أكد يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية بسلطنة عمان ترحيب السلطنة بالرئيس عبدالفتاح السيسي الذي بدأ أمس زيارة رسمية كرئيس عربي لدولة عربية شقيقة لها من المسئوليات العظام. قال يوسف بن علوي في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط ووكالة الأنباء العمانية. بمناسبة زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي التي بدأت أمس إلي السلطنة. قال بن علوي: إن السلطنة حرصت منذ تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في البلاد علي التواصل مع الشقيقة مصر في مختلف المراحل التي مرت بها الأمة العربية منذ أكثر من أربعين سنة. أضاف: السلطنة تنظر إلي مصر علي أنها "عكاز الأمة العربية وهي المنصة التي تجمع الأمة العربية ودورها مشهود دورها يتعاظم" مشيرا إلي أنها الزيارة الأولي للرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه زمام السلطة في مصر وهي مناسبة جدا سعيدة سيتم خلالها تبادل وجهات النظر مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد. فيما يدعم التضامن العربي ويوسع التعاون في كل المجالات بين السلطنة ومصر. أكد الوزير المسئول عن الشئون الخارجية العماني أن علاقات البلدين في تطور مستمر ويسعيان إلي المزيد مشيراً إلي أن السلطنة ومصر تشتركان في فكر وفهم مشترك وهو دعم الاستقرار وتحقيق السلام أولاً في منطقة الشرق الأوسط والعالم. أكد أن مصر تؤدي دورا أساسيا خاصة فيما يتعلق بمسار القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا وبالتالي فإن السلطنة مسرورة بهذا اللقاء التاريخي الذي يجمع بين جلالة السلطان قابوس والرئيس عبدالفتاح السيسي. أوضح بن علوي أن السلطنة ومصر علي اتصال وتنسيق مستمرين لما يستجد في الأطر المختلفة مشيرا إلي أنه يتم البحث في منصة جديدة للتعامل مع بقايا المشكلات القائمة في المنطقة. كما أوضح أن لمصر ثقلا دوليا كبيرا وأن مستقبل التضامن العربي يقوم علي أساس مبادئ جديدة تتعامل مع المسارات العالمية المختلفة وهي النظرة التي ينبغي أن ننظر فيها ونري فوائدها وإمكانيات ربط مسار التضامن العربي بمسار التضامن والمصالح المشتركة مع دول العالم المختلفة. أكد يوسف بن علوي بن عبدالله أن التضامن العربي وحدة واحدة لا يمكن أن تنفك وأن مصر قامت بدور مهم في هذا السياق وخاصة في الحرب العراقية الإيرانية واحتلال العراقالكويت والجهد الذي بذل بشأن تحرير الكويت. وكانت مصر في مقدمة الدول العربية التي دعت إلي تضافر جهد دولي لتحرير الكويت وهذا يرتبط بمستقبل التطورات ونأمل ألا تكون هناك أي مشكلة جديدة في المنطقة ودور مصر مهم في ترتيب الأمن العربي وكذلك في العلاقات الدولية وبين الدول العربية ومختلف دول العالم. كما نعتقد أن الأمن العربي بمنظوره الجديد ينبغي أن يرتبط بالمصالح العربية مع المجتمع الدولي. حول الأوضاع الراهنة علي الساحلة العربية علي ضوء الأزمات القائمة مثل الوضع في سوريا واليمن وليبيا. أكد بن علوي أن هذه الأزمات تهم الجميع معربا عن اعتقاده بأنها بدأت في الانحسار في كل المناطق سواء كانت في سوريا أو اليمن أو ليبيا وتتجه نحو الاستقرار لكن ذلك يحتاج إلي جهد مضاعف وحسن البصيرة في تسوية هذه الخلافات. قال بن علوي: إن العنف بدأ بالانحسار.. وتساءل. لكن ماذا بعد العنف؟.. هي المهمة الكبري التي ستواجه الدول والشعوب العربية من خلال إعادة البناء وإعادة الثقافة. ثقافة الشرق الأوسط التي تستند إلي الثقافة العربية الإسلامية. أوضح بن علوي أنه ينبغي التحلي بشيء من الصبر وألا تكون هناك سرعة بهدف القدرة علي ضبط المسائل بصورة توافقية بين جميع الدول العربية وأن ما دمر يبني ونأمل كذلك أن تكون هذه مسئولية مشتركة ليس فقط بين الدول العربية وإنما بين سائر دول العالم لأن ما حصل في هذه المنطقة شيء لم يذكره التاريخ فيما سبق من القرون وبالتالي ينبغي أن تكون النظرة إلي المستقبل هي النظرة الغالبة. بشأن انعقاد القمة العربية المرتقبة في المملكة العربية السعودية في مارس المقبل والآمال المرجوة من هذه القمة. أكد أنه لا شك أن الأشقاء في المملكة العربية السعودية يبذلون جهودهم وسوف يقومون بجهد لا شك أنه سيوفر المناخ المناسب والبيئة الطيبة للقاء القادة العرب ومستقبل التضامن العربي المشترك وكيفية التخلص من آثار ما يعرف بالربيع العربي. مضيفاً ان السلطنة سوف تكون مساندة دائما لأشقائها في المملكة العربية السعودية. فيما يتعلق بالوسائل للتصدي للقرار الأمريكي بخصوص الوضع بشأن القدس.. أكد يوسف بن علوي بن عبدالله أن هذه التحركات تأتي في إطار القضية الفلسطينية وهي ليست منفصلة عنها وعن قيام الدولة الفلسطينية وقرار الولاياتالمتحدة قرار أحادي والقدس مازالت ضمن اتفاقيات أوسلو وينبغي أن تحل في نهاية المفاوضات وفي نهاية الاتفاق بين إسرائيل وأشقائنا الفلسطينيين وهي جزء من الدولة الفلسطينية ولا شك في ذلك. حول أهم مرتكزات السياسة الخارجية للسلطنة أكد يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية أن المبادئ هي المبادئ المعروفة وأن قضايا العرب هي قضايانا ورؤيتنا هي رؤية العرب ونحن نسعي إلي تحقيق الأمن والسلم والاستقرار. وهذه المبادئ هي في السياسة العمانية مضيفا أننا نعتقد أن العالم العربي والدول العربية علي مسار واحد وهو مواجهة النمو المكثف للسكان. فيما يتعلق برؤية السلطنة في مواجهة خطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد ليس فقط العالم العربي وإنما العالم أجمع.. أوضح بن علوي أن العنف والتطرف أصبح مسيطرا عليه وما نسمعه ونراه هو بقايا وفي انحسار ولكن بقايا العنف ستظل في المنطقة لأسباب تتعلق بالنمو الاقتصادي والانفجار السكاني وبالتالي علينا جميعا أن نبحث عن الوسائل التي تساعد وتهيئ الجيل الشاب الجديد للعمل من أجل التطور وبناء مجتمعات ذات تنوع إيجابي. تحدث الوزير المسئول عن الشئون الخارجية عن التعاون الاقتصادي بين السلطنة ومصر مؤكدا أن التعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات بين الجانبين قائم وسيتم بحث هذه المسائل بين الوزراء المتخصصين سواء كان بين الوزراء المرافقين للرئيس السيسي أو من الجانب العماني مشيرا إلي أن اللجنة المشتركة قائمة وسوف تعقد اجتماعاتها بصفة مستمرة. وأنه كلما أتيحت الفرصة للعمانيين سواء كانوا من القطاع الخاص أو المؤسسات الاستثمارية سوف يكونون السباقين للعمل المشترك مع الأشقاء في مصر.