مواجهة السيسي ليست مع مرشح منافس فقط.. بل مع محور الشر الكاره لمصر تعبير الشعب عن فرحته أمام اللجان.. عيب أم صفعة علي وجه دعاة الفتنة؟! مشاهد كبار السن والمرضي أمام الصناديق تدعو للاطمئنان علي مستقبل هذا البلد المؤشرات الأولية للانتخابات الرئاسية تقول بوضوح إن الشعب المصري العظيم واعي بفطرته. مستنير ببصيرته. أبهر العالم ولايزال في كل حدث تاريخي وثيق الصلة بمستقبل وطنه ودولته..الشعب لقن أعداء الحياة درساً في الوطنية والشعور بالمسئولية السياسية والواجب الأخلاقي نحو بلده. خرج الشعب بكافة طوائفه وفئاته ليقول بوضوح للعالم أجمع: إن لهذا البلد شعباً مستعداً للخروج لأجله. انتخاباً أو فداءً وتضحية بالدماء والنفوس وفلذات الأكباد عن حب ورضا وإيمان بأن للأوطان منزلة دونها كل شيء. اختار الشعب طواعية وبإرادة حرة التصويت للرئيس السيسي. وهو تصويت للاستقرار والتنمية واستكمال بناء دولة استنزفتها الفوضي بعد أحداث 25 يناير.. انحاز الشعب لخارطة طريق وضعها الرئيس السيسي منذ أربع سنوات هي فترة ولايته الأولي وخرج من أجلها الشعب في 30 يونيو ليعلن رفضه الكامل لسيطرة جماعة الإخوان علي الحكم وعلي مقدرات البلاد والعباد. وأخونة مفاصل الدولة والتكويش علي كل المناصب والوظائف المهمة واسنادها للأهل والعشيرة. لم يكن خروج المصريين في الانتخابات مجرد تصويت لرئيس أحبوه وحملوه مسئولية حماية البلاد والعبور بها لبر الأمان بعد القلاقل والاضطراب والخوف.. وإنما هو تصويت لاستعادة هيبة الدولة والصمود في وجه أعدائها في الداخل والخارج. تصويت ضد الإرهاب وعملياته وتفجيراته الغادرة. تصويت ضد استباحة حدودنا من عناصر ومحور الشر التي لا تكف عن توفير التمويل والدعم والمعلومات للمخربين القتلة والإرهابيين سفاكي الدماء.. تصويت لصالح العملية الشاملة سيناء 2018 لتطهير أرضنا من الخونة وإعلان مصر خالية من الإرهاب. خرج الشعب ليقول لصناع الفتنة وأبواق الضلال وفضائيات الفبركة والبهتان كفاكم كذباً وافتراءً.. خرج ليرد علي ادعاءات أيمن نور وزوبع ومحمد نصر وعلاء صادق ومعتز مطر.. وليقول لعملاء الخارج المأجورين عميان البصيرة إن مصر منتصرة في معركتها ضد الإرهاب ومعركتها ضد الفقر والتخلف. في معركة البناء والبقاء. لم يجد الأفاكون ومثبطو الهمم في الانتخابات الرئاسية ما ينتقدونه فوجهوا سهامهم نحو فرحة المصريين واحتفالهم أمام اللجان. ولم يلتفتوا إلي الحشد الكبير الذي فاق توقعاتهم وخيب رهاناتهم التي سعوا إليها بمحاولات دءوبة للتشويش ونشر الاحباط وإضعاف الروح المعنوية للمصريين.. عميت أبصارهم أن تري الطوابير الممتدة من الناخبين أمام اللجان لساعات طويلة وركزوا اهتمامهم علي ردود أفعال تلقائية للمصريين تخرج لا إرادية إذا فرحوا شعروا بالسعادة. لم يسلم الإخوة المسيحيون من ألسنة هؤلاء الكارهين لمصر. وقد هالهم إقبالهم علي التصويت في لجان الانتخابات ونسي هؤلاء أن شعب مصر لم يعرف الطائفية منذ فجر التاريخ. وأنه بعنصريه - مسلمين ومسيحيين - كافحوا ضد الاستعمار وسالت دماؤهم معاً علي أرض سيناء الحبيبة في حرب العزة في أكتوبر 1973.. وسيظل شعبنا نسيجاً واحداً لا يعرف الفتنة ولا الطائفية ولو كره الكارهون. أما ادعاءات هؤلاء الكاذبين وتقاريرهم الفضائية التي تدعي ضعف إقبال الشباب علي التصويت فسوف ترد عليها نسب التصويت الحقيقية ليعلموا كيف أن الشباب الواعي كان عاملاً مهماً في انجاح العملية الانتخابية جنباً إلي جنب الشيوخ والسيدات الذين أظهرت الفضائيات مدي حرصهم علي الخروج رغم المعاناة والظروف الجوية. لم تكن مواجهة الرئيس عبد الفتاح السيسي مع مرشح رئاسي منافس فحسب. ولا معركة لحصد الأصوات.. وإنما كانت المواجهة أعظم وأكبر.. كانت مواجهة مع دول الشر التي حاولت وعلي مدار السنوات الأربع الماضية إفشال الدولة وإحباط الشعب المصري وإثناءه عن الصمود في معركة الإرهاب والبناء. وفصله عن قيادته وخلق فجوة بينهما. من دلالات المشهد الانتخابي ورسائله أن التصويت للسيسي كان تفويضاً شعبياً جديداً بالقضاء علي الإرهاب. والدفع بعجلة التنمية إلي الأمام.. فلم ينس هذا الشعب العظيم كيف كانت دولته وكيف أصبحت.. كيف سرقت الجماعة الإرهابية ثورة الشباب في 25 يناير واستولت علي الحكم بمباركة أمريكية ودعم تركي وقطري لا محدود. وكيف استردها الشعب بمعاونة الجيش.. كيف تلقت الجماعة الإرهابية الأوامر من سادتها هنا وهناك.. وخرجت وفودها في رحلات مكوكية إلي الدوحة وأنقرة وعادت بالتعليمات ومليارات الدولارات لإثارة الفوضي والاستيلاء علي مقاليد الأمور.. لكن خاب مسعاهم.. وتحطمت أحلامهم علي صخرة الوعي الشعبي وصمود الجيش والشرطة. تصدي رجالنا البواسل في القوات المسلحة والشرطة بكل قوة لمخططات الأخونة بما يملكونه من عقيدة وعزيمة لا تلين ولا تهادن ولا تفرط في الوطن.. انحاز الجيش والشرطة - كعادتهم - لإرادة الشعب في 30 يونيو.. حين خرجت ملايينه إلي الشوارع تدعو قائد الجيش لتحمل المسئولية. ومواجهة المخاطر المحدقة بمصر. فاستجاب الرجل بشجاعة لإرادة الشعب. وحمل روحه علي كفيه. مدركاً جسامة الموقف وخطورته الشديدة.. لكنه لم يخذل شعبه ولم يتخل عن وطنه ولم يخن أو يفرط في حقوق بني وطنه. وعبر بالبلاد من نفق الفوضي والاضطراب إلي بر الأمان. وأنقذ المصريين من مصير أسود تعرضت له دول شقيقة بات مواطنوها في الخيام وتشردوا في البلاد. ما يدعو للفخر والاطمئنان علي مستقبل هذا البلد هو المعدن الأصيل لهذا الشعب.. وهو معدن لا يظهر إلا في الشدائد والأحداث الكبري.. وقد رأينا ورأي العالم معنا مشاهد لا نجدها إلا في مصر.. فالمصريون ولاسيما شيوخهم تحدوا الظروف الجوية. وتحدوا "المرض" وخرجوا للتصويت رغبة في العبور بمصر إلي بر الأمان.. فهذا عجوز تجاوز المائة عام خرج يدلي بصوته رغم وهنه وضعفه.. وذلك مريض بالفشل الكلوي يخضع لعملية غسيل كلوي. وآخر مريض بالقلب يتأهب لعملية جراحية كبري.. وثالث مصاب بشلل رباعي ورابع بالسرطان.. انتصر هؤلاء جميعاً علي آلام المرض وأوجاعه لأجل مصر.. فضلوا حياة الوطن علي حياتهم.. فهل وصل الدرس "المصري" لمن لا يريدون أن يفهموا؟ لا نملك في النهاية إلا القول: يحيا شعب مصر.. تحيا مصر.