تحولت إمارة الشارقة إلي واحدة من العواصم الثقافية العربية النشطة والمهمة. فلا يكاد يمضي شهر إلا وتشهد الإمارة العربية فعالية ثقافية كبيرة. ما بين معرض للكتاب. أو مهرجان للشعر. أو مهرجان للمسرح. أو غيرها من الفعاليات التي تنفتح من خلالها علي الثقافة العربية. وتتيح فرصة التواصل بين صناعها في كل مكان. وهذه الأيام تقيم الشارقة الدورة الرابعة عشرة لمهرجان الشعر الشعبي التي انطلقت الأربعاء الماضي برعاية وحضور الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلي للاتحاد حاكم الشارقة. والذي حرص علي افتتاحها ولقاء المشاركين فيها وتسليم المكرمين دروع تكريمهم وهم: سالم سيف الخالدي. وبطي المظلوم وتنهات نجد. وقد حظي المكرمون بندوة نقدية قرأت منجزهم الابداعي والريادي ووقفت علي مسيرتهم الفنية. شارك فيها د. منصور الشامسي. علي العبدان. د. رفيقة بن رجب. وأدارها الشاعر المصري حمادة عبداللطيف. وتستمر الدورة حتي الثلاثاء المقبل بمشاركة أربعين شاعرا وشاعرة. وأثني عشر ناقدا. فضلا عن ضيوف الشرف من المهتمين بالشعر الشعبي والاعلاميين من الامارات والسعودية والبحرين وعمان والكويت والأردنوسوريا وفلسطين والمغرب واليمن والسودان وموريتانيا ومصر التي يمثلها وفد كبير من الشعراء والنقاد. وتتضمن الدورة أمسيات شعرية وندوات نقدية وحفلات توقيع. وغيرها من الانشطة التي تحظي بحضور جماهيري كبير. ما يعكس المكانة التي يحتلها الشعر الشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وهذا المهرجان اتخذ من "القصيدة الشعبية منصة تواصل" عنوانا له. وكما يقول الشاعر راشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي ومدير المهرجان فقد حرص المهرجان علي جمع هذا العدد من الشعراء الشعبين من الوطن العربي بغرض التلاقي والتواصل والتباحث فإذا كان كل شاعر يكتب بلهجته المحلية التي قد تنغلق بعض مفرداتها علي غيره من شعراء الدول العربية الأخري فإن من شأن هذا التلاقي والتواصل الذي يحدثه المهرجان أن يعمل علي تقريب هذه اللهجان إلي بعضها البعض. وفض مغاليق كل لهجة. ما يؤدي إلي توسيع دائرة التواصل بين هؤلاء الشعراء. وقد حرصت دائرة الثقافة في الشارقة برئاسة عبدالله العويس. ومن خلال إدارة الشئون الثقافية برئاسة محمد ابراهيم القصير. علي توسيع دائرة المهرجان وعقد فعالياته في عدة أماكن. وكما قال القصير فإن من أهداف المهرجان الترويح عن الشعراء في جولات أدبية سياحية. لذلك فقد عود حضوره العرب علي التمتع بالطبيعة الإماراتية الخلابة. من خلال قراءات متنوعة في أكثر من منطقة تضفي علي الشعراء احساسا عاليا بالمكان. خصوصا وان الامسيات والاصبوحات لا تقتصر علي مكان بعينه. بل تمتد لتشمل مناطق عدة في دولة الامارات في أبوظبي والشارقة والذيد. ودبا الحصن. وخورفكان في إطار التنوع المكاني مما يترك أطيب أثر في نفوس المشاركين الذين يقرأون المكان بعين ابداعية ويسعدون وهم يشاركون في مهرجان كبير وأصيل بحجم مهرجان الشارقة للشعر الشعبي. ويشهد المهرجان اليوم الجمعة أمسية شعرية بقاعة المؤتمرات بقصر ثقافة الشارقة يشارك فيها فارس الثابتي "اليمن" نزار الحاج "السودان". محمد بن مصوي "السعودية" ويقدمها ضيف الله الغتاوي. وبعدها يقام حفل توقيع دواويين الشعراء خالد الزيادي "السعودية" عامر العايذي "السعودية" راشد القناص "السعودية" أحمد المناعي "الإمارات" هيام العجلان "البحرين" كما يشهد غدا ندوة زايد في مهرجان الشعر الشعبي التي يشارك فيها د. عبدالمعطي الشرقاوي "مصر" د.أحمد العقيلي "سوريا" خالد الفتحاني "الإمارات" د. أكرم قنيس "سوريا" ابراهيم السواعير "الأردن" ويقدهما أشرف عزمي "مصر". وبشكل عام فإن مهرجان الشعر الشعبي يمثل حدثا فريدا من نوعه. فهو المهرجان الاكبر والأهم في الوطن العربي الذي يجمع كل هذا العدد من الشعراء الشعبيين في مكان واحد يلتقون ويتواصلون ويتباحثون سعيا إلي تطوير هذا الشعر واكتشاف طاقات جديدة كامنة بداخله. فضلا عن توفير المهرجان للعديد من الدراسات النقدية توضح جماليات هذا الشعر وقدرات شعرائه وترفع الظلم عنه وعنهم حيث لا يحظي الشعر الشعبي باهتمام يليق به في معظم الدول العربية علي الرغم من انه حافظ ذاكرة الأمة وحافظ هويتها.