شتان الفارق بين موسمي العمرة والحج في عام ..2011 ففي الوقت الذي مر فيه موسم عمرة رمضان عصيباً ومليئاً بالمشاكل علي المعتمرين المصريين مر موسم الحج تقريباً بدون أي مشاكل تذكر.. كانت أزمة عمرة رمضان قد بدأت أواخر الشهر المعظم عندما تكالب وتزاحم أعداد كبيرة من المعتمرين علي مطار جدة بسبب رغبتهم في سرعة السفر إلي مصر فور علمهم بموعد بدء عيد الفطر المبارك ولكن بسبب تقادم سيور الحقائب بمطار جدة علي حد قول المسئولين هناك وقعت حدوث مشاحنات ومشاجرات بين المعتمرين ومسئولي المطار وصلت إلي قيام المعتمرين بكسر الحاجز الزجاجي الذي يفصل صالة السفر عن أرض المهبط ودخولهم إلي أرض المهبط وافتراشهم الأرض أسفل الطائرات وإصرارهم علي العودة إلي مصر وهو ما دعا السلطات السعودية إلي اتخاذ قرار بوقف الحركة الجوية لحين استقرار الأمن وعودة النظام مما أدي إلي زيادة تكدس الطائرات وازدحام المعتمرين بالمطار.. هذا الموقف العصيب دعا العشرات من أهالي المعتمرين إلي التجمع بمطار القاهرة وقاموا بتحطيم الواجهات الزجاجية لشركة الطيران السعودي داخل صالة السفر رقم 2 بسبب تأخر وصول ذويهم من الأراضي المقدسة ولم تقتصر الأمر عند ذلك الحد بل ظهرت أزمة الحقائب المتخلفة التي وصل أوزانها بالأطنان ولم تصل للقاهرة.. كما اعتصم 73 معتمراً مصرياً داخل الطائرة السعودية لمدة ثلاث ساعات لدي وصولهم إلي مطار القاهرة علي طائرة شركة الخطوط السعودية رحلة 4332 القادمة من جدة اعتراضاً علي سوء المعاملة التي وجدوها من المسئولين السعوديين وتركهم في العراء هناك لمدة يومين وبعد محاولات حثيثة من سلطات مطار القاهرة وافق المعتصمون علي الهبوط من الطائرة حيث توجه 51 فرداً منهم إلي شرطة المطار وقاموا بتحرير محاضر ضد شركة الخطوط السعودية.. هذه الصورة القاتمة تبددت في موسم الحج الذي كان الأفضل منذ عدة سنوات حيث مر تقريباً بلا مشاكل واتفق جميع الحجاج علي نجاح شركة مصر للطيران ووزارة الطيران المدني في تنظيم موسم الحج فمواعيد الرحلات والأفواج كانت منتظمة بدرجة كبيرة في السفر والعودة.. كما أن الزحام الذي كان يمثل سمة أساسية لصالات المطار وأروقته اختفي هذا العام بفضل الصالة الموسمية التي نجحت في استيعاب أعداد كبيرة من الحجاج كما نجحت أماكن الانتظار المخصصة لها في تقليل حدة الزحام لمستقبلي الحجاج..