لا أحب التشاؤم أو التربص وأكره أن أري اسم مصر يرتبط بأي فشل رياضي أو سياسي أو أدبي أو ثقافي. ولكن ما يحدث مع منتخب مصر شيء غير مطمئن ولا يبشر بالخير في موقعة البرازيل القادمة يوم 14 نوفمبر الجاري وأخشي علي من الفشل في مباراة تاريخية محط أنظار العالم لأن طرفها الثاني هو البرازيل.. وعدم الاطمئنان يتسلل الي قلبي بعد اختيارات الأمريكي بوب برادلي المدير الفني لمنتخبنا الوطني ومساعده ضياء السيد للقائمة التي ستخوض اللقاء.. فمعظم الاسماء التي تم اختيارها تبعث علي القلق وهناك اسماء لم يتم اختيارها تثير الشك وتؤكد وجود تدخلات خارجية ونوايا غير صادقة ومجاملات فجة.. وتؤكد ان برادلي كان يتابع المباريات للنزهة وليس لشيء آخر.. ومبررات الاختيار لم تقنعني ولم تقنع الكثيرين حيث لا أعرف هل هي اختيارات تكريمية أم مرتبطة بحالة النجوم في الفترة الحالية والتي تباعها برادلي ويبدو انه كان شاهد ما شافش حاجة. وحتي لا يغضب أحد فلن أتكلم فيمن تم اختيارهم حتي لا يصاب أحد بالضيق أو الحرج أو الاحباط وربما يظهر أحدهم بصورة طيبة خاصة إذا كان اعتراضي فنياً فقط.. ولكن عندما يصل الأمر لاشياء أخري فالصمت جريمة والصمت في اختيار الحارس عصام الحضري حارس مصر الغائب عن الملاعب منذ فترة طويلة وبسبب مشكلة مع ناديه الذي تركه عصام علي طريقته المعروفة "الهروب" هو جريمة بلا شك لأن اختياره تخطي الجانب الفني لأمور أخري. النجاح يا سادة له أدواته التي تبدأ من حسن الاختيار وفكر الاختيار والتركيز في العمل والاعداد الجيد والمتابعة وهذا لم يتوفر في اختيارات الجهاز الفني وخاصة مع الحضري. فأولاً برادلي لم يشاهد عصام في الملاعب منذ فترة طويلة لا هو ولا مدرب الحراس زكي عبد الفتاح.. والمعروف ان الحارس يكون دائماً في حاجة للتواجد المستمر في الملاعب ليكون جاهزاً.. ثانياً عصام هارب من ناديه وهناك مشكلة خطيرة وقضايا ساخنة كان يجب ان يضعها برادلي في اعتباره لتصبح المبادئ والقيم شعاره الرئيسي في الاختيار وإلا لاختار المهاجم الخطير الموقوف بانذارين أحمد عيد عبد الملك.. وإذا كان برادلي يعلم بحكاية الحضري مع المريخ السوداني واختاره فتلك كارثة وإن لم يكن يعلم فالكارثة أعظم لأنه من المفروض ان يكون لديه سيرة ذاتية عن كل لاعب.. ثالثاً لو ان اختيارات الجهاز لهذا المنتخب هي اختيارات تكريمية فليس من المقبول تكريم الحضري بعد مواقفه في الفترة الماضية مع الزمالك والإسماعيلي والمريخ.. ولو هناك نية للتكريم يكون النجم الكبير محمد أبوتريكة أول المكرمين خاصة بعد تحسن مستواه بشكل كبير في الفترة الماضية علي المستوي الفني بخلاف لاعبين دون المستوي وظهروا بصورة سيئة للغاية وتم اختيارهم اما عن أخلاق أبوتريكة فحدث ولا حرج.. رابعاً الكل يعترف ان في مصر حراساً هم مستقبلها وهم بالفعل في قمة المستوي مثل الشناوي وأبوجبل وأمير عبد الحميد وهو حارس دولي أيضاً فلماذا يتم تجاهلهم لمجرد ان يلعب عصام مباراة تاريخية وهو خارج الساحة ونال من المجد والشرف الكثير عندما كان عصام الذي نعرفه..خامساً متي يتم اختيار نجوم الشرطة مثل دويدار وصلاح عاشور ونجم الجونة عرفة السيد ونجوم انبي والمقاصة وهم الذين يتلاعبون بالكبار كما يشاءون ويحلو لهم. دعوني أقولها وبكل صراحة ما بني علي باطل فهو باطل وما علي الرسول إلا البلاغ.. واللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد. بقي أن أؤكد اني لست علي خلاف من قريب أو بعيد مع عصام الحضري ولكن القضية قضية مبدأ.