الدعوة التي وجهها الوزير محمد إبراهيم وزير الداخلية لجماهير كرة القدم بضرورة الحضور والعودة للملاعب لمتابعة مباريات الدوري العام وتشجيع فرقها والاستمتاع بمهارات نجومها وبفنون الساحرة المستديرة خلال اجتماعه برؤساء الاندية وفي حضور الوزير أحمد أنيس وزير الإعلام والدكتور عماد البناني رئيس المجلس القومي للرياضة والذي تم خلاله مناقشة كيفية العبور بمسابقة الدوري العام لبر الأمان جاءت لتؤكد أن هذا الفكر المستنير لوزير الداخلية يمثل خطوة مهمة للغاية وبداية حقيقية علي ارض الواقع لتغيير العقيدة الأمنية لرجل الشرطة وعلاقته بالمواطن بعد ثورة 25 يناير المجيدة وأن القانون هو الفيصل في العلاقة التي تربط بين الطرفين والتأكيد علي احترام كرامة المواطن ومراعاة حقوقه الدستورية وأن يكون هذا الاحترام متبادلا بين الطرفين... وزير الداخلية عندما يوجه تلك الدعوة لجماهير الكرة ويحثها علي الحضور للملاعب فإن نتلك الخطوة اراها فاصلة في مستقبل كرة القدم المصرية لأنها تعني انتهاء تلك المرحلة التي كان يقف فيها الأمن عائقا امام انتظام مسابقة الدوري وكثيرا ما تدخل الأمن للمطالبة بتأجيل مباريات لتوقعه حدوث شغب.. وكان من الطبيعي أن يستسلم اتحاد الكرة لرغبة الداخلية آنذاك وهو ما كان يؤثر سلبا علي المستوي العام للعبة لعدم انتظام مبارياتها وبذلك القي الوزير كرة التأجيلات من الآن فصاعدا في ملعب الجبلاية. وتلك الدعوة الشجاعة من وزير الداخلية تحمل في مضمونها رسالة تعكس مدي ثقة وزير الداخلية وقيادات مصر في وعي الجماهير المصرية وحسها الوطني الذي سيكون رقيبا عليها من الآن فصاعدا في عدم اثارة أي مظاهر للشغب في الملاعب والحفاظ علي هدوئها وأن وعي هذه الجماهير العاشقة لكرة القدم سوف يجعلها تتصدي من نفسها لأي مجموعات مندسة تحاول افساد متعتها باللعبة التي تعشقها.. وفي الوقت نفسه تعكس تلك الدعوة مدي ثقة الوزير في قدرة الشرطة علي تأمين أي مباراة بعد أن كان يعاب عليها في الماضي انها تتهرب من تحمل مسئولياتها في تأمين مباريات الكرة وإذا كنت هنا أشيد بتلك الدعوة لوزير الداخلية لكونها تمثل صفحة بيضاء وعصرا جديدا في علاقة الجماهير والشرطة بكرة القدم فلابد أن نتفق ونعترف أن تعهد رؤساء الاندية وروابط المشجعين بأن يكونوا خير داعم هذا الفكر الجديد لوزير الداخلية من خلال وضع آليات للتعاون بين روابط المشجعين والالتراس ورجال الشرطة يتبادل فيها الجميع الدور في تأمين الطرف الآخر وتحمل مسئولياته في اعادة الاستقرار والهدوء لملاعب الكرة من اجل نجاح مسابقة الدوري والنهوض بكل عناصر اللعبة فنيا واقتصاديا وإداريا انطلاقا من قناعة كل الاطراف بأن مباريات الكرة بجماهيريتها العريضة تمثل رسالة قوية لبلدان العالم بأن مصر ستظل واحة الأمن والأمان والاستقرار وأن شعبها الذي تنفس نسيم الحرية بعد ثورته المجيدة قادر علي حماية أهدافها النبيلة التي قادت من أجلها لتقدم للعالم بأسره الوجه الحضاري لمصر المحروسة وقدرة شعبها علي المساهمة في الاضطلاع بدوره في تطوير الحضارة الإنسانية في شتي المجالات والأنشطة الحياتية والمجتمعية ومنها الرياضية التي تمثل أحد مظاهر الحضارة الحديثة التي تتفاخر بها الشعوب بعد أن أصبحت الرياضة صناعة تسهم في بناء المواطن الصالح واقتصاد الدولة.. وانطلاقا من هذا الواقع فإن ثقتي كبيرة في أن جماهير مصر بمختلف ألوانها ستكون عند حسن الظن بها في اظهار الوجه الحضاري لملاعبنا ولمصرنا الحبيبة وكل التحية لوزير الداخلية والدكتور عماد البناني ورؤساء الاندية ولوزير الإعلام والذي حان الوقت لأن تلتزم وسائل الإعلام خاصة الفضائيات بالنقد البناء والتحليل القيم والموضوعية وعدم اثارة مشاعر الجماهير وحثها دوما علي الالتزام بالسلوك الحضاري في تشجيعها.