الحكام الشيعيون عام 2006 ولكن الاحتلال لم يحقق ما كانت ترجوه امريكا لنفسها أو للعراق فقد هدم العراق وتركت القوات الأمريكية الآن العراقيين يتامي يعانون فقرا أكثر مما كانوا يعانونه في عهد الديكتاتور صدام حسين.