كنت أظن أن الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المحتمل للرئاسة رجل رزين وصاحب منطق ويتحلي بالكياسة وحسن تقدير المواقف.. وهي من الصفات الواجب توافرها فيمن يرشح نفسه رئيساً للبلاد. لكن.. ومع كامل احترامي له.. اكتشفت أنه يفتقد لكل هذه الصفات.. فأساء إلي نفسه وإلي اتباعه وإلي كل من اشبههم أو كان منهم مدانياً في التوجه. غاب الشيخ حازم عن ميدان التحرير طوال يوم السبت الدامي تاركاً المعتصمين يواجهون مصيرهم في مجزرة مؤسفة ولم يظهر إلا بعد أن سقط حوالي 20 شهيداً ومئات الجرحي والمصابين مما دفع المعتصمين الثائرين إلي طرده هو وكل من تخلوا عنهم وتخاذلوا عن نصرتهم! وأمس الأول.. حاول دخول الميدان مع أنصاره في سيارات نقل تحمل "منصة" لوضعها في الميدان.. إلا أن المتظاهرين منعوا دخول "المنصة" وعندما أصر علي دخولها.. افترشوا الأرض أمام السيارات وقالوا له "ادهسنا".. فلم يجد سوي سحب السيارات ودخل مترجلاً مع أنصاره في مسيرة تجوب الميدان وهو يردد "الله أكبر" لاستمالة قلوب الشباب واللعب علي أوتار الدين.. إلا أن المتظاهرين ردوا عليه "مدنية.. مدنية". أطلق سيلاً من التصريحات غير المسئولة استعدي خلالها المعتصمين علي الجيش قائلاً: "يجب تلقين المجلس العسكري درساً لا ينساه"!! موقف عدائي مفهوم أسبابه ودوافعه.. اتخذه بعد أن تم تجاهله تماماً في اختيارات حكومة الإنقاذ الوطني. المجلس العسكري كلف د.كمال الجنزوري بتشكيل الحكومة وأعطاه كافة الصلاحيات.. ومن المؤكد أن الأسماء سوف تخلو من الشيخ! واقترح الجنزوري إنشاء مجلس استشاري من أربع شخصيات بارزة ليس بينها الشيخ! والتحرير اتفق علي تشكيل آخر للحكومة وطرح ثلاثة أسماء لرئاسة هذه الحكومة.. لم يكن من بينها الشيخ! من هنا.. كان موقفه العدائي حيث أرادها جحيماً. للأسف.. لم يهتد الشيخ بالدكتور محمدالبرادعي المرشح المحتمل للرئاسة أيضاً والذي صرح بأنه إذا طلب منه تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني رسمياً فإنه علي استعداد للتنازل عن فكرة الترشح للرئاسة لتوفير الثقة والحياد الكامل في قيادته للمرحلة الانتقالية. موقف مشرف زاد من احترامي له.. رغم اختلافي معه اختلافاً جذرياً. .. ولم يهتد الشيخ بأي من القوي الوطنية التي اجتمعت يوم الجمعة في الميدان مع المتظاهرين المعتصمين وبصرتهم بالمخاطر المحدقة بالبلاد واستطاعت أن تغير بوصلتهم في النظرة للأمور وتجمعهم علي كلمة سواء من أجل مصر. .. ولم يهتد الشيخ حتي بالدكتور الجنزوري الذي نصح البرادعي ومنصور حسن بقبول المنصب إذا عرض علي أي منهما لأنه أحق به منه خاصة أنه ليس بالمنصب النعمة بل النقمة بعينها. .. ولم يهتد الشيخ بكلام فضيلة العالم العلامة الراحل محمد متولي الشعراوي عن "الثائر الحق" حين وصفه بأنه هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد.. وأظنه لم يسمع بهذا من قبل. ثم.. ما هذا الموقف المريب الذي يتبناه الشيخ حازم من المجلس العسكري؟.. هل وصل الأمر إلي حد التحريض بتلقينه درساً لا ينساه؟!.. عبارة لم يطلقها الشيخ نفسه علي إسرائيل.. فلم نسمع من قبل أن هدد الكيان الصهيوني الاستعماري بهذا الشكل.. حرام عليك يا شيخ. ماذا تريد يا شيخ؟.. وإلي متي ستظل "بوتاجاز قايد" هكذا؟.. اتريدها ناراً ودماراً علي طريقة "فيها لاخفيها"؟.. أم ماذا بالضبط؟! ألم تقرأ في القرآن وصف وآثار الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة؟! ليس في وسعي سوي أن أردد ما قاله سيدنا إبراهيم عليه السلام: "ربنا انك تعلم ما نخفي ما نعلن وما يخفي علي الله من شيء في الأرض ولا في السماء".