للمرة الخامسة في تاريخ كأس العالم يقتصر المربع الذهبي في المونديال علي المنتخبات الأوروبية فقط دون فرق أمريكا اللاتينية بعدما ودعت رسمياً في دور الثمانية. بعد خروج منتخبي البرازيل وأوروجواي من دور الثمانية لم يعد هناك أي ممثل للكرة اللاتينية في المربع الذهبي وبالتبعية في المباراة لتعلن الكرة الأوروبية فرض سيطرتها وهيمنتها رسمياً علي الساحة العالمية للمرة الرابعة علي التوالي وتحديداً منذ مونديال ألمانيا 2006 الذي فازت به إيطاليا ثم نسخة 2010 وتوجهت به إسبانيا وبعده نسخة 2014 واعتلت القمة الماكينات الألمانية بينما كان آخر تتويج لاتيني باللقب في مونديال 2002 عن طريق السامبا البرازيلي ومن وقتها غابت شمس التتويج عن تلك القارة. منذ نشأة الصراع الأوروبي اللاتيني في كأس العالم مع انطلاق النسخة الأولي في أوروجواي عام 1930 لم يسبق ان تم فرض السيطرة بتلك الصورة اطلاقاً علي كأس البطولة لصالح الأوروبيين علي حساب اللاتينيين أو العكس. كان المعتاد بقاء الكأس الثمينة في أوروبا أو أمريكا اللاتينية مرة أو اثنتين متتاليتين علي الأكثر وهو ما تكرر مرتين فقط عند فوز إيطاليا لأول مرة بنسختي 1934 و1938 ثم البرازيل 1958 و1962 وخلاف ذلك كان التناوب قائماً بين المعسكرين من نسخة 1966 وحتي 2002 ومع تلك السيطرة والهيمنة الأوروبية العنيفة علي لقب المونديال والتي ستظل قائمة في السنوات الأربع المقبلة بعد انتهاء المنافسات وحتي نهاية مباريات دور الثمانية لكأس العالم في نسخة 2022 لم يكون غريباً أن تسخر الصحف الأوروبية من المنتخبات اللاتينية والبطولة نفسها وتطلق عليها مصطلحا جديداً وهو بطولة اليورومونديال أي كأس العالم الأوروبية بعدما اقتصرت المنافسة في النهاية علي المنتخبات الأوروبية. كانت المرة الأولي للهيمنة الأوروبية علي المربع الذهبي وتأكد ذهاب الكأس إلي القارة العجوز في مونديال 1934 بإيطاليا عندما تأهلت للدور قبل النهائي منتخبات ألمانياوإيطاليا والنمسا وتشيكوسلوفاكيا. تكررت للمرة الثانية بعد 32 عاماً في مونديال إنجلترا 1966 ووقتها صعدت منتخبات إنجلتراوألمانيا والاتحادل السوفيتي والبرتغال إلي المربع الذهبي في تلك البطولة. جاءت الثالثة في مونديال إسبانيا 1982 بعدما تأهلت منتخبات ألمانياوإيطاليا بولندا وفرنسا إلي المربع الذهبي والمنافسة علي اللقب الذي توجبه إيطاليا فيما بعد. أما المرة الرابعة فقد كانت في مونديال ألمانيا 2006 وصعدت منتخبات ألمانيا وفرنسا والبرتغال وإيطاليا إلي الدور قبل النهائي وتوجهت أيضاً إيطاليا باللقب العالمي. اللافت أن المرات الخمس تكررت علي الملاعب الأوروبية فلم يحدث أن اقتصر المربع الذهبي علي المنتخبات الأوروبية فقط عند تنظيم المونديال خارج القارة العجوز. كما كان المنتخب الألماني عضوا أسياسياً في المرات الأربع الماضية ولم يفز بالبطولة في أي منها بينما في هذا المونديال ودع المنافسات مبكراً في الدور الأول للمونديال. المثير ان المستفيد الأبرز من اقتصار المربع الذهبي علي المنتخبات الأوروبية هو منتخب الآزوري الإيطالي الذي حصل علي اللقب ثلاث مرات خلال المرات الخمس حتي الآن.