أي من وزراء حكومة الدكتور عصام شرف الأكثر استفزازاً برأيك؟ الدكتور حازم الببلاوي نائب رئيس الوزراء ووزير المالية بلاشك. فالرجل يتحول بشدة ولا يستقر علي موقف. من المفترض أنه وزير للمالية أي وزير تكنوقراط. ومهمته إدارة موازنة دولة تمر بفترة عصيبة ووضع خطط مبتكرة غير تقليدية للخروج من حالة الارتباك الاقتصادي في فترة ما بعد الثورة. إلا أنه بتصريحاته الصادمة بدا وكأنه يعمل بمفرده وغير واع لتلك الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد. ليس هذا فقط بل إن الببلاوي الجاهز دوما للاقتراض من المؤسسات الدولية بشروطها القاسية مشفعاً ذلك بتصريحات صادمة جري التراجع عنها جميعاً حاول تجربة أصابعه في لعبة السياسة الداخلية فلا أصاب في السياسة ولا نجح في الاقتصاد. علي العكس زاد جراح مصر الاقتصادية بإعلان استقالته من منصبه لأسباب سياسية. وتلك أيضاً تراجع عنها ونشرت له الصحف صوراً أظهرته في اليوم التالي يضحك ملء شدقيه وكأنه لم يكن غاضباً بالأمس بسبب أحداث ماسبيرو. بل ويتبادل القفشات مع شرف وهو ميت علي روحه من الضحك. الصورة الذهنية عند الرأي العام للببلاوي أنه حزين جداً. لكنها تناقضت مع صوره وهو يكاد يقع علي قفاه من الضحك مع عصام شرف. والببلاوي ليس أول نائب رئيس وزراء تخونه تصريحاته ومواقفه المتعاكسة. هو النسخة الأخري من الدكتور يحيي الجمل الذي تسببت زلات لسانه المتكررة في خروجه من الحكومة مبكراً. أشهرها زلته: لو ربنا حصل علي 70% من اجماع الشعب يحمد ربنا!!.. نسختها الثالثة الدكتور علي السلمي الذي ربما لولا المرض "شفاه الله" لكان خارج التشكيلة الحكومية بعد تصريحه حول ديتول تطهير الصحافة. منصب نائب رئيس الوزراء لعنة إذن؟ نعم علي ما يبدو.. فالشاهد أن هؤلاء الكبار سناً الذين تولوه بعد الثورة غير منضبطين سياسياً. بمعني أنهم لم يتدرجوا سياسياً في المناصب العامة فجاء أداؤهم علي هذا النحو. وما الذي يغري هؤلاء بفتح أفواههم عمال علي بطال هكذا؟ ضعف شخصية عصام شرف بكل تأكيد. ونزع الصلاحيات عن الحكومة.. أيضاً حالة الفوضي واختلاف الأوراق علي الساحة.. كذلك مقولة أشاعوها فيما بينهم تقول إن من يقبل بالوزارة يضع كفه علي يده وكأنه مطلوب ألا يجاهد الوزير من هؤلاء لانجاز مهام عمله يريد ظروفاً أكثر من ممتازة ليباشر مهام عمله. ووطناً آخر شريطة ألا يكون خارجاً من ثورة أو في مرحلة انتقالية. أي حكومة تلك وأي نواب لرئيس الوزراء هؤلاء الذين يريدون وزارات علي مقاس غرورهم وتطلعاتهم في الأبهة والسلطان ودعم رئيس ديكتاتور أو مباحث أمن دولة تدفع عنهم اضرابات عمال وزاراتهم. وزراء مثل الببلاوي والسلمي والجمل ومعهم جودة عبدالخالق "وزير التضامن الاجتماعي" لطالما صدعوا رؤوسنا حينما كانوا في صفوف المعارضة وهم يتندرون علي فشل الحكومات السابقة في إدارة شئون البلاد والعباد.. وعندما تم تكليفهم غرقوا في شبر ميه. الببلاوي تحديداً لم تظهر عليه علامات الثورة أو المعارضة في أي مرحلة من مراحل حياته. ويمارسها الآن متأخراً وعلي كبر. والاقتصاد المصري هو الذي يدفع الثمن. .. ارحمونا بأه