منذ عرفت قدماي الطريق إلي كرة القدم وعشقها مثل باقي المصريين متجولا بين الملاعب لمشاهدة فرق الأندية المصرية سواء في القاهرة التي كانت زاخرة بالفرق المشاركة في الدوري خلال فترة أواخر الخمسينيات والستينيات وما بعد ذلك عندما كانت العاصمة تضم فرق الأهلي والزمالك والسكة الحديد وحتي خارجها في المحلة والمنصورة وشبين والقناة والإسماعيلية وبورسعيد والاتحاد السكندري والأوليمبي والكروم وغيرها من الفرق المصرية في السنوات الأول لانطلاق الدوري. أقول منذ هذه الحقبة من الزمن الجميل لكرة القدم ويعرف عشاق الساحرة المستديرة ان نادي الزمالك هو المتخصص في إمتاع جماهير الكرة بإحضار الفرق الأجنبية الشهيرة والعالمية ليشاهدها الجمهور المصري علي الطبيعة ومعه الأهلي ثنائي قطبي الكرة المصرية. وأذكر عندما أحضر الزمالك نادي ريال مدريد بطل أوروبا في مطلع الستينيات بنجومه الأفذاذ دي ستيافنو وبوشكاش وخنتور وغيرهم من عمالقة العالم في اللعبة وكانت منطقة مدينة نصر مازالت تحت الإنشاء وعندما خرجنا من استاد القاهرة لم نجد أمامنا غير جبال وصحاري منطقة الجبل الأحمر الشهيرة في ذات الوقت وكان يوما مشهودا لجماهير اللعبة الشعبية بعد ان استمتعوا بالأداء العالي الراقي للوافد الإسباني. وتوالت الأيام والسنون وفي كل عام أو ربما خلال العام الواحد يفاجئنا الزمالك بالتعاقد مع أحد أندية أوروبا ليلعب في القاهرة فرق من إنجلترا ويوغوسلافيا وروسيا وتشيكوسلوفاكيا وكانت أيضا هناك مباريات مع فرق أجنبية يشارك فيها الأهلي والزمالك وربما أشهرها نادي توتنهام الذي لعب فيه الفريقان معا وقادها المرحوم علي قنديل.. فعلا كانت متعة ووجبات كروية دسمة ينتظرها عشاق اللعبة ومن نادي الزمالك بالذات. ورغم طوال سنوات الجفاف الكروي المصري الأوروبي إلا ان الزمالك وكعادته رفض ان يمر باحتفاله بالذكري المئوية علي إنشائه ان يعيد الذكريات الجميلة مع الفرق العالمية لتلعب هنا في قاهرة المعز العاصمة المصرية مرة أخري كما فعل الأهلي عندما احتفل بمئويته والجميل ان طرفا مباراتي الزمالك والأهلي من بلد بطل كأس العالم إسبانيا فالأحمر استضاف ريال مدريد وها هو الأبيض يستضيف زميله اتليتكو مدريد القاسم المشترك مع الريال وبرشلونة في البطولات الإسبانية والأوروبية. جاء اختيار الزمالك موفقا للنادي الإسباني والذي لا يقل عراقة عن مضيفه حيث أنشأ اتليتكو عام 1903 ولكنه يحتفل مع الزمالك بالمئوية وهي التي بدل فيها فانلته في 1911 من المخطط بين الأبيض والأحمر والأزرق إلي الأبيض والأحمر فقط.. لذا كانت سعادة ميجيل انخل جيل مارين مندوب مجلس إدارة النادي الإسباني عندما علم بالاحتفالية المئوية المزدوجة بين الناديين الكبيرين. ونادي اتليتكو مدريد هو واحد من أعرق الأندية الأوروبية والإسبانية والملقب بأسماء كثيرة مثل الهنود نظرا لأنه كانت أغلب أعضائه من أمريكا الجنوبية والأبيض والأحمر وصانعي الوسائد والعال أتليتي ويملك تاريخا ناصعا من الانجازات والبطولات علي مستوي إسبانيا وعلي مستوي القارة العجوز أوروبا فهو الفائز بالدوري الإسباني 9 مرات ومثلهم بطولة كأس ملك إسبانيا وبطل كأس الأندية الأوروبية لأبطال الكأس مرة واحدة 1962 وبطل دوري أوروبا في 2010 وكأس السوبر الأوروبية في نفس العام ووصيف اليوفا 2004 والبطل .2007 تلك بعض اللمحات علي ضيف مصر الذي يلعب مع الزمالك يوم 10 نوفمبر القادم خلال احتفالات النادي العريق بمرور مائة عام علي إنشائه. ويبقي سؤال هل تقام المباراة في ظل المجلس الحالي برئاسة المستشار جلال إبراهيم أم في ظل عودة المجلس المنتخب برئاسة ممدوح عباس بعد ان تأجلت القضية أمس لعدة مرات إلي الأول من نوفمبر القادم مجرد سؤال عابر؟