يقف الامريكي بوب برادلي علي بعد سبعة ايام فقط من اختيار اول قائمة لمنتخب مصر في عهده الجديد ..كما يقف علي بعد 15 يوما من اول اختبار حقيقي له وايضا للذين سيختارهم لمهمة مواجهة المنتخب البرازيلي. وكلما اقترب برادلي من موعد اعلان اسماء القائمة الاولي لمنتخب بلاده او اقترب من موعد مباراة البرازيل زاد »قلقه« وهو قلق صحي لان الهدف منه اجتياز التجربة البرازيلية بنجاح والخروج منها بدروس مستفادة حتي ولو كانت هناك سلبيات. وعلي عكس المتوقع فان برادلي " قلقان " من ظاهرة الاهداف الغزيرة التي امطر بها المهاجمون شباك الحراس في الجولات الاربع لمسابقة الدوري فهو يفسرها بانها ظاهرة سلبية ويرجع التفسير الي ان تلك الاهداف الغزيرة تأتي من اخطاء دفاعية " ساذجة " ولذلك فهو ليس مبسوطا منها. اما سبب قلقه الثاني فيرجع الي انه رغم غزارة الاهداف فهي لا تأتي بواسطة مهاجمين مصريين معروفين بالاسم او مرشحين بقوة للمنتخب باعتبار ان الغالبية العظمي من الاهداف تأتي بواسطة مهاجمين اجانب لا يلتفت اليهم. ورغم حالة الغموض التي تحيط بالاسماء المرشحة لخط هجوم المنتخب فان البدائل امام برادلي حتي الان ليست كثيرة ويأتي في مقدمة اهتمامه عماد متعب وعمرو زكي.. وما يرجح كفة الاثنين ظهورهما حتي الان بصورة معقولة مع انديتهما ومشاركة منتظمة بعض الشيء لكن هذا لا يمنع ان تكون هناك اسماء اخري مرشحة لهذا الخط مثل مروان محسن مهاجم المنتخب الاوليمبي. الامر الثالث الذي يقلق برادلي انه يري ان اللاعب المصري ذكي ومهاري لكن ينقصة هذه الايام التركيز في الملعب وهو يري ان عدم التركيز امر خطير لا يمكن معالجته في المعسكر القصير الذي سيقيمه للمنتخب من يوم 9 نوفمبر بالملعب الفرعي لاستاد القاهرة او بملعب مشروع الهدف لحين السفر الي الدوحة.. وعلي طريقة "مجبر اخاك لا بطل" سيستعد برادلي لمواجهة البرازيل دون اداء مباراة ودية محلية فهو يري ان الوقت القصير للغاية حرمه من تلك المباراة التي كان من الممكن ان يقول من خلالها اشياء كثيرة تتمركز حول التركيز والاداء الخططي. القديم والحديث ربما يأتي برادلي يوم 7 نوفمبر بمفاجآت في اختياراته للمنتخب الجديد وقد تكون المفاجآت صادمة ..وربما يتخيل البعض ان اختيارات برادلي ستكون بنسبة كبيرة من الوجوه او الدماء الجديدة لكن المفاجأة الواردة ان الرجل لن يغامر الان بالوجوه الجديدة حتي لا يتم حرقها مبكرا في مباراة البرازيل ومن هنا اذا جاءت قائمته تضم الحرس القديم بنسبة عالية فقد تكون منطقية من وجهة نظره وقد تكون صادمة للجماهير والرأي العام ربما لانها لن تضم سوي الجانب الاعظم من الحرس القديم باعتبارهم من اصحاب الخبرات. بصورة اكثر وضوحا فان لاعبين امثال محمد ابو تريكة واحمد حسن ووائل جمعة ومعوض ومحمد زيدان والحضري قريبون جدا من قائمة المنتخب ومن التشكيل الرئيسي لان برادلي ينظر الي الاداء والوقت الذي يشارك فيه كل لاعب مع فريقه. واذا ما قام جوزيه »علي سبيل المثال لا الحصر« بعدم الاعتماد علي ابو تريكة في الجولة الخامسة اعتمادا كليا فان ابو تريكة ربما يكون خارج قائمة البرازيل وهو نفس الامر الذي سينطبق علي احمد حسن. الامر الرابع الذي يقلق بوب برادلي هو مركز حراسة المرمي وهو يري ان الاهداف الغزيرة التي انهالت علي الشباك كشفت مستوي حراس المرمي. وبات عصام الحضري في الصورة بقوة لانه يتدرب في اتحاد الشرطة ويقع تحت متابعة الجهاز الفني لكن هذا وحده لا يكفي نظرا للمشكلة القائمة بين الحضري وناديه المريخ السوداني والذي قد يلجأ للفيفا لشكوي الحضري ومنعه من المشاركة مع منتخب مصر. وما يقلق برادلي ان بديل الحضري المتمثل في الحارس محمد الشناوي انه صغير السن لا يملك من الخبرات التي تجعله الحارس الاول في مباراة مهمة مثل مباراة البرازيل. من اجل كل ذلك فان بوب لاينام فهو يفتش بين عشرات من أشرطة المباريات عن افضل 22 لاعبا للتجمع الاول وهو قام بتسليم كم هائل من هذه الاشرطة لمساعديه ضاء السيد وزكي عبدالفتاح لدراستها واعداد تقارير في الغالب تكون شفوية ونادرا ما تكون كتابية عن اللاعبين وادائهم ومستوياتهم والمتذبذب منهم والثابت. ويقوم سمير عدلي ومساعده ابوالعز بتقديم ثلاث نسخ فيديو للمباراة الواحدة ليكون بيد كل من برادلي وضياء وزكي نسخة من كل مباراة. اسبوع الحسم ومن المؤكد ان جلسة شحاتة مع برادلي في الاسبوع الماضي رغم سرية ما دار فيها الا انها ستكون مفيدة للغاية بالنسبة لبرادلي خاصة ان شحاتة فتح قلبه لبرادلي وتحدث معه بكل حب وامنيات طيبة بان ينجح الرجل في خلافته. كما ان برادلي استقبل كلمات شحاتة بشيء كبير من الثقة وشعور بأن شحاتة لم يخف عنه شيئا مهما حتي تلك التفاصيل الدقيقة عن بعض لاعبي المنتخب تحدث فيها شحاتة مع برادلي في الجلسة الخاصة التي جمعت الاثنين فقط دون وجود ضياء السيد او زكي عبد الفتاح. الامر الاخير ان بوب عندما وافق علي مشاركة نجوم الزمالك مع فريقهم امام اتليتكو مدريد يوم 10 نوفمبر فان موافقته جاءت علي نفس الطريقة ..طريقة " مجبر اخاك لا بطل " فهو لا يرغب ان يصدم جماهير الزمالك في الاحتفالية المئوية بغياب نجومهم عن مباراة تاريخية مثل هذه كما انه يرغب في ان تكون المشاركة في المباراة دافعا لمن يختاره من لاعبي الزمالك للاجادة امام البرازيل. لكن من المؤكد ان برادلي سيهمس في اذان اللاعبين المختارين بعبارة »خلي بالك من نفسك واوعي للاصابة امام اتليتكو فانا محتاجك قدام البرازيل« وستكون تلك العبارة مترجمة حرفيا بواسطة المخلص ضياء السيد نقلا عن برادلي. وكلما اقترب يوم 7 نوفمبر موعد اعلان الاسماء المرشحة للبرازيل زاد القلق لدي برادلي وستكون ايام 9 و01 و11 نوفمبر هي قمة القلق الصحي لبرادلي فاما انه سيخلد للراحة والنوم العميق بعد اول تدريبين يخوضهما المنتخب الجديد " القديم " واما ان يزداد قلقه الي اللحظة التي ستقام فيها المباراة بالعاصمة الدوحة يوم 14 نوفمبر.